أكد مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" الدكتور "عزمي بشارة" أن القائمين على الخطة الأميركية - الإسرائيلية أو ما يعرف بـ"صفقة القرن" باشروا بتنفيذها قبل الإعلان عنها مؤخرا، حيث قاموا أولا بنقل السفارة الأميركية في "إسرائيل" إلى القدس، ثم أعلنوا "قانونية" البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة.
وقال خلال محاضرة في المركز العربي بالدوحة تحت عنوان: "صفقة ترامب - نتنياهو: خطة اليمين الأميركي - الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية في سياق تاريخي"، إن الخطوات شملت أيضا وقف تمويل وكالة "أونروا" للاجئين، بما لها من تداعيات، ثم إغلاق مكتب منظمة التحرير في الولايات المتحدة، كنوع من الانقلاب على اتفاقيات "أوسلو".
وأوضح أن واشنطن "كسرت" بإعلانها "الصفقة" جميع المبادرات السابقة التي حاولت فيها لعب دور الوسيط كدولة عظمى رغم انحيازها الكامل لإسرائيل، مشيرا إلى أنها بدأت "من الصفر وقطعت المبادرات السابقة".
وأشار إلى أن "الصفقة" لم تستخدم كلمة "احتلال"، حيث تضمنت خطابا استعماريا وصائيا يعود للغة القرن التاسع عشر، ويتبنى السردية الصهيونية كاملةً، إذ خصصت فقرات لعلاقات اليهود التاريخية مع مدينة القدس منذ 3 آلاف سنة باعتبارها "مركزًا سياسيًا" و"عاصمة" لليهود منذ ما قبل الميلاد، في زمن لم تكن فيه عواصم ولا مراكز سياسية.
وشدد "بشارة" على أن "إسرائيل كانت دوما هي الطرف الرافض للمبادرات الأميركية للتسوية، فيما عقد الزعماء العرب اجتماعا خاصا لتعديل مبادرتهم للسلام، بناء على طلب الإدارة الأميركية، التي طالبت أن تشمل بندا يعترف بإمكانية تبادل الأراضي.
وهو ما ينفي الادعاء القائل إن العرب يرفضون المبادرات السلمية، إذ مراجعة تاريخ المبادرات يظهر أن إسرائيل كانت دائما هي الطرف الرافض، بما فيها رفضها لمبادرة السلام العربية".
وأضاف أن "الخطة" اعتبرت الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 كـ"أراضٍ مرهونة في حرب دفاعية"، أي تبني المفردات والخطاب والإسرائيلي بالكامل، الذي يعتبر الحروب الإسرائيلية كلها دفاعية، بما فيها حرب 1967 التي بادرت إليها إسرائيل بعدوان مفاجئ ضد دول عربية.
وأوضح أن "الخطة" تضمنت مغالطات على سبيل المثال، فهي تشير إلى انسحاب إسرائيل من 88 في المئة من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967، والقصد هو سيناء، التي تم التخلي عنها ضمن اتفاقية أحادية مع النظام المصري. كما تضمنت "الخطة" إلغاء حق العودة لأي لاجئ فلسطيني، كإعلان صريح وغير مسبوق لإنهاء مسألة اللاجئين وحق العودة بالمطلق، فيما كانت إسرائيل خلال المفاوضات السابقة على استعداد لقبول بعودة بضعة آلاف من الفلسطينيين ممن هُجروا عام 1948، ولكن دون السماح للاجئين الذين خُلقوا بعد 1948.
وخلص "بشارة" إلى التأكيد على أن ما تقترحه مبادرة ترامب هو باختصار الوضع القائم، وتشريع له، مع تشريع ضم 70 في المئة من أراضي مناطق "جـ"، ومع "دولة فلسطينية" لا تتعدى كونها تسمية من دون استحقاقات.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية