تقيم منظمة "نوفوتوزون" في البقاع اللبناني حالياً ورشة تدريبية لأبناء وبنات المعتقلين والمفقودين والمختفين قسرياً بهدف تزويدهم بمهارات السرد والتعبير والنشر الإعلامي والتمكين القانوني، وإتاحة الفرصة لهم لتبادل الأفكار ومشاركة قصصهم وكانت المنظمة المعنية بالمساعدة القانونية والمناصرة للمختفين قسراً وعائلاتهم والمعتقلين وعائلاتهم في سوريا قد عملت مع زوجات المعتقلين فيما سبق ضمن هذه الأهداف.
وارتأت أن تهتم بأبنائهم أيضاً لكي يكون هناك اهتمام بكل أفراد هذه العائلات المنكوبة -كما تقول مؤسسة ومديرة المشروع المحامية "نورا غازي الصفدي" لـ"زمان الوصل"- مضيفة أن الفكرة من المشروع تقديم ورشات للتمكين الحقوقي والتصوير والتيسير والدعم النفسي والاجتماعي عن طريق المسرح لهؤلاء الأبناء بعد أن تم الحصول على منحة من وزارة الخارجية الكندية لتمويله، وخاصة أن فريق المشروع يمتلك قدرات تدريبية ولم يتم الاستعانة بمدربين من خارجه، كما تقول.
وأشارت المحامية السورية، التي تم اختيارها ضمن 14 مدافعة عن حقوق الإنسان حول العالم، إلى أن المشروع الذي يستمر 6 أشهر تضمن تدريبات حول العدالة وحقوق الإنسان ومهارات التيسير وتدريبات حول حقوق الطفل مع الأهالي، والتصوير الفوتوغرافي والمناصرة وكتابة القصص والدعم النفسي والاجتماعي عن طريق المسرح.

واستهدف المشروع 55 مشاركاً ومشاركة تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة.
وتابعت أن التركيز كان على موضوعات الطفل والعدالة وحقوق الإنسان والعدالة والتيسير ومهارات التدريب والتصوير وكتابة القصص، ومن ثم تم جمع الأبناء مع عائلاتهم ليقدموا التدريب لهم بعد اكتسابهم للخبرة والمعرفة، وتلى هذا –حسب المصدر- تدريبات حول الدعم النفسي والاجتماعي بواسطة المسرح.
وكشفت المحامية "نورا" أنها تخطط مع فريقها لأن يكون المشروع موجهاً أيضاً للأعمار الأكبر والأصغر من الأعمار المخصصة وللنساء أنفسهن بناء على طلبهن.
ونوّهت إلى أن المشروع لقي تجاوباً كبيراً من قبل المتدربين، وبسبب حرمان هؤلاء الأبناء والظروف التي عاشوا فيها بات لديهم فكرة واضحة عن الحقوق والعدالة، ودأبوا على طرح أسئلة على أنفسهم والتفكير فيها طوال الفترة الماضية من المشروع.

وأعربت المحامية "نورا الصفدي" عن أملها بأن تكون سوريا في المستقبل مكاناً خالياً من السجون ومراكز الاحتجاز وتتحقق فيه العدالة والمحاكمات العادلة، وأن تعود إلى سوريا وتتسلم جثة زوجها الناشط "باسل الصفدي" لتدفنها، كما هي أمنية كل أهالي المفقودين والمغيبين قسراً ليكون هذا الوجع الذي عشناه في السنوات الماضية ثمناً لا تضطر الأجيال القادمة أن تدفعه مرة أخرى.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية