أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دكاكين.. د.محمد الأحمد*

من دمشق - جيتي

 أن تكون وزيراً في سورية، فهذا يشبه أنك افتتحت (دكاناً) وبعض الدكنجية عادة يأكلون كل (الحانوت) !! يكفي أن يأخذ البريمو (الوطني) أي أن ينجح في مباراة النفاق السياسي وتصريحات المديح البلا حساب.

(دكانة الصحة) التي يحكمها وزير ذاع صيته في ضرب الفهم بعرض الحائط في دمشق، هي المنوط بها في هذه الأيام مواجهة التحدي الصحي الأكبر في تاريخ البلاد وهو وباء (كورونا) ولأن (الدكنجي) معلم تصريحات، ترك كل التوجيه العلمي والصحي لمواطنيه، وهو (الطبيب) ليطلق تصريحاته المنافقة. هل هي نفس الهمالة التي ناضلنا ضدها دوماً؟؟ تتبدى الآن همالة طبية ومجتمعية تجاه الوباء العالمي؟

في عام2011م كنت أقول إنه أخطر اصطدام في تاريخ سورية ذاك القادم فاحذروه جميعاً، واعملوا لكي لا يحدث الاصطدام، ولكن على ما يبدو، فإن الحوادث مختبئة في جعبة الحياة و يا للأسف!! وهاهو صاحب دكانة (صحة السوريين) يوزع القادمين من (إيران) على محطة (صحية) في منطقة الدوير، ما كان ينقصها سوى أن يكون حضرته بالفعل خادماً للناس، لأن المكان بالأصل مكان جميل، وبصمة الله فيه أكثر من بهية، إلا أن بصمة هذه الإدارة الوطنية مخجلة. فإذا كان التعاطي مع مسألة حجر صحي لبضعة عشرات من البشر صعب عليه، وهو بالتأكيد لن يحاسب و لن يعاقب، فلقد أخذ ورقة (البريمو) بتصريحه (الجرثومي الشهير) وبعد ذاك ليأكل كل الدكان ! فكيف سيكون أداؤه وسلوكه عموماً أمام الوباء؟

عندما كان المتظاهرون في بلدي المدمى يغنون (يا الله مالنا غيرك يا الله) كنت و لازلت أقبل هذا من باب الصلاة والدعاء لله .. بيد أن الله يسخر عباده الصالحين – يا إخوتي – ولا أراني اليوم إلا قائلاً لكرام الشعب السوري، تعالوا ننظم بعضنا ونحن في هذا الشتات الإجباري لكي نصنع هيئة وطنية تنظم التصدي للوباء! تعالوا نتصرف فالكارثة ربما تشيب الولدان ونحن أمام (دكاكين) !! دكاكين السلطة ودكاكين المعارضة، فالله وحده يعلم ما الذي حل بشعبنا في هذه القدرية التاريخية ونحن نرى حتى أغلب المعارضين، يحولون قضية الشعب السوري لدكاكين استرزاق !

الآن نحن بأمس الحاجة لهيئة وطنية لا سياسية لمواجهة الوباء وحماية أهلنا في المخيمات وأهلنا في الداخل السوري من الكارثة، هيئة تقوم بدور (أم الصبي) فصبيّنا –أيها الكرام – يتيم وهنا كل المحنة.

*من كتاب "زمان الوصل"
(195)    هل أعجبتك المقالة (189)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي