منتصف مارس 2020، نضيء الشمعة التاسعة في ذكرى الثورة السورية، يبدو الضوء في أخر النفق خافتا ضعيفا لكنه خير من هذا الظلام. ينحسر الحلم الجميل الى دويلة في ادلب وريف حلب الشمالي فهل هي مكان أخير للبقية الباقية من حاضنة الثورة بعد ان أمعن بها الأسد القتل والتنكيل والتهجير فلم يبقى نجم في هذا الكون الا وتحته سوري.
تتوارد الأسئلة لماذا وكيف؟ من تطويق الثوار لدمشق ووصولهم الى البحر قرب كسب ومن سقوط درعا وحتى الرقة مع كثيرا من دير الزور وريف حماة ومحافظة ادلب الى انكفاء الحلم الى وقف لإطلاق النار بل الى خيمة يبحث عنها نازح دون ان يجد لها سبيلا.
يسأل النازحون ابناء كفرنبل والمعرة وسراقب وارياف ادلب وحلب وحماة الذين هربوا من جحيم القصف الأسدي عن المصير الى أين؟ فلا يجيبهم الا الصدى يتابعوا، لا احد يتحدث عن عودتنا للأرض والبيوت؟ هل هي تغريبة فلسطين تعاد من جديد؟
تعود الأسئلة بقوة. هل وقف إطلاق النار لالتقاط الأنفاس والتحضير لحرب بعده ام هي المنطقة الأمنة ترتسم حدودها عند طريق الأم فور لا تتشكل المنطقة الأمنة بحظر جوي بل يبدو ذلك بكثافة العتاد وارتال الجنود الاتراك؟
تبدو الأجوبة معلقة بالموقف الغربي الذي اتخذ ولازال موقف المزهرية من كل ما يجري في سورية، يطبع موقف الغرب الخذلان والتشفي بالأتراك الذين تركوا وحيدين، جعلهم هذا في تراجع عن وعودهم باسترجاع المنطقة حتى حدود نقاط المراقبة لينكفئ السقف التركي كما يبدوا الى حدود وقف اطلاق النار الحالية.
لا يريد الأتراك ان يتم استدراجهم الى الرمال المتحركة بعد ان وجدوا التربص بهم من اخوة الدين قبل الغرب والروس والفرس ادركوا المحاولات لجرهم الى الرمال المتحركة.
يحاول الاتراك ان يحفظوا ماء الوجه وان لا يقطعوا شعرة معاوية مع الروس والتي تمثلت بطريق يصل سراقب بجسر الشغور، ان تجاوزه النظام وحلفاؤه سقطت ادلب ودخلت المنطقة بالمجهول، فالإيرانيون يحشدوا قواهم في المنطقة، فهنالك ثأرين الأول للحسين والأخر للفوعة فهل سيفلت الروس عقال الرعاع ليكملوا هجومهم على ما تبقى من ادلب.
يبدوا اتفاق موسكو هشا غامضا، اما وقف اطلاق النار فهو على شفا حفرة من خرقه منذ اللحظات الأولى لتوقيعه، فلن يمنع هذا الاتفاق استهدافا لما بعد النقاط التركية، انه مسمار جحا الذي زرع في المنطقة لاستهداف المنطقة في كل حين بحجة فصيل هيئة تحرير الشام.
تبدوا لعبة الحدود وسيلة غير ناجحة لدفع الغرب إلى التحرك والضغط على الروس لكبح خطط الهجوم على ادلب وللتراجع عن ما تم السيطرة عليه . تتصلب اليونان وخلفها الاوربيين في منع كسر الحدود، يزداد التصلب قوة بعد بروز كورونا الذي جعل الأوربيين يغلقوا الحدود فيما بينهم فكيف سيفتحوا الحدود لنازحين يجهلوا عنهم كل شيء.
في النقاش حول الأمل بتغير المعطيات الدولية وإعادة انتاج سيناريوهات جديدة قد تنتج حلا سياسيا يعيد النازح المظلوم الى بيته ويطيح بالظالم الجاثم على عرش دمشق يدخل المشهد مفاجأ الجميع كورونا طاعون العصر ليأخذ الضحايا من كل الدول والأقطار والأمم والأديان والمذاهب والطبقات، ينكفأ الجميع لمواجهته بعد ان جاء معه الانهيار في الأسهم وأسعار البترول ومعه تتوقف المصانع وتنقطع سلاسل التجارة في العالم فنسأل بحزن .في خضم هذا من سيفكر بنا وبمأساتنا ؟
*كاتب ونائب رئيس الهيئة السياسية في محافظة ادلب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية