أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فيما تتساقط المناطق وتكبر مأساة النازحين.. الجولاني يمنح 4 ساعات لجهة ساهمت في تعميق الكارثة السورية

الجولاني شابه بشار في حديثه عن الأخطاء، وسكوته عن وجوب المحاسبة - أرشيف

*مهندس سياسة أوباما الكارثية التي شجعت الأسد وشدت ساعد إيران

*والده يهودي سوري، وهذا على الأرجح ما رسم الخط الأبرز في شخصيته تجاه نظام الأسد

*"مالي" ساهم بدرجة كبيرة في رسم خط أوباما وخططه حول صرف النظر نهائيا عن إسقاط نظام الأسد

 

بينما كان الروس وتابعهم الأسد يزيدون شراسة حملتهم على ريفي إدلب وحلب لأقصى مستوى، مدمرين مزيدا من المناطق ومهجرين مئات الآلاف من المدنيين، كان لدى زعيم هيئة تحرير الشام، الفصيل الأكبر وصاحب الكلمة الأقوى عسكريا.. كان لديه فائض وقت ليجري حديثا مطولا مدته 4 ساعات!

هذا الكلام عن المقابلة ذات الأربع ساعات في وقت كان النظام يحاصر ويسيطر على كبرى مدن الريف الإدلبي (معرة النعمان)، ليس قيلا عن قال، ولا أحاديث يلوكها خصوم الهيئة وزعيمها "الجولاني"، بل إن التأكيد عليه جاء عرضا في صلب مقابلة أجرتها "مجموعة الأزمات الدولية" (مقرها بروكسل) ونشرتها على موقعها الرسمي يوم الخميس 20 شباط/فبراير الجاري.

المقابلة على طولها الذي تطلب من الجولاني تفريغ 4 ساعات من وقته، فيما قرى ومدن إدلب تسقط واحدة تلو الأخرى.. هذه المقابلة لم تقدم شيئا جديدا، فكل ما قالته الصحفية التي أجرت اللقاء مع "الجولاني" أو نقلته على لسان الأخير معروف ومتداول، من قبيل تحول الهيئة إلى كيان همه التركيز على الواقع السوري تحديدا، نابذا ما يسمى "الجهادية العالمية" وراء ظهره.

ومع ذلك كان لافتا في المقال، تقارب نبرة حديث "الجولاني" مع نبرة وطريقة بشار الأسد، لاسيما عندما تكلم زعيم هيئة تحرير الشام عن "الأخطاء" التي ارتكبها سواء عبر الإقصاء ومحاربة الفصائل بالقوة، أو عبر التضييق على منظمات الإغاثة، قائلا إنهم الآن يحاولون "إصلاح" أخطائهم، ومؤكدا أن سياستهم تغيرت تجاه المنظمات، وباتت ذراعي الجولاني وهيئته مفتوحة لأي منظمة تريد مساعدة جموع النازحين الكبيرة.

طبعا الحديث عن الأخطاء (تخفيفا لعبارة خطايا وكوارث) توقف عند هذا الحد، فلا حديث عن تحمل مسؤولية ولا حتى تلميح بإمكانية محاسبة الهيئة وقيادتها عما فعلته بحق المحرر وأهل المحرر، وهنا أيضا تشابه لافت بين خطاب بشار الأسد والجولاني.

طبعا كل حديث الجولاني وإعطائه 4 ساعات من الوقت لهذا الحديث بدا في كفة، والجهة التي أجرت معه المقابلة بكفة أخرى، وهي جهة عليها علامات استفهام كبيرة، بل إن لرئيس إدارتها يد طولى في استمرار وتعميق النزيف السوري، وصولا إلى وضع يمثل الكارثة بعينها.

فالجهة التي منحها "الجولاني" ثقته ووقته، ليست سوى "مجموعة الأزمات الدولية" التي يرأسها واحد من أسوأ الساسة الأمريكان صيتا فيما يخص القضية السورية، وهو "روبرت مالي" منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكبير مستشاريه في "مكافحة تنظيم الدولة".

رسخ "مالي" قدمه في ميدان أصحاب القرار في وقت بالغ الحساسية، معززا نهج سياسة أوباما الكارثية تجاه النظام السوري وحليفه الإيراني، فبمشورة "مالي" ومن يشابهونه عقد "أوباما" صفقات مخزية منها صفقة الكيماوي الشهيرة التي ضمنت لبشار الإفلات من مجزرة الكيماوي الرهيبة في الغوطة (رغم كل الخطوط الحمر)، والاتفاق النووي مع إيران الذي سمح لها بفك جزء من عزلتها واسترداد مليارات من الدولارات، سخرت قسما غير هين منها لتمويل مليشياتها المنخرطة في قتل السوريين.

وليس هذا فحسب، بل إن "مالي" ساهم بدرجة كبيرة في رسم خط أوباما وخططه حول صرف النظر نهائيا عن إسقاط نظام الأسد، واعتبار التهديد الرئيس الواجب إزالته متمثلا في تنظيم "الدولة"، وهو ما جر على الملف السوري ويلات كثيرة على مختلف الصعد، ومنها التعاطي الإعلامي العالمي الذي بات ينظر للصراع السوري، على أنه حرب ضد الإرهاب، وليس صراعا بين شعب يطلب الحرية والكرامة ومستبد مجرم يرتكب المجزرة تلو الأخرى بحق هذا الشعب.

وانحياز "مالي" إلى نظام الأسد ليس جديدا فقد سبق أن التقاه غير مرة قبل الثورة، أما بعد اندلاع الثورة، فقد عمل "مالي" مع فريق يشابه توجهاته على كبح أي قرارات أو إجراءات كان من شأنها محاسبة الأسد أو تقديم دعم حقيقي لمن يقاتلونه، وتم مسخ القضية السورية في عهده لتتحول إلى حرب على تنظيم تم تضخيمه إعلاميا بشكل مهول، فيما ترك الوحش الأكبر (الأسد) يواصل مذابحه بكل أريحية، وبدعم علني من روسيا وإيران، ومختلف أشكال وأنواع المرتزقة المتدفقين من أنحاء العالم.

أما الدافع الرئيس لانحياز "مالي" إلى الأسد ومقاربته الكارثية في الملف السوري، فإن جذوره تعود على الأرجح إلى جذور "مالي" نفسه، ونعني به والده "سيمون مالي" اليهودي السوري الذي ولد في القاهرة، والذي عرف بكونه واحدا من أشهر الصحافيين "الفرانكوآراب" حول العالم، وعرف أكثر بتقديمه الدعم الكبير لأبو الديكتاتوريات العربية وملهمها (جمال عبد الناصر)، وقد كافأه الأخير على ذلك فعينه مندوبا لصحيفة الجمهورية المصرية في مدينة نيويورك.

ولأن الحديث يطول في مواقف "مالي"، فإن العودة إلى تصريحاته وتحليلاته ومقالاته فيما يخص الشأنين السوري والإيراني بالذات توضح أن الرجل كان ذا تأثير بالغ على "أوباما"، فمن يتابع ما كتبه "مالي" يظن أحيانا أنه كتب بقلم "أوباما".

وأخيرا، فإن مما لفت "زمان الوصل" في خط "روبرت" مالي الذي يعد من كبار منظري الصراعات والحروب، أنه كتب مقالا مطولا جدا مع نهايات عام 2019، تحت عنوان "10 صراعات ينبغي مراقبتها عام 2020"، لم يصنف بينها إطلاقا الحرب في سوريا، بل ركز على صراعات أخرى مثل تلك الدائرة في أو حول أفغانستان، إيران، أوكرانيا، اليمن، بل وحتى أثيوبيا وبوركينا فاسو، فيما تجاهل حربا دمرت بلدا كاملا، وأحالت نصف سكانه على الأقل إلى قتيل أو مختف أو مشرد ومهجر.

إيثار عبد الحق - زمان الوصل
(160)    هل أعجبتك المقالة (184)

تعليق

2020-02-21

وهل اي رئيس امريكي له اي قرار على المستوى الداخلي او الخارجي هم كلهم عبيد وخدام عند اليهود والاسياد من المسيحين الانجيلين مثل بوش الاب والابن والجولاني عبارة عن وحش مثل الاسد الكلب افضل منهم وهم عبارة عن ادوات مسيرة مع الحكام العرب والاتراك لقتل وتهجير المدنين من اجل تسليم سورية فارغة الى اسرائيل ومن كان عنده صورة لتوضيح الهدف من تلك الحرب فليتفضل ويوضح هدف تلك الحرب.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي