اعتاد اللاجئ السوري الشاب "بشار الموسى" على الجري بشكل يومي لمسافة تزيد عن 5 كم منذ أكثر من عشرة أشهر في العاصمة البريطانية (لندن) التي يقيم فيها منذ سنوات، كنوع من التحفيز وتشجيع الشباب اللاجئين على التحدي ومحاربة اليأس والإحباط الذي قد يواجهون نتيجة المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تعترضهم في مجتمعهم الجديد.
وتنوعت اهتمامات الشاب القادم من مدينة الرقة ما بين الرياضة والفن والعمل الإذاعي مما دفع مسرح مدينة كارديف إلى عرض قصته باعتباره من اللاجئين المميزين والأكثر فعالية.
وينحدر "الموسى" من مدينة الرقة، حيث عاش وترعرع فيها قبل أن يسافر إلى لبنان ليدرس الإعلام في جامعة بيروت العربية لسنتين، ولم يكمل بسبب ظروف الحرب في سوريا –كما يروي لـ"زمان الوصل" مما جعله يضطر للعودة إلى مدينته، وتعرض هناك لإصابة في فخذه اليمين واليسار بعد استهدافه برصاصة من قبل قناص تابع لقوات النظام.

وكانت المدينة الفراتية تفتقر إلى إمكانيات العلاج وبقي 25 يوماً -كما يقول- حتى اكتشف الأطباء وجود انقطاع شرياني في وريد فخذه الأيمن فاضطر لإجراء عملية جراحية، وخرج بعدها إلى تركيا ومنها قرر اللجوء إلى بريطانيا قاطعاً عدة دول كالجزائر وليبيا وإيطاليا وفرنسا قبل أن يستقر به المقام في انجلترا بتاريخ 15/ 7/ 2014 وهناك شعر بالأمان والارتياح وحصل على حقه كإنسان -حسب قوله- بعد رحلة من المعاناة والشتات، وتمكن بمساعدة الأطباء البريطانيين من التغلب على صعوبات الحركة والمشي جراء إصابته، إضافة إلى تعلمه اللغة الإنجليزية التي لم يكن يتقنها قبل دخوله إلى البلاد واندمج في المجتمع البريطاني وتعلم اللغة من الشارع -حسب قوله- دون أن يلتحق بأي كورسات.
ولفت إلى أنه دخل بطولات في هذه الرياضة بمدينة "كارديف" حيث كان يقيم، ونال عددا من الجوائز على يد المدرب والبطل العالمي "دينزيل لورانس" Dinzil Lawrence " بعد فترة قصيرة من التحاقه بالتدريب.
بعد انتقال "الموسى" إلى مدينة لندن عمل في إذاعة "شوفي مافي" العربية لفترة وعمل على تقديم سلسلة من فيديوهات داعمة للشباب في ظل الحرب وأيضاً كانت له تجربة تمثيلية في فيلم تجريبي بعنوان the film للمخرج "عروة الأحمد" وفي فيلم آخر مع الممثل العراقي "ثائر الشايع".

وتهدف هذه المبادرة إلى الإصرار والتركيز والتحفيز والمثابرة والسعي لتحصيل الهدف والركض كل يوم لخطوة للوصول إلى الحلم وبهذا التحدي سوف يكون "أول رياضي عربي" قام بجري لمدة عام كامل بدون توقف، ومن المقرر أن ينجز مبادرته التي لقيت تشجيعاً من المحيطين به وشكلت تحفيزاً للكثيرين منهم –كما يقول- وختم الشاب الطموح أن "أصعب اختبارين في طريق الحياة هما: التحلي بالصبر للوصول إلى اللحظة المناسبة، والشجاعة وعدم الشعور بخيبة الأمل حيال الأشخاص الذين نصادفهم".
ويعيش في بريطانيا أكثر من 17 ألف لاجئ سوري وفدوا إليها على مدار الست سنوات الماضية، وتشير الإحصائيات الأخيرة التي نشرتها وزارة الداخلية البريطانية في آب أغسطس الماضي إلى أن اسكتلندا استقبلت 2937 لاجئاً، في حين استقبلت منطقة "يوركشر وهمبر" 1801، وهو العدد الأكبر في إنجلترا.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية