عن عمر ناهز الـ 75 عاماً توفي فجر الجمعة الماضي أشهر خبراء الصحة العامة العرب واستشاري تعزيز الصحة والتثقيف الصحي في منظمة الصحة العالمية الدكتو السوري"عبد الحليم الجوخدار" الذي "امتاز بالتواضع والأدب الجم والخلق الرفيع وبشاشة الوجه وحب الخير للجميع" -بحسب مقربين منه-
وروت ابنة الدكتور الراحل"فرح الجوخدار" أن والدها من مواليد مدينة دمشق 1947 لأم فرنسية وأب سوري وجده العلامة ومفتي الديار الشامية أيام العهد العثماني الشيخ "سليمان الجوخدار" درس في جامعة دمشق وأكمل دراسته العليا في جامعة السوربون في فرنسا التي اختص ونال منها الدكتوراه وعاش فترة طويلة هناك، وعمل الجوخدار -كما تقول ابنته لـ"زمان الوصل" كخبير اقليمي في اليونسكو، كماعمل في العديد من المنظمات الدولية وعين ممثلاً لليونسكو في الأردن وكان مسؤولاً عن البرنامج الصحي لمنظمة الصحة العالمية في 28 دولة، من ضمنها كل الدول العربية وأوروبا من فيينا غرباً إلى الاتحاد الفيدرالي الروسي، وانتقل هناك إلى منظمة UNDP ومن ثم منظمة WHOوكان يحرص -كما تقول- على تثقيف الناس من الناحية الصحية وتوعيتهم لمنع انتشار الأمراض والأوبئة ومحاربة ختان النساء وخاصة في مصر والسودان، ووضع خطة ودورة تدريبية وتثقيفية للأطفال بشأن الأمراض المنقولة وغير المنقولة مع الأخذ بالاعتبار مسألة الدين وحضّ الإسلام على النظافة وتلافي الأوبئة، وهذا الأمر كان مهماً جداً بالنسبة له-كما تقول- إذ كان يضع في اعتباره لدى وضع أي خطة اقليمية أو مشروع صحي مرضاة الله.
وفي هذا السياق روى صديقه الدكتور "محمد الجوخدار" أن الدكتور الراحل بالإضافة ليده البيضاء التي كانت ممدودة للمحتاجين، عندما كان مسؤولاً عن مناهج الطلاب في منظمات الامم المتحدة منذ فترة بعيدة، كانت المحاولات على أشدها لتمرير نصوص تطبع مع السلوك الجنسي الشاذ عند المراهقين، لكنه عارض بشدة وانسحب من المشروع مفضلاً عدم تغيير موقفه أو التنازل عنه، وبدورها لفتت ابنة الراحل "مايا الجوخدار" إلى أن والدها "كرس كل حياته لمساعد الناس وتوعيتهم، وكان حريصاً على صلة الرحم كما ساعد الكثير من طلاب العلم، وكان يدرس معهم ويراجع لهم دروسهم وإضافة إلى نشاطه العلمي والصحي الواسع اهتم بالتأليف ووضع كتاباً بعنوان "الكتاب المقدس .. ما خفي عن عوام الناس من أهل الكتاب" وهو دراسة تحليلية موثقة ومقارنة بين الأديان، وساهم ببحث في كتاب "قضايا الطفل من منظور إسلامي" الصادر المنظمة الإسلامية للتـربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" وأضافت أن الراحل كان أباً مخلصاً ويهتم بأشياء أولاده وأحفاده البسيطة رغم مشاغله الكثيرة، ويهتم بالكل وينسى نفسه مما جعله لا يتعالج بشكل جيد، إذ كان يعاني من مرض السكري والضغط ومشاكل قلبية ولم يكن يرغب بالذهاب إلى الأطباء، ومنذ 20 يوماً ذهب لأحد الأطباء لإجراء قسطرة قلبية فأكد عليه ضرورة إجراء عملية نسبة النجاح فيها 60% بسبب التأخر في العلاج وأجرى العملية بالفعل ولكن حالته انتكست فيما بعد ودخل في "الكوما" إلى أن فارق الحياة.
درس في دمشق و"سوربون".. رحيل الدكتور "عبد الحليم الجوخدار" أشهر خبراء الصحة العامة

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية