أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حالة نادر جدا... خطأ طبي حوّل حياة "شيماء" إلى رحلة شقاء ومعاناة

الصورة الأخيرة لقدمي شيماء... 

تحولت حياة الشابة "شيماء رستم" إلى رحلة حزن ومعاناة وشقاء نتيجة خطأ طبي عندما كانت لا تزال في السنة الأولى من عمرها، وأدى هذا الخطأ عن طريق إعطائها دواء لمن هم أكبر سناً منها إلى إصابتها بمشاكل صحية في قدميها( حالة كساح) بسبب وجود أسيد في العظام ونقص فيتامين D إذا كانت تعاني من حالة الاستفراغ والإسهال المستمر.

وروت شيماء لـ"زمان الوصل" أن عائلتها عرضتها على الكثير من المستشفيات والأطباء دون فائدة، وأضافت أنها أُدخلت إلى مشفى "أوتيل ديو" فاكتشفوا أن أحد الأطباء أعطاها دواء يُعطى لمن هم أكبر منها عمراً فأثر عليها، مضيفة أن عظم جسمها بدل أن ينمو بشكل طولي بدأ ينمو بشكل عرضي، وفي الثالثة من عمرها تمكنت من المشي.

وتابعت الفتاة التي تعيش في منطقة "عكار" القديمة في لبنان ساردة فصول معاناتها أن أحد أطباء مشفى "أوتيل ديو" قال لذويها إن حالتها هي أول حالة من نوعها في الوطن العربي، وهي حالة نادرة تحصل كل ربع قرن فقط، مؤكداً حاجتها إلى عملية وأجرت العملية بالفعل في الجامعة الأمريكية في بيروت في الخامسة من عمرها.

وقضت السنوات ما بين 5 و12 سنة ما بين الأطباء وعلى أسرّة المستشفيات ولم تعش طفولتها أو حياتها الطبيعية كأي طفلة في مثل هذا العمر، بل كان لديها -كما تقول- كرسيان متحركان أحدهما في المنزل والآخر في المدرسة، لأنها لم تكن قادرة على المشي بسبب العمليات التي حولتها إلى مخبر تجارب للأطباء.

وكشفت أن الأطباء هشّموا ساقيها من الركبة إلى الكاحل لأربع مرات دون فائدة –كما تقول- وبعد أن يأسوا من العلاج ادعوا أن حالتها نادرة ولا تحصل إلا كل 25 سنة مرة.

وأردفت الشابة العشرينية بنبرة مؤثرة أن غلطة طبيب دمرت حياتها وحرمتها من كل شيء ومن أن تمارس حياتها بشكل طبيعي أو تعيش كأي فتاة من قريناتها، كما حُرمت من الدراسة إذا لم تكمل سوى للصف التاسع خوفاً من نظرة الناس.

في عمر العشرين اتجهت شيماء لممارسة هواية التجميل والزينة وبدأت تجرب على نفسها وقريباتها وجاراتها، ولم يكن هدفها من هذه الهواية –كما تقول- جمع المال لإجراء عمليات كي تستعيد حياتها الطبيعية وإنما تأمين مصروفها كفتاة، علماً أن مردود هوايتها لا يكاد يغطي مصروفها اليومي في أحيان كثيرة.

وعبّرت "شيماء" عن أملها بأن تمتد لها يد المساعدة لإجراء عملية تمكنها من الوقوف على قدميها وتحقيق حلمها في أن تكون كأي فتاة والوقوف أمام المجتمع الذي لا يزال ينظر لأصحاب الاحتياجات الخاصة نظرة دونية وهي تشعر بأنها محرومة من حقوقها كفتاة في هذا المجتمع.
ويوصف "كساح الأطفال" أو "الرخد" (بالإنجليزية: rickets) أو لين العظام بأنه مرض يصيب الأطفال نتيجة خلل في ترسيب معادن العظام كالكالسيوم والفوسفور أثناء مرحلة النمو، ونتيجة لذلك تصبح العظام هشة سهلة الكسر وذات انحناءات وتشوهات شكلية، ويمكن لـ"الرخد" أن يصيب الكبار، ويسمى عندها "تلين العظام".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(382)    هل أعجبتك المقالة (349)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي