أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مجهول المصير.. 7 سنوات على اختطاف الناشط "مهند الفياض" في الرقة

الفياض - أرشيف

مضت سبع سنوات على اختطاف الناشط "مهند الفياض" من قبل تنظيم "الدولة" أثناء سيطرته على مدينة الرقة، ومنذ ذلك الحين لم يُعرف مصيره ليتحول إلى ضحية من ضحايا هذا التنظيم الذي سعى لتصفية وتغييب معارضيه منذ بدايات طموحاته للسيطرة على المدينة لأنه اعتبرهم خطراً عليه.

وكان ناشطون قد أكدوا أن التنظيم المصنف إرهابياً نقل المسجونين لديه من ريف الرقة الشمالي، وكذلك من ريف الحسكة قبيل خروجهما عن سيطرته ومنذ ذلك الحين لم يعرف أي معلومات عن هؤلاء المسجونين.

ومنها السجن الذي يقع في الملعب البلدية نتيجة تعرضه لغارات من الطيران الحربي ويُعتقد أن الفياض 30 عاماً كان معتقلاً فيه مع مجموعة من ناشطي المدينة الآخرين.

وكان فياض الذي عاد من السعودية بعد سنوات من عمله هناك في شركة عطورات ليلتحق بالثورة سراً قد افتتح عام 2013 محلاً يقدم خدمات الإنترنت في وسط المدينة كان معظم زبائنه من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية"، وكان الناشط الشاب يختلس لحظات يدلف فيها إلى سقيفة محله ليتواصل مع صحف ومواقع وأقنية أجنبية وينقل لها صورة ما يجري في المدينة المحكومة بالنار والبارود.

وروى صديق للناشط المغيب فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" أن مهند تم اعتقاله من منزله بتاريخ 8/7/2014 دون معرفة الأسباب وبعد حوالي الأسبوعين خرج معتقل كان يعمل في بوفيه داخل محل "مهند" ليعترف أنه هو من أفصح عن اسمه تحت التحقيق والتعذيب.

وروى العامل المذكور أن حوالة مالية جاءت لـ"مهند" باسمه من جهة غير معروفة، وعندما ذهب لاستلامها ألقى عناصر "الدولة" القبض عليه، وبالتحقيق اعترف بأنه يعمل لديه وأن الحوالة واردة له، وإثر ذلك تم توقيفه مع ناشطيْن آخرين أحدهما استاذ لغة إنكليزية.

وكشف محدثنا أن عناصر التنظيم وبعد أقل من شهر على اعتقال "الفياض" جاؤوا إلى محله وصادروا كل ما فيها من جهاز الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر والطاولات وماكينة الاكسبريو، وحتى مولدة الكهرباء، إذ اعتبروها غنيمة في إشارة إلى أن المعتقل سيتم القصاص منه وتصفيته.

وحاولت والدته وهو وحيد لها أن تبحث عنه في المقرات والسجون التي يديرها تنظيم "الدولة"، والتوسل للأمنيين دون جدوى علماً أن من يسأل عن أي معتقل لدى التنظيم -حسب المصدر- يتم اعتقاله أيضاً، لافتاً إلى أن لدى التنظيم سجوناً كثيرة في الرقة وأن بعض البيوت يقومون بتحويلها الى سجون ومعتقلات وذلك حسب نوعيات المعتقلين والتهم الموجهة إليهم، وهناك سجون لعناصر التنظيم أنفسهم في حال ارتكبوا جرائم جنائية أو ثبتت عمالتهم للدول، وهناك سجون للمدنيين الذين يرتكبون مخالفات حسبة كعدم الصلاة والتدخين أو عدم دفع الدين والمخالفة الشرعية في النقاب واللباس ومن هذه السجون النقطة رقم 11 وسجن تحت سد الفرات وتحت سد المنصورة.

كما استخدم التنظيم مناطق مثل منطقة "الهوتة"، وهي تجويف جيولوجي طبيعي في الريف الشمالي للرقة، لإخفاء مئات الجثث من المخطوفين.

وأكد محدثنا أن أحداً من معتقلي تنظيم "الدولة" لم يخرج أو يُعرف مصيره بعد خروجها من الرقة وأغلب من يتم اعتقالهم على خلفيات ثورية يتم التعامل معهم كـ"كفرة" ولا يدفنون في مقابر المسلمين ولا يغسلون ولا يصلى عليهم -حسب زعمهم- ولا يتم الاعتراف بوجود المعتقل لديهم أصلاً، وحصل هذا الأمر -كما يقول- عشرات المرات ولكن أغلب الأهالي عندما يتم إعدام أبنائهم كانوا يعرفون هذا الأمر من خلال تسريبات من عناصر التنظيم وبخاصة من أبناء المدينة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(229)    هل أعجبتك المقالة (276)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي