أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عن سمّان الحارة "المكورن".. والشعب الرخيص

من دمشق - جيتي

حكايات "كورونا" في سوريا لا تخرج عن سياق تعامل النظام مع السوريين، وكذلك عن نظرتهم إلى نظام قاتل لا يرى فيهم سوى شعب رخيص لا قيمة له سوى في طاعته العمياء، ودفاعه عن كرسي الطاغية وحاشيته.

تناولت صحيفة "صاحبة الجلالة" الموالية منشوراً على "فيسبوك" لإحدى الشاعرات السوريات تصف فيه إصابة جارهم صاحب دكان الخضار الذي أصيب بـ"كورونا"، وكيفية تعامل من أسمتهم بالجهات المختصة مع هذه الحالة التي شكلت ذعراً لسكان المنطقة التي لم يتم تحديدها، ولكنها في العاصمة دمشق.

كتبت الشاعرة عن صدمتها الأولى بالخبر: (طيب هلا انا طلعت من الصدمة الأولى ورح نجي عالجد...شو عملت الجهات المختصة بخصوص المريض جارنا..؟رح جاوب..)...ثم تتابع الحكاية: (اولا المريض سمان والو اكتر من عشرة أيام مريض ع أساس كريب وكان يلبس كمامة وكفوف ما بعرف اذا كانوا يتغيروا يوميا علي الأقل مع إنو في حدا قلي إنو ما كان يغيرن).

الأمر الثاني لب الحكاية: (تاني شي: المريض سمان الحارة يعني نص المنطقة على الأقل عم تشتري من عنده وطبعا العجقة عنده كانت مرعبة خلال هالعشرة أيام كونهم كانوا خايفين الناس يصير حجر كامل فجأة فصاروا يجوا ويشتروا من عنده بكميات).

ثم تبدأ الشاعرة تساؤلاتها عن دور الجهات المختصة: (تالت شي: اليوم اجوا مجموعة من الجهات المعنية وخبرونا إنو نحنا بنايتنا لازم ننحجر...رابع شي: راحوا هدول الجهات المعنية..خامس شي: شو عرفهن هالجهات إنو نحنا ما رح نطلع من البيت ابدا ١٤ يوم؟).

وأما عن مصير من اشتروا من السمّان وماذا يمكن أن يكون مصيرهم: (سادس شي: هدول الناس اللي اشترت من عنده وارد جدا حدا منهم تنتقل العدوي الو او هئ؟..سابع شي: يا بني آدمين القصة مو مزحة وقت قلنا حظر كامل لمدة اسبوعين ع أقل تقدير..تامن شي: شو بيضمن إنو ما كون مصابة ورح ينطروني لترتفع حرارتي ثلاث ايام بعدين بيقرروا يعملولي تحليل؟).

أما النتيجة التي باتت يقين كل سوري فتتابع المنشور: (ألف شي: نحنا رخاص كتير.. وما تتوقعوا حدا يهتم مية بالمية لذلك الوقاية اهم شي...مليون شي: اقعدوا بالبيييييت... مو لعبة القصة ولا مسخرة).

الخلاصة التي تنهي فيها الشاعرة منشورها: (آخر شي: أنا مو خايفة ومعنوياتي عالية.. بس امكانيات البلد ومعنوياته صفر).

ردود الفعل على المنشور في "صاحبة الجلالة" عكس الإجماع على إيمان السوريين بأن حكومة النظام لا تقيم لهم وزناً ولا تبالي بمصائرهم فعلق أحدهم: (كلام من دهب لاغبار عليه. لكن في شريحة من مجتمعنا بلشت تموت من الجوع وما حدا حاسس فيها نهائيا مع الاسف).

وعلق آخر مشدداً على رخص المواطن: (اكتر شي واقعي بكلامك انو فعلا لازم الشعب يفهم انو نحنا رخاااص بالنسبة لدولة).

أحد المنفعلين ضد المنشور أشار إلى طريقة القمع التي يجب أن تطبقها دولته: (لازم يحطو واحد عباب بنايتكم كل ما حدى منكم فتح الباب يسلخو كفين او شحاطة عراسو في مقطع منتشر عأساس مزح بس هو لازم يصير .. او يجيبو كم شرطي هندي يمشوهم بحارتكم ... دوري عالنت وشوفي كيف شرطة الهند عم يطبقو الحظر).

هو هكذا مع أية أزمة أو كارثة لا يبالي النظام بمن يموت أو سيموت، وإنما فقط يعمل على شحن أبواقه التي تطبل لإنجازاته الواهية في صناعة تاريخ بلاد قائم على الموت ومفرداته.

ناصر علي - زمان الوصل
(262)    هل أعجبتك المقالة (208)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي