شعارات كبيرة صدقّها السوري المسكين ثم انهزم أمامها مع أول اختبار حقيقي لبلد أقام فيه البعث حكم الحزب الواحد القادر على مواجهة الصعاب والمصائب، ودس سمّ قوته الواهية حتى بات المثل الشعبي (الحيطان لها آذان) هاجساً لكل من يفكر بالتغيير حتى في قرارة نفسه.
"سوريا الله حاميها" أكبر خرافة تم ترديدها بين المؤيدين والرماديين والمعارضين الناعمين طوال عقود من العسف والتسلط، وبعضهم ذهب إلى أن هذه البلاد يتمترس على أبوابها الأولياء الصالحون ليوقفوا الموت والغزو والمرض والزلازل، والحقيقة المرّة التي لم يريدوا تصديقها أن هذا الصمت والطأطأة ستوصلهم إلى أبعد من هذا الخراب المقيم.
تصديق القوة الخارقة للنظام كانت الأكذوبة الفاضحة، وبالرغم من أنصاف الانتصارات وكل الهزائم المتتالية في معاركه مع إسرائيل أو تلك الجانبية إلا أن جحافل العميان ما زالت تصدق وتهتف باسم الجيش الباسل، والقيادة الحكيمة التي وصلت حكمتها حد بيع البلاد وتأجيرها وتدميرها.
انهزم الجيش الباسل في حزيران 1967 وضاعت الجولان، وانهزم في حرب تشرين 1973 حيث وصل الإسرائيليون إلى (سعسع) في ريف دمشق، وتأكد ضياع الجولان نهائياً، وصارت الهزيمة نصراً لتثبيت كرسي الأسد الأب حتى نهاية حياته ليتم بعدها توريث الأسد الصغير لعقدين وخراب باسم الجيش الباسل نفسه، وهذه المرة بنكهة روسية إيرانية ميليشياوية من جميع الأعراق الطائفية، ويهجر ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها.
وبالرغم أيضاً من كل هذا الخراب ما زالت جموع المؤيدين والمتخاذلين تهتف باسم الجيش الذي يوحد البلاد تحت راية القيادة الحكيمة نفسها، والحزب القائد الذي عقرت البلاد بعده، ولم تعد قادرة على إنجاب من يستطيع أن يأخذ بيدها إلى الحياة.
وتلك القيادة الحكيمة لا تحمي البلاد فقط بل تعينها على الرفاه والاستقرار ففي عهدها بني جسر الرئيس، وشُيّدت دار الأوبرا بعد لأ، تم القضاء على المسرح السوري، وافتتحت صالة الشام للسينما بعد أن قضى أبناء البعث على السينما السورية، وأنشئت مدينة المعارض بعد أن تم القضاء على الصناعة والاقتصاد السوري وصار بردى ساقية آسنة.
ولم تتوقف إنجازات القيادة الحكيمة بالرغم من الحرب الكونية عليها، وما زال العمل بمجمع (يلبغا) الديني قائماًمن أواسط السبعينات حتى الآن، ومن أجله تم تجفيف جزء من حوض بردى، وفي جواره تم مسخ ساحة الشهداء (المرجة)
لتصبح بؤرة دعارة يشار إليها بالبنان.
هذه بعض الإنجازات الكبرى للقيادة الحكيمة ولحزب البعث العظيم، والتي ما زال الكثيرون يدافعون عنها، ويقيمون من أجلها سنويا احتفالات الوفاء، ويرون فيها آخر طموحات السوريين، والدعاء بدوامها وبقاء القيادة الحكيمة على أعناقهم إلى يوم الدين.
آخر تلك الإنجازات هي انتصار القيادة الحكيمة على فيروس كورونا المستجد الذي أنهك دولة عظمى كالصين، وفتك بأحد أهم الحلفاء، ويتمدد إلى أغلب دول العالم، ولكنه لم يستطع أن يصل إلى سوريا، حيث ستكون القيادة الحكيمة له بالمرصاد.
انتشر بالأمس فيديو من مطار دمشق الدولي لطريقة فحص فيروس كورونا الذي يعتمد على جهاز جس الحرارة ومن ثم يعطي ضوءاً أحمراً وبعده يصدر صوتاً مميزاً (طوط طوط) الذي يؤكد الإصابة بالمرض..هكذا ما قاله أحد أبناء الحكمة في بلد القيادة الحكيمة التي لا يدخلها كورونا بل ينخرها منذ أن وصل البعث إلى سلطتها.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية