أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

علاج ثوري لـ"كورونا"... مزن مرشد*

تؤكد المصادر الطبية الرسمية خلو سوريا من فيروس كورونا.

خبرُ قد يعتبر ساراً بالنسبة لبلدٍ، لا ينقصه مصيبة جديدة تضاف إلى قبيلة المصائب التي تعصف به.

دول العالم أجمع تمنع دخول المسافرين القادمين إليها من إيران، والتي تعتبر ثاني أكبر بؤرة بالعالم لتفشي الفيروس، وتضع من دخل منهم تحت المراقبة، أو الحجر الصحي لحين ثبات إصابتهم من عدمها، فالفيروس اللعين يتمتع بفترة حضانة طويلة ويعيش طويلاً على الأسطح خلافاً لبني جنسه من الفيروسات الأخرى.

ومع ذلك تبقى دمشق مباحة أمام أي إيراني قادم، فعلى الرحب والسعة به وبفيروساته.

نخشى على من تبقى في البلاد، فنلاحق أخبار الفيروس القادمة من هناك، ويأتينا الخبر اليقين في تصريح لمديرة صحة دمشق، تقول فيه قبل يومين، مؤكدةً أن سوريا خالية تماماً من فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 حتى اللحظة، مضيفة أن البلاد تمتلك كافة التجهيزات لكشف والعلاج.

بالمقابل تكتشف السلطات اللبنانية مرضى كورونا على حدودها قادمين من سوريا، وتكتشف الباكستان مصابين قادمين من سوريا، وتكتشف إيران وبالمصادفة أن معظم جنودها في سوريا مصابون بـ"كورونا"، وتعزل القوات الروسية جنودها عن الجنود الإيرانيين خوفاً من تفشي المرض بين الجنود الروس، ورغم كل ذلك تبقى "سوريا الله حاميها" خالية من هذا الفيروس الانتقائي، ومن الواضح أنه ينتقل بحسب الجنسية، فلا يقترب من السوريين – عَ البطاقة الذكية-

وبعيداً عن المصادر الرسمية ترشح الأخبار والتسريبات من الداخل مغايرة تماماً فيقول الخبر بأن النظام السوري قام بتصفية الدكتور "عماد طاهر إسماعيل" رئيس قسم الأشعة في مشفى "الباسل" في القرداحة بسبب تصريحه بوجود أعداد كبيرة من المصابين بالفيروس في سوريا.

وعلى ذمة الرواة فإن الفيروس متفشٍ بشكل كبير في الداخل السوري وخاصة بين صفوف قوات الأسد، بسبب اختلاطهم المباشر مع المقاتلين الإيرانيين العائدين حديثاً من حجهم المبارك من مدينة "قم".

وعلى ذمة الرواة أيضاً، فإن رأس النظام يعزل نفسه وأسرته عن أي اختلاط يحمل خطر الإصابة، وليس مهماً أن يصيب الفيروس ما تبقى من الشعب -عادي كله فدى حذاء سيادته-

تسير الحياة بخطاها الرتيبة في دوامة البحث عن لقمة العيش، التي باتت لا تصل إلى فم المواطن إلا بجهد جهيد، فلا يملك المواطن المسحوق رفاهية الخوف من مرض -حتى لو كان وباءً عالمياً- ولا يملك السوري رفاهية التفكير بطرق الوقاية أو العلاج، فمساحات تفكيره كلها شغلتها البطاقة الذكية، وسباق الحواجز الذي عليه أن يجريه يومياً لتأمين أساسياتٍ باتت منذ عشر سنوات رفاهيات.

أما سياسة التعتيم المعتادة، مازال النظام السوري يتبعها في كل شيء، متناسياً أن عدم اعترافه بوجود إصابات سيحرم سوريا من مساعدات أقرتها منظمة الصحة العالمية للمساعدة في تمويل الجهود العالمية لاحتواء فيروس "كورونا"، خصوصا في البلدان ذات الأنظمة الصحية الضعيفة، وبالطبع منها سوريا.

المريض السوري سيموت دون أن يعلم أن ما أماته ليس المرض وإنما إهمال النظام وعدم استعداده لمواجهة المرض، وعدم إحساسه بأي مسؤولية تجاه مواطنين ناجين مصادفة من حربه الطويلة، حرب اللقمة، وحرب السجن، وحرب البراميل، حرب لم يدفع ثمنها إلا المسحوقون.
يبدو أن السلطة السورية تنظر إلى نصف الكأس الممتلئ من موت الأبرياء، فمن سيموت سيوفر على الحكومة السورية راتبه، ومكانه في المواصلات، ولقمته، وحصته من الأوكسجين، والأهم رقم بطاقته الذكية في هذه الحكومة الغبية.

التطنيش ... التعتيم ... النكران ... قد يكون علاجاً اكتشفته سوريا منفردة للتفوق على الفيروس، سابقةً بذلك كبرى المخابر العلمية العالمية.
لنبقى في الواقع وبعيداً عن التهكم ... سوريا فعلاً اكتشفت علاجاً ثورياً للكورونا قد تنقذ الكوكب... علاج لم يخطر على بال أحد من علماء العالم، فبحسب وزير الصحة السوري الدكتور زياد وهبة اليازجي فإن سوريا خالية حتى هذه اللحظة من الوباء وليس في سوريا أي إصابة، وأن كافة الفحوصات التي أجريت لمرضى مشكوك بحالتهم كانت سلبية بالمطلق، وأثبتت التحاليل المطلوبة خلوهم من الفيروس... أما السبب الحقيقي الوحيد لعدم تفشي الوباء في سوريا بحسب الوزير فهو الجيش العربي السوري المقدام المناضل الذي طهر البلاد من الكثير من الجراثيم...! وختم الوزير بوصفه بالجيش الصحي.

هذا الاكتشاف يجب أن يتلقفه العالم، وعلى النظام السوري ألا يبخل بالعلاج على محتاجيه عبر القارات، وعليه توزيع الجيش العربي السوري على بؤر المرض في الصين وأوروبا وإيران لإنقاذ البشرية ... يحيا الجيش الصحي.

لكننا في الحقيقة فاتنا أن نسأل السيد الوزير ما هي الجراثيم التي قضى عليها جيشه المقدام؟

هل هي تلك الجراثيم المجهرية المسببة للأمراض؟ أم الجراثيم التي قصدها رئيسه في أولى خطاباته التاريخية في بداية الثورة؟

*من كتاب "زمان الوصل"
(244)    هل أعجبتك المقالة (244)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي