نعى واحد من أشهر رؤساء الحكومات في عهد حافظ الأسد وأكثر المقربين منه.. نعى وفاة ابن شقيقه الذي وافته المنية في دولة الإمارات العربية.
فقد نعى "عبدالرؤوف الكسم"، 88 عاما، ابن أخيه عبد الستار بن عبدالهادي الكسم، وهو أحد أحفاد مفتي الديار الشامية عطاء الله الكسم.
وتوفي عبد الستار الكسم في الشارقة بدولة الإمارت العربية المتحدة، حيث شيعت جنازته ودفن هناك.
وتولى عبدالرؤوف الكسم رئاسة الحكومة السورية في واحدة من أعقد وأحلك فترات التاريخ السوري الحديث، بين سنتي 1980-1987، والتي كانت سنوات عجافا بامتياز، بكل ما فيها من أثقال المجازر (مجزرة حماة، تدمر، جسر الشغور، حلب..)، والقمع (اختراق وتدجين النقابات، الاعتقالات العشوائية الواسعة..) والفاقة (تهاوي قيمة الليرة، النقص الرهيب في السلع، تراجع الإنتاج..)، فضلا عن صراع حيتان السلطة وفي مقدمته صراع حافظ ومعسكره ضد رفعت ومعسكره، والذي راح ضحيته عامة الشعب السوري.
ورغم أن حافظ عزل "عبدالرؤوف الكسم" عن منصب رئاسة الحكومة بعد سبع سنين، فقد بوأه مهمة أخطر عندما سماه رئيسا لمكتب الأمن القومي، أعلى سلطة للإشراف على الأجهزة المخابراتية وتنسيق عملها، وقد بقي "الكسم" في هذا المنصب حتى تم توريث العرش لبشار.
ويمكن اعتبار "الكسم" أول مسؤول كبير في عهد الأسد يتسنم منصبا حساسا في البلاد، رغم أن زوجته غير سورية، بل ولا حتى عربية، فزوجته سويسرية الجنسية، ألمانية الأصل، وقد قيل إنها يهودية الديانة.
ومهما يكن هناك من اختلاف حول الروايات التي كانت وما تزال تدور حول انخراط "الكسم" في منظومة القمع والفساد والإفساد، فإن المتفق عليه أن الرجل خدم حافظ الأسد ونفذ كثيرا من سياساته وتعلمياته، التي قادت سوريا إلى نفق تتراكم ظلماته فوق بعض منذ 50 عاما، ولم تتضح له نهاية بعد.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية