أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عيشة لاحب فيها جدول لا ماء فيه ..... روز نخلة

 

تنهدت منى تنهيدة طويلة وبلعت كلامها المحروق في حلقها ، وكأنه تجمع مثل صفوة رمادية ناشفة ، لا تستطيع بلعها ولا بصقها ،  والنساء حولها تزغرد وترقص فرحا وطربا ، وهذه تزيد من مكياج الخدود وهذه تمسح دمعة من العين هربت ظنا منها أن منى حزينة لفراق بيت أبيها ، وأخرى تعالج الداء بقولها .. لاتقلقي يا ابنتي انشالله سيكون بيت زوجك جميلا مثلك وأجمل من بيت أبوك ، وسألت منى عيناها وهي تجول  في حيطان المنزل وهل في بيتنا جمال؟... إنها تنزف من هذا الفرح ،  إنها  تودعه بفرحة وبحسرة .. بفرحة لأنها تكسر جبلا بني على كتفيها  من زوجة أبيها وأما حسرة فلأنها ستزف الليلة لهذا العريس الغني البائس .. إنها لا تملك خيوط حياتها ، أقنعوها بالضرب على الأصابع أن الزواج سترة ،  وتذيب كلماتها لغة التخاطب التي تربطها مع أبوها هي الضرب ،  وتذكرت حبيبها ، وانهمر سيل من الدموع يتراكض على خديها .

 

 لقد صادروا أحلام العصافير وداسوا زهر الليمون وقلعوا زنابق الحقل لتحترق عطشا ...  لقد جردوا الحب من الحلم ...  وصبغوا الخيال سوادا... ومسحوا الوان قوس قزح جميل . أي لون من البشر هم ... أم أنهم بشر من الحجارة صنعوا ؟؟؟

 

مالت برأسها بائسة حزينة تحمل كآبة لزجة ، تهز شجرة الماضي البعيد فتتساقط الذكريات .. ذكريات تصطدم بهذا الواقع الأليم ، عريس غني شارف خريف العمر على زيارته ، خال من كل ملامح الحياة ، ينادي بالبؤس والشفقة من كل جوانبه ، لا يملك سوى ماله  ..

 

 تخاطب من وتشتكي لمن لا أحد يفهمها ، لا أحد يفقه عبور أحاسيسها ، كان  لديها حلم وكان لديها رغبات ملونة شفافة شفافية قوس قزحها ، تريد أن تتكلم تريد أن تصرخ أن تعترض ، ارتجف الصوت ودمعتان انحدرتا مع الرجفة تخاطبانها تواسيانها ، فرحت بهما  تشتكي لهما الهم تشتكي لهما الحزن الذي يعتريها ، آه يا المي لو مزقت أكفانك لاعترتها الحياة من جديد ، تذكرني بالزمن الذي ارتحل ،

 ما بكما يا دمعتاي ، تمنيت لو الزمان حط رحاله عند حبيبي ، تمنيت لو الزمان انتهى عد أيامه على هامش حبيبي  ... لو أن  الزمان فتح مجرى ماءه على درب حبيبي ، لأن مائي  جف وأرضي يبست  وزهوري احترقت ..

 آه يا وجعي لو صببتك الآن أغنية طال رقادها ... ما بكما يا دمعتاي تئنان مثلي ... ما بكما الم يعد فيكما حتى دمع يرف يواسي يسقي خدي الظمآن لقبلة حب ... نطقت الدمعتان بذكرى سنين الحب التي مشت بأرجلها على جبين حياتي وذكرتني بأن بيت أبوك عيشة لا حب فيها وبيت زوجك جدول لا ماء فيه ، لقد اغتال الحزن دموعنا وجفف الحقد مياهنا .

أبكل هذه البساطة وبكل قوة يصادرون أحلامي  ، يمنعون الحب من المشي في دربي .. من الإزهار في حقلي حقا إنها عيشة لاحب فيها جدول لا ماء فيه ... أينما كانت بيت أبي أو بيت زوجي .

 

أتمنى يا دمعتاي أن يكون للأمل أجنحة محلقة حتى لو أدمتها  السهام حتى لو أحرقتها الشمس ...ليت الأمل يسكن دارا للرجاء القادم ..ليت الأمل يسكن قلوبا أدماها الزمان ليت الأمل يسكن جدرانا فقدت الحب ونسيها الزمان ...حتى لو بقيت عيشة لا حب فيها وجدول لا ماء فيه ... لكن سيبقى الأمل يعشعش في ثناياها لتلبس الحب وتمتلئ جداولها بالماء.

 

 

 

ضيعتنا مرمريتا
(181)    هل أعجبتك المقالة (187)

omar

2007-09-09

كلمات جميلة جدا واحساس عال .


هاني فراس السواح

2007-09-09

مالت برأسها بائسة حزينة تحمل كآبة لزجة ، تهز شجرة الماضي البعيد فتتساقط الذكريات .. ذكريات تصطدم بهذا الواقع الأليم ، عريس غني شارف خريف العمر على زيارته ، خال من كل ملامح الحياة ، ينادي بالبؤس والشفقة من كل جوانبه ، لا يملك سوى ماله .. لا تعليق .. الصمت في جرم الجمال ..... جمال هاني فراس السواح.


ميسسازارو

2007-10-04

تلك هي قصته معها شديد الاحساس منها هي لاتعرف شيئا عنه يريد الاقتراب منها عيناها كالشمس في الأفق تغرب عيناها زرقاء اللون .......أفلى أحبته .


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي