أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" تلتقي مرشحة سورية لانتخابات "ميشيغان" الأمريكية

شادية وأدناه في طفولتها - زمان الوصل

أعلنت المهندسة السورية "شادية مارتيني" عن ترشحها لبرلمان ولاية ميشيغان، وهي ثامن أكبر ولاية من حيث التعداد السكاني في الولايات المتحدة، وتضم مناطق (ساوثفيلد، قرية لاثروب، فرانكلين، بيفرلي هيلز، وبينغهام فارمز) لتكون في حال فوزها أول أمريكية من أصل سوري في كونغرس ميشيغان، بعد أن حققت نجاحاً جديراً بالإعجاب على المستوى المهني إذ تدير شركة "Martini Construction Company" للبناء وشركة "Great Estates Realty" لبيع وشراء العقارات السكنية منذ أكثر من عقدين من الزمن.

وتنحدر "مارتيني" من مدينة حلب 1965 والدها طبيب عيون وأمها أخصائية في جراحة الفكين، عاشت طفولتها في مدينة برشلونة الإسبانية وحصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة حلب عام 1987 ودرّست في الجامعة ذاتها حتى عام 1991، حيث حصلت على منحة من الحكومة النمساوية لإجراء بحث علمي في جامعة الاقتصاد في "فيينا"، النمسا، وفي العام 1992، هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتعود إلى مقاعد الدراسة من جديد وتحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة "ميشيغان"، وهي من أفضل جامعات العالم، وكان الدخول إلى ماجستير إدارة الأعمال صعباً ولكن الحظ حالفها بالقبول وتخرجت من الجامعة عام 1996 وتبدأ بشق طريقها المهني في مجال البناء والعقارات.

وروت "شادية"، وهي أم لشابين كلاهما يدرسان في الجامعة التي تخرجت منها لـ"زمان الوصل" أن ابنها "كريم"- 18 عاماً المهتم بالسياسة منذ سنوات اقترح عليها الترشح للانتخابات المحلّية لكونغرس ولاية ميشيغان- شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية- ليتولى بعدها إدارة حملتها.

ولفتت محدثتنا التي تقيم في مدينة "‏فرانكلين" بولاية "ميشيغان" إلى أن حملتها الانتخابية بدأت منذ يومين فقط، وتركّز برنامجها الانتخابي على عدة مواضيع، أهمها تخفيض ضريبة الأملاك على العقارات السكنية في "ميشيغان"، فهذه الضريبة مرتفعة جداً وتشكل عبئاً لا يستهان به على الناس بشكل عام وعلى الفقراء بشكل خاص، بحيث تغير طريقة حسابها وتخفيضها قدر الإمكان، وكذلك حماية اللاجئين في الولاية، مشيرة إلى أن ترشيحها قوبل بردود فعل إيجابية من مجتمعها الحالي في أمريكا ومن مجتمعها الأم المتمثل بالسوريين المنتشرين في كل أنحاء العالم، وفوجئت بمقدار الدعم الذي تلقته وما زالت تتلقاه من الجميع.

ونوّهت "مارتيني" إلى أن أمريكا تختلف عن أوروبا بشكل عام في تعاملها مع الوافدين، لأن الجميع هنا يعتبرون أنفسهم مهاجرين، مضيفة أنها تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية منذ العام 1992 ولم تتعرض قط لأي تمييز بسبب كونها وافدة، مع أنها -كما تقول- تعمل وتحتك بشكل مباشر مع كافة فئات الشعب الأمريكي بشكل عام، ولمست أن الشعب الأمريكي شعب طيب ومعطاء.

واستدركت شادية: "عندما بدأت العمل بالبناء عام 1997 كان هناك عدد قليل جداً من النساء اللواتي يعملن في هذا المجال، وكنت أُواجَه بالاستغراب حين زيارتي للبلديات لاستخراج رخص البناء. كنت دائماً أقول لهم: لقد ولدت في الشرق الأوسط في مجتمع محافظ، ولكنني ولدت في منزل بنته سيدة حلبية عام 1965، فحلب كان فيها سيدة تعمل في البناء في ذلك الوقت تُدعى "كوثر السباعي"، ولذلك تشعر بالصدمة وهي تواجه بهذا الاستغراب في أمريكا.

وحول رأيها بوضع النساء السوريات في أمريكا وهل تمكّن من صنع فارق في حياتهن أشارت إلى أن السوريين بشكل عام يعانون من الضعف في إتقان اللغات الأجنبية، فمدارسنا لا تعلمنا بشكل جيد، نتخرج من الجامعات ونحن نتقن لغتنا الأم ونعرف بضع كلمات من لغات ثانية.

وأضافت "النساء السوريات يأتين إلى أمريكا مع أزواجهن غالباً" معتبرة أن "الأغلبية من السيدات السوريات نساء عظيمات ومتعلمات وعندهن طاقات وإمكانيات هائلة، ولكن للأسف يجدن صعوبات وتحديات بالغة بسبب ضعف اللغة وهذا ما يحد من طموحاتهن".
وكشفت المهندسة الحلبية أنها كانت محظوظة جداً لأن أمها كانت من النساء الرائدات، حيث تركت بيت أهلها في مدينة إدلب حين كانت في العاشرة من عمرها لتدرس في مدرسة داخلية في حلب لعدم وجود إعدادية في إدلب في ذاك الوقت. أصبحت فيما بعد أول طبيبة أسنان في حلب وأول جراحة فكين في شمال سورية وتابعت "أمي كانت إنسانة عاملة، علمتنا الإخلاص في العمل وعلمتنا التفكير الحر وأدركت مع أبي أهمية تعلم اللغات فخرجنا كلنا نتكلم عدة لغات منذ الصغر".

وتوقفت محدثتنا لتشير إلى أن أهم ما ميزها في نجاحها المهني هو الحظ في إتقان اللغة الإنكليزية بطلاقة قبل مجيئها إلى أمريكا وهذا ما ساعدها في الدخول إلى جامعة راقية والخوض في مجال عمل صعب.

وختمت أن "هناك الكثير من السيدات السورية ممن هم أذكى وأفضل مني ممن لم يساعدهم الحظ. ولكن سيدات سوريا العظيمات ربيّن جيلاً جديداً مدعاة فخر لنا جميعاً".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(353)    هل أعجبتك المقالة (305)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي