سارعت أوغندا للتعامل مع اجتياح أكبر تفش لأسراب الجراد لم تشهده أجزاء من شرق أفريقيا منذ عقود، فيما حذرت الأمم المتحدة اليوم الإثنين مؤكدة "لا يمكننا تحمل صدمة أخرى كبرى" في منطقة معرضة للخطر بالفعل.
وجاء في بيان إن اجتماعًا حكوميا طارئًا عقد بعد ساعات من رصد الجراد داخل أوغندا أمس الأحد، قرر نشر قوات عسكرية للمساعدة في رش مبيدات حشرية أرضا، بينما ستصل طائرتان للرش الجوي في أقرب فرصة.
ويعد الرش الجوي هو الوسيلة الوحيدة الفعالة لاحتواء انتشار الجراد.
أسراب يضم كل واحد منها ملايين الجرادات تدمر المحاصيل في كينيا، التي لم تشهد انتشارا للجراد بهذا الحجم منذ سبعين عاما، وكذلك الصومال وإثيوبيا، اللتان لم تشهدا اجتياحا مماثلا منذ ربع قرن.
الحشرات استغلت الظروف الجوية الرطبة التي أعقبت هطولا كثيفا للأمطار على غير المعتاد، والخبراء يقولون إنه من المتوقع أن يتسبب التغير المناخي في مزيد من موجات الاجتياح الشبيهة.
وحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن التحرك الفوري ضروري قبل هطول مزيد من الأمطار في الأسابيع المقبلة ونمو النباتات الطازجة التي تقتات عليها أجيال صغيرة من الجراد.
مسؤولو الأمم المتحدة حذروا من أن أعداد الجراد قد تزيد إلى نحو خمسمائة ضعف بحلول يونيو/ حزيران المقبل- حيث ستكون الأجواء أكثر جفافا- إذا لم تتم السيطرة عليه.
وفي السياق، قال مارك لوكوك منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة، في بيان أدلى به في نيويورك، إن "ثمة احتمالا لوقوع كارثة" محذرا من أن 12 مليون شخص يعيشون في المنطقة يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد ولا يمكنهم تحمل كارثة أخرى.
مدير الطوارئ في منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (فاو) دومينيك بورغون قال لأسوشيتد برس الأسبوع الماضي، إنه من دون رش جوي كاف للمبيدات لوقف الأسراب، فإن انتشار الجراد قد يتحول إلى وباء"، وعندما يكون هناك وباء، يستغرق الأمر سنوات للسيطرة عليه".
أسراب الجراد تتحرك أيضا باتجاه جنوب السودان، حيث يواجه عدة ملايين آخرين خطر المجاعة حيث تكافح البلاد للخروج من هوة حرب أهلية.
الأمم المتحدة طلبت من المانحين الدوليين تقديم 76 مليون دولار على الفور للسيطرة على موجة انتشار الجراد الحالية، وحتى الآن لم يصلها سوى 20 مليون دولار.
وقالت الولايات المتحدة اليوم الإثنين إنها أرسلت 800 ألف دولار فيما قدم الاتحاد الأوروبي مليون يورو.
وقال لوكوك إن "الاستجابة اليوم لن تجدي نفعا ما لم تكن ضخمة".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية