ظهر قبل أيام الملياردير "محمود طلاس فرزات" برفقة مفتي النظام "أحمد بدر الدين حسون" في مدينة "الرستن" بعد ترميم جامع "المحمود"، الذي بناه الملياردير في العقد الأول من الألفية الثالثة.
وأثارت الزيارة سخط الكثيرين من أبناء البلدة التي تتوسط المسافة بين حمص وحماة، فاعتبروا أن الزيارة هي لمفتي القتل إلى المدينة التي قدمت آلاف الشهداء والمغيبين، والتي دمرها النظام بنسبة 75%، وشرد منها أكثر من 60 ألفا إلى شتى أصقاع العالم.
ومن أهم ما أثار السخط تجاه "فرزات" دعوته لأحد رجالات بشار الأسد لكي يعيد افتتاح مسجده، رغم إهانته مرتين في بداية الثورة السورية، أولها عندما اقتيد "فرزات" في عام 2011 من قبل أجهزة المخابرات، هو وبعض رجال الأعمال في "الرستن" إلى دمشق، وبقي موقوفا لديهم قرابة العشرين يوماً. وأجبرت أجهزة المخابرات "فرزات" حيها على التبرع بمبلغ 200 مليون ليرة نقداً وبعشرات الشاحنات من المواد الغذائية التي تنتجها شركاته، من أجل دعم جهود رجال الأجهزة الأمنية في قمع الثورة، وربما يكون هذا التبرع يومها مبرراً بسبب الضغوط والتهديدات التي مورست عليه كرجل أعمال.
أما الحادثة الثانية فكانت أليمة جداً، حيث رواها "فرزات" بنفسه لبعض أصدقائه، جرت بعد خروجه من سوريا وإقامته في تركيا، حيث ذهب يوما ما برفقة أحد أصدقائه المسؤولين في حلب وهو عضو في القيادة القطرية من أجل التوسط لاستعادة سيارة ابن أخته التي سرقها عناصر من المخابرات الجوية في حلب، وكان يرأس فرع المخابرات الجوية حينها نائب مدير ادارة المخابرات الجوية اللواء "أديب سلامة".
وبعد أن دخلوا إلى مكتب "سلامة" قام بتصغيرهما بالرغم من معرفته لهما، إلى درجة أنه قال لعضو القيادة القطرية: "عرفوني على حالكن"، ليقول حينها عضو القيادة القطرية "سيادة اللواء أنا عضو القيادة القطرية وهذا صديقي رجل الأعمال الدكتور (محمود طلاس فرزات) من مدينة (الرستن)، ونحن هنا نطلب مساعدتكم في أمر بسيط"، ليلتفت بعدها "سلامة" إلى "فرزات".
وقال له: "قلتللي من "الرستن" الحبيب وجاي لعندي ولك بدي ادعس ع راسك"، ثم أمر "فرزات" بالانبطاح أرضا وقام بالدعس على رأسه بحذائه مع إطلاق عبارات مسيئة له ولجميع أهل "الرستن".
حاول عضو القيادة القطرية التدخل بعد أن رأى رأس صاحبه تحت بوط "سلامة"، لكن قال لعضو القيادة القطرية: "بتخرس ولا بدعس ع راسك هنت كمان ولا". لزم عضو القيادة القطرية الصمت حتى انتهى "سلامة" من التمتع بإهانة "فرزات"، ثم تكلم معه كلمات نابية ثم طردهما من مكتبه شر طردة.
*خروج "فرزات" من سوريا
خرج رجل الأعمال "فرزات" من سوريا عام 2012، وأسس شركات استثمارية في تركيا ومصر والسودان بمئات ملايين الدولارات، وكان يتصف ببخله وسوء معاملته مع العمال في شركاته ومعظمهم من السوريين الذين كانت معظم مشاكلهم معه قلة الأجور بالنظر إلى ساعات العمل الطويلة، فضلا عن تأخر قبض مستحقاتهم، حتى أنه في تركيا خرج كثير من العمال السوريين الذين عملوا عنده بمظاهرة أمام مكتبه للحصول على مستحقاتهم وكان حينها يطلب لهم الشرطة بدلا من دفع مستحقاتهم.
ولم يذكر عن الملياردير "فرزات" بعد خروجه من سوريا أنه دعم أي مؤسسة إنسانية أو أنه أرسل لمدينته "الرستن" طيلة فترة الحصار أي مساعدة إنسانية تذكر أو أنه دعم أقاربه في هذه المحنة الطويلة.
*العودة إلى حضن "الأسد"
بعد أن تم اتفاق التسوية الذي قضى بخروج المقاتلين والأهالي من "الرستن" إلى شمال سوريا ربيع عام 2018، عاد "فرزات" إلى سوريا مباشرة، بالتنسيق مع أجهزة مخابرات النظام التي كانت تتواصل معه وتغريه بالعودة إلى حضن نظام الأسد، نظرا لكونه من الفعاليات الاقتصادية التي يمكن أن يستفيد منها النظام ماديا.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية