أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حارس القدس*

قد يكون مسلسلا جيدا، وحارسا لفضائية الميادين، وسنرى

رأى صديقي إعلاناً لمسلسل سوري، اسمه حارس القدس، فاتصل يسألني وقال: احزر من يكون حارس القدس؟

فعملتُ ذهني وعصرتُ فكري، وقلت من يدافع عن فلسطين ليس فرداً، هو الشعب المرابط في أكناف بيت المقدس، نحن في عصر الجماهير، ولسنا في عصر الأفراد، حتى إن صلاح الدين لم يحرّر القدس إلا بنور الدين زنكي، الذي وطّأ له الأكناف وجيش له الجيوش.

فقال: هات لي أسماء أفراد رموز، أو أبطال يُحتمل أن يكون أحدهم حارساً للقدس؟

فذكرتُ طائفةً من الأسماء مثل: عبد القادر الحسيني الذي استشهد في سنة 1948 في قرية القسطل القريبة من القدس بعد أن قاد معركة ضد العصابات الصهيونية لمدة ثمانية أيام، وسيرته ملحمية وجهادية، وكُتبتْ عنه الأشعار، وهو بطل معركة القسطل.

قال: لا
قلت: عز الدين القسام من مواليد جبلة، صاحب العصبة القسامية، واستشهاده كان السبب في اندلاع الثورة العربية الكبرى.
قال: لا
قلت: محمد جمجوم، فؤاد حجازي، عطا الزير، كُتبت عنهم الأشعار والأناشيد.
قال: لا
قلت: يحيى عياش المهندس؟
قال: لا
قلت: عماد عقل مجاهد، وهو قائد عسكري ميداني في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية، ومن مؤسسي كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية. اغتاله الجيش الإسرائيلي وهو بعمر 22 سنة بأكثر من 70 رصاصة وعدة طعنات في بيت خنساء فلسطين، بعد أن خاض اشتباكاً مسلحاً، وكان يملك مسدساً واحداً فقط!
قال: لا
قلت: جورج حبش، سياسي فلسطيني ولد في مدينة اللّد، يعتبر مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأحد أبرز الشخصيات الوطنية الفلسطينية يلقبه أنصاره بالحكيم، شغل منصب الأمين العام للجبهة الشعبية حتى عام 2000. وهو المؤسس لحركة القوميين العرب.
قال: لا
وذكرت محمد عزيز رشدي، وتيريزا هلسا، ومروان البرغوثي، وهو أسير، إدوارد سعيد، وهو مفكّر مهم، عبد الله البرغوثي، وهو أسير، رائد صلاح، وهو من هو، هم بعض حراس القدس، فالشعب كله يحرسها، وليس حارساً واحداً، القدس كبيرة وأكبر من أن يحرسها شخص ويفوز بلقب الحراسة فرد.
قال: اذكر اسماً عربياً غير فلسطيني

فقلت حابس المجالي، دلال المغربي، عز الدين القسام أصله سوري، حسن البنا الذي جمع عشرة آلاف متطوع للدفاع عن فلسطين، مصطفى السباعي الذي جمع آلاف المتطوعين للدفاع عن القدس، الأمير شكيب أرسلان الذي نبه إلى المشروع الصهيوني، التسميات الوطنية مستحدثة، لم يكن العرب سابقاً يفرّقون في الجهاد بين سوري ومصري، عبد السلام العجيلي وكان عضواً بالبرلمان ذهب إلى فلسطين وهو يحمل البندقية، محمد الزواري صانع الطائرات بدون طيار، محمد المبحوح، خليل الوزير، ياسر عرفات ربما، أحمد ياسين، عبد العزيز الرنتيسي الذي قُتل بصاروخ، والشهداء من الحجاز على أرض فلسطين بالمئات وكذلك الأردنيون والعثمانيون والسوريون والسودانيون والمصريون ...

قال: كلهم أبطال وحرّاس، لكن لم تحزر اسم حارس القدس.

قلت: لم يبق إلا قاسم سليماني أو حافظ أسد رمز الثورة العربية، أو ابن الوهاج!

قال بعد أن أشفق علي: المطران هيلاريون كبوشي!

قلت: الرجل مناضل، وكان محباً لحافظ أسد رمز الثورة العربية وصديقا، ربما يستحق مسلسلاً باسم سيرة مناضل، وحُبِسَ أربع سنوات، وتشفّع له الفاتيكان وخرج ومات في الفاتيكان، لكن أظن أن لقب حارس القدس كبير عليه، وإن كل المذكورين أهم منه وأحرس للقدس، لكن يظهر أنَّ للفضائية التي تبثه مآرب أخرى، ولعل المأرب الأهم هو رفع شأن حافظ أسد رمز الثورة العربية.

قلت: قد يكون مسلسلا جيدا، وحارسا لفضائية الميادين، وسنرى.

*أحمد عمر - زمان الوصل
(334)    هل أعجبتك المقالة (314)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي