أصدر السوريون باكراً صفحة أطلقوا عليها اسم "الثورة الصينية ضد الطاغية"، وسبب إصدارها، هو خفة دم السوريّ، أو خوفه في المقام الأول والهرب من الرقابة.
ولا يخلو السوري من ظرف وإن لم يكن كظرف المصري، لأن فرعون سوريا طارئ، ولم ير له التاريخ الشامي مثيلاً، أما فراعنة مصر فراسخون في الطغيان. لاحقاً أمسى اسم كورونا وصفاً لجميع الطغاة العرب، وجامعة للدول العربية!
لكن ثمة اختلافات، أولها:
أن الصناعة الصينية صنعت كل شيء تقليداً أو ابتكاراً، والتقليد ليس سهلاً، فهي مشغل العالم الخلفي، ولم يصنع النظام سوى المذابح تقليداً للطغاة، نيرون وهتلر، لكن الطاغية الصيني يظل ملاكاً إذا ما قورن بطواغيتنا المحبوبين. حيث لم يقل فيه صينيّ واحد: منْحبّكْ، أو وهين هان وهون، يعني: إلى الأبد يا شي جيان بينغ، فطاغية الصين لا يورّث أولاده من بعده، ولم نجد شرطياً صينياً يدوس على رقبة صيني ويقول: قل لا إله إلا شي جيان بينغ، أو تسقط الملائكة ولا يسقط شي جيان بينغ، مع أن للصين حق الفيتو، فهي من الخمسة الكبار، واقتصادها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهي من أكثر الدول سكاناً، وأجدّهم وأكثرهم مثابرة ودأباً.
وهناك حزب حاكم في الصين أما حزب البعث فهو خادم وليس بحاكم، وسوى ذلك تتقدم الصين دول العالم في النشاط والاختراعات، بينما لم يخترع طاغيتنا سوى الهتافات والشعارات، وهناك اختراع وحيد مشهود له به هو محور المقاومة والمانعة، الذي كان الأسد يزيّته بالخطابات.
طاغية الصين ما يزال أرحم ولا يصبّ على يد طاغية الشام ماء، وقد شاهدنا شهادات الإيغور، وكان أقساها شهادة لسيدة إيغورية، اعترفت بأنها عُرّيتْ، وتحرّشتْ بها الشرطيات الصينيات، وليس الشرطيّون الصينيّون، وحُلق شعرها وأجبرت على أكل لحم الخنزير، ومُنعت من النوم عشرة أيام، وهذه الأنواع من التعذيب تعدّ ترفيهاً في المعتقلات السورية.
ولا تعادل شهادات الأيغوريات كلهن شهادة امرأة سورية، وهي تُقاد إلى المعتقل في سيارة اللحم، ولم تصل الجحيم بعد، حيث الداخل يفقد كل أمل، فلم تردْ أية شهادة عن اغتصاب الأيغوريات، أو شبح لها أو تعليق.
هناك معسكرات للإيغور، ودسّ للجواسيس في كل بيت أيغوري، سوى أن الأيغور أقلية في الصين والسنّة أكثرية في سوريا، بكين معناها عش العصفور، أما الشام فهي جمع شامة في اللغة العربية، وقيل إنها سميت لكثرة قراها وبيوتها، وتداني بعضها من بعض، والتي تشبه توزع الشامات في الجسم.
وقيل إن مصطلح الشام هو تسهيل للشآم بالهمز، ويعني جهة اليسار، ونقيضه جهة اليمين، فبلاد الشام هي نقيض بلاد اليمن في الاتجاه والاسم، ولهذا تقابل الشام اليمن في الأقوال والأحاديث: اللهم بارك في شامنا ويمننا. عاصمة الأرض عند العرب هي مكة أم القرى، ويعتبرها بشار بلاد البدو لأنه يلبس بنطلوناً وجاكيتاً ويشرب المتة.
ويردّ البعض التسمية إلى سام بن نوح، والتصحيف بين سام وشام، وشام هي المقابل العربي لكلمة سوريّة، فالشاميّ هو السوري المسلم حسب معاجم البلدان.
*من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية