أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مصادر مطلعة.. الملابسات المعقدة لعودة اللاجئ الذي تحدث صراحة عن "الخازوق" في معتقلات الأسد

الحمادة

قالت مصادر وثيقة الاطلاع على قضية المعتقل السابق "مازن الحمادة" إن عودة الرجل إلى حضن النظام مؤخرا معقدة ومتشابكة الملابسات، تتداخل فيها صعوبات مادية وضغوط نفسية علاوة على إغراءات عرضها النظام عبر وسطاء له.

وأكدت هذه المصادر أن عملية عودة "الحمادة" ليست وليدة الساعة كما قد يتصور الكثيرون ممن ليس لهم اطلاع على وضع الرجل الذي كان لاجئا في هولندا منذ سنوات، بل هي عملية بدأت منذ نهاية 2018 تقريبا، عندما راجع "الحمادة" سفارة النظام في برلين، طالبا منهم العودة بصفته "مواطنا سوريا" ولكنهم أصروا أن يجري "تسوية" لوضعه، حتى يتمكن من العودة.

وزار "الحمادة" سفارة النظام ببرلين ثانية، ثم ثالثة، وهي المرة الأخيرة حيث مكث في برلين قرابة أسبوع، قبل أن يستقل منها طائرة متوجهة إلى بيروت ومنها إلى دمشق.

وسبق ذلك كله تداول إشاعة تفيد بعودته إلى سوريا، ما دفع "الحمادة" للظهور في بث مباشر ينفي الإشاعة، لكنه كان يتساءل في نفس الوقت عن مغزى الدهشة من هذه الشائعة إن صحت، فهو في النهاية مواطن سوري وله الحق في العودة إلى سوريا.

وأفادت المصادر أن "الحمادة" كان خلال ما مضى من سنوات يتحدث عن الصعوبات والمشاكل التي يلاقيها علنا عبر صفحته الشخصية، بما في ذلك تناقص الرصيد في حسابه وتدفق المخالفات عليه، ما أرهقه ماديا، ودفعه في بعض الأحيان لمهاجمة الحكومة الهولندية داعيا إياها لإعادته إلى سوريا.

ورجحت المصادر أن يكون "الحمادة" قد تعرض في هولندا لصدمة نفسية أضيفت إلى صدماته التي تلقاها سابقا من تجربة اعتقاله المريرة في سجون الأسد، وهذه الصدمة "الهولندية" إن جاز التعبير ليست من فعل الحكومة، وإنما هي ناجمة عن تخيل "الحمادة" بأن يحظى بمعاملة تفضيلية تميزه عن بقية اللاجئين، فيما الواقع المعروف أن جميع اللاجئين في هولندا وعموم أوروبا يعاملون سواسية لاسيما من الناحية المالية.

ويبدو إن إحساس "الحمادة" بالغبن وحاجته إلى معاملة تفضيلية، زاد منها تسليط الإعلام والمنظمات الحقوقية الضوء عليه وعلى تجربته، حتى خيل للرجل أنه محور القضية السورية، لاسيما بعدما تمت استضافته في الولايات المتحدة.

وفي الإجمال، تضخمت الصورة لدى "الحمادة" بشكل واضح، وبات لايتردد في بث هذا التضخم في ثنايا حديثه، من قبيل كلامه عن أنه هو الشخص الذي أوقف قصف النظام على دير الزور، وكلامه عن أن "التحالف" سيستعين بخبراته لإدارة حقول النفط في شرق سوريا.

وأشارت المصادر إلى أن أزمة "الحمادة" النفسية والمالية، شكلت دافعا أساسيا في عودته للنظام، ودعم ذلك وسرع منه على ما يبدو، وساطات ضباط من مدينة "موحسن" ما زالوا يخدمون في جيش النظام، زينوا للمعتقل السابق العودة إلى جلاده.

وكان "الحمادة" من أبرز واهم المعتقلين السوريين الذين وثقوا بالصوت والصورة شهاداتهم عن الاعتقال في زنزانات الأسد، حيث تكلم بكل جرأة ووضوح عن عمليات التعذيب الجنسي والاغتصاب بواسطة "الخازوق"، فضلا عن عمليات القتل والتصفية في مشفى المزة العسكري.

 


زمان الوصل
(685)    هل أعجبتك المقالة (351)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي