أصيبت "أم محمد" الطاعنة في السن، والتي تحمل الجنسية اللبنانية، بشظايا قذيفة مدفعية مصدرها ميليشيات نظام الأسد سقطت بالقرب من منزلها في منطقة "وادي بردى" المحاصرة بريف دمشق أدت إلى انقطاع حبلها الشوكي، سمحت حينها حواجز نظام الأسد الأمنية بنقلها إلى مشفى "المجتهد" وسط دمشق برفقتها ابنتيها الاثنتين (إحداهما حامل).
لم تُدرك أنها ستكون في سجنٍ مغلق وسائل التعذيب النفسي فيه لا تقل إجراماً عن وسائل الضرب بالأدوات الصلبة والصعق بالكهرباء، إذ إنّها قضت وابنتيها 11 شهراً في غرفة صغيرة داخل المشفى مسلوبة الحرية والإرادة وممنوعةً حتّى من الاستحمام بحسب ما قالت.
وأضافت أنّها تعرضت في المستشفى للابتزاز وتلقت تهمة الكتم الجنائي كون أحد أبنائها من المشاركين في الثورة السورية، كما أنّها أُصيبت بشلل رباعي.
ابنتها براءة، 32 عاماً، قالت إنّها تعرّضت للإجهاض داخل المستشفى وسط انعدام الحد الأدنى من الرعاية الصحية والمتابعة.
بعد أن أصبحت ثيابهن رثةً بسبب عدم تبديلها طيلة 11 شهراً، نُقلت العائلة إلى فرع "الخطيب" في العاصمة دمشق، واقتاد عناصر الأمن الأم من المشفى إلى الفرع حملاً على بطانية عسكرية "غطاء".
بعد 8 شهور تم نقلهن إلى "جناح الإرهاب" في سجن "عدرا" المركزي، هناك تطورت صحة الأم سلباً وكانت جروحها تنزف القيح والدم وتفتقد لأبسط مقومات العلاج.
بعد 15 يوماً مثلت العائلة أمام القاضي العسكري الخامس وطلب من الأم تسليم ابنها مقابل إخراجها من السجن، وقرر إيقاف النسوة الثلاث في "جناح الإرهاب" بسجن "عدرا" المركزي دون تحديد المدّة بتهمة الكتم الجنائي.
11 شهراً قضتها الأم وابنتاها في سجنهم بمشفى "المجتهد"، و8 شهور في فرع "الخطيب"، و6 شهور في سجن "عدرا"، قبل أن يسعفهن الحظ في منتصف الشهر الرابع عام 2016، بعد أنّ دفع أحد أقاربهن 15 مليون ليرة سورية مقابل إخراجهن من المعتقل، ليغادرن سوريا إلى تركيا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية