أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كاتب سوري ينجز مسلسلاً تاريخياً حول "اسكندر مصر"

يتناول المسلسل قصة والي مصر وابنه القائد "ابراهيم باشا"

أنهى الكاتب "جودت الجيران" كتابة مسلسل تاريخي بعنوان "اسكندر مصر" ويتناول المسلسل في حوالي 34 حلقة قصة والي مصر وابنه القائد "ابراهيم باشا" ودورهما في نهضة مصر في القرنين الماضيين وبناء دولة بمفهومها الحديث لأول مرة في تاريخ العرب المعاصر.


ويروي المسلسل –كما يقول مؤلفه لـ"زمان الوصل"- أحداثاً شائقة عن انتصارات إبراهيم باشا في السودان والجزيرة العربية واليونان وبالذات معركة "نافارين" البحرية الشهيرة، ومن ثم توسعاته في بلاد الشام وداخل أراضي الدولة العثمانية، حيث وصل مشارف اسطنبول العاصمة، وكاد أن يدخلها لولا تحالف الدول الأوروبية ضده، وكيف توترت العلاقة الوطيدة والتحالف الذي كان قائماً بينه وبين السلطان العثماني "محمود الثاني" وإبنه عبد المجيد الأول وانقلابها إلى حروب وتحالفات عكسية.


ويتطرق المسلسل –حسب مؤلفه- لانسحاب الحملة الفرنسية من مصر والاتفاق الفرنسي الإنكليزي ودخول مصر في حالة من الفوضى والضياع والانفلات الأمني من العام 1801 إلى العام 1805 ثم ظهور شخصية "محمد علي" وتقربه من مشايخ الأزهر "عمر مكرم" و"محمد عبيد" وتعيينه والياً على مصر وبداية مشوار النهضة في مصر على يديه في مجال التعليم والزراعة والصناعة والصناعة الحربية والكليات العسكرية وبداية توسع "محمد علي" نحو السودان وأوغندا لجلب المواد الأولية للصناعة المصرية.


وفي العام 1822 وما بعد حروب "محمد علي" مع "محمد عبد الوهاب" في شبه الجزيرة العربية وسيطرته على "جدة"، "ينبع" و"الدرعية" عاصمة الوهابيين والوصول إلى السواحل الشرقية للخليج والوصول إلى "بصرى الشام".


ولفت مؤلف العمل إلى أن دولة مصر ضعفت بعد القضاء على دولة ابراهيم بشكل ممنهج لمدة 40 عاماً، ما أتاح للاحتلال البريطاني بالدخول إلى البلاد 1882 وبعد تسوية 1840 أعيدت مصر إلى الدولة العثمانية كفترة انتقالية (حكم رمزي) تمهيداً للاحتلال البريطاني الذي استمر من عام 1882 إلى عام 1952.


وأشار "الجيران" بناء على معطيات المسلسل إلى أن "إبراهيم باشا" أراد بناء الدولة العربية الموحدة على مبدأ عصر الجمهوريات الحديث، ولكن الدول الغربية خشيت من عودة الدول العربية إلى عزها ومجدها وقوتها فأفشلت هذا المشروع، مضيفاً أن مسيرة النهضة لو كُتب لها أن تستمر وتتطور لكان وضع الدول العربية كوضع دول أوروبا الشرقية على الأقل.


وعبّر الكاتب الذي يعيش في ألمانيا منذ سنوات عن اعتقاده بأن إنتاج مثل هذه الأعمال ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى تمويل مادي ضخم لأنه يصور فترة زمنية تمتد لأكثر من 35 عاماً شهدت الكثير من المعارك البرية والبحرية والاتفاقيات الدولية وتبدل التحالفات خلال تلك الفترة وتصوير عمل كهذا يحتاج -حسب قوله- للتنقل ما بين 8 دول على الأقل لملامسة المواقع الحقيقية للأحداث والتصوير فيها كألبانيا ومقدونية واليونان وإسطنبول وكوتاهية وعنتاب ونزب وبيلان واللاذقية وبيروت ودمشق وغزة والعريش والقاهرة والاسكندرية والخرطوم وأوغندة وكينيا والحبشة، إضافة إلى الحاجة للكثير من المؤثرات والمعارك والسفن الخشبية والبوارج الحربية الضخمة والمجسمات وبناء المدن وهو يتطلب تمويلاً ضخماً ربما تعجز عنه شركات الإنتاج التي اعتادت على إنتاج مسلسلات لا تحقق المرجو منها وتحاول أن تعبث بالتاريخ وتجيّره لصالح الدولة التي تتبع جهة الإنتاج لها.


وأشار "الجيران" إلى أن ما حدث بالأمس يوحي بما يجري اليوم مستدلاً على ذلك بأحد مشاهد المسلسل، حيث يرسل القنصل البريطاني في الاسكندرية رسالة للملكة البريطانية يخبرها بأنه إذا لم يتم إيقاف "محمد علي" وابنه إبراهيم عند حدهم في بداية توسعهم في شبه جزيرة العرب وبلاد الشام، فسوف نتقبل بريطانيا أن تُدار منطقة الشرق الأوسط من القاهرة لا من لندن.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(383)    هل أعجبتك المقالة (324)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي