احتجزت السلطات اليونانية عائلة سورية حصلت على اللجوء أمس (الجمعة) مهددة إياهم بالترحيل بحجة أن المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام في سوريا باتت آمنة.
وروى مدير المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان "محمد كاظم هنداوي" لـ"زمان الوصل" أن البوليس اليوناني احتجز عائلة (راكع الملا الصايل) المقيمة في مخيم "فيال" بجزيرة "كيوس" شرق بحر إيجة، وتم إيداعهم في السجن بهدف ترحيلهم إلى تركيا، بحجة أن التقارير الطبية التي قدموها للمحكمة لا تخولهم حق اللجوء، وأن المنطقة التي ينحدرون منها باتت آمنة -حسب زعم السلطات اليونانية- مع العلم أن هذه العائلة مطلوبة للنظام وقريتهم الآن تقع تحت سيطرة النظام.
وكشف المصدر أن العائلة المكونة من 7 أشخاص تنحدر من بلدة "البوليل" بريف دير الزور دخلت إلى اليونان بتاريخ 9/ 5/ 2019 وسكنت في جزيرة كيوس – شرق البلاد- وتقدمت بطلبين لإخراجها من الجزيرة إلى أثينا فتم رفضهما، وبعدها تم توكيل محامٍ من الدولة اليونانية فتقدموا بتقاريرهم الصحية التي تثبت أن الابنة "منى الصايل" مصابة بحالة نفسية والابن "عبد الرزاق" مصاب بالتهاب صدري والأب مريض دسك، غير أن المحامية -كما يقول- لم تتقدم بالتقارير إلى المحكمة دون أسباب معروفة.
وتابع محدثنا أن الرفض الثاني للعائلة جاء منذ 10 أيام وتم حجزهم داخل الجزيرة على الأرض دون أغطية ولا يسمح لهم باستخدام الحمام إلا مرتين في اليوم.
ولفت "هنداوي" إلى العائلة المحتجزة وكلت محامياً خاصاً فتقدم بالتقارير الصحية وكل ما يلزم فتم كسب الدعوى وإخراجهم إلى الكرفانة أول أمس الخميس، لكن فرحتهم لم تكتمل إذ فوجئوا في اليوم التالي بقدوم البوليس اليوناني لاعتقالهم وتم ضربهم وإذلالهم أمام اللاجئين الآخرين، وتقبع العائلة الآن-كما يقول- في مخفر بمدينة "خيوس" ويعاملون معاملة سيئة من عناصر المخفر وسط ظروف غير إنسانية من ناحية الخدمات والأكل والشرب، ويمنعون من التواصل مع الخارج ويتم معاملتهم كمجرمين.
وأشار "هنداوي" إلى أن اعتبار الحكومة اليونانية للمناطق الواقعة تحت سيطرة النظام آمنة وتهديد اللاجئين بالترحيل إليها على هذا الأساس سابقة خطيرة ومخالفة للقرارات الدولية ولآخر تقييم للأمم المتحدة الذي اعتبر سوريا دولة غير آمنة، وأعرب محدثنا عن اعتقاده بأن الأيام القادمة ستشهد حالات كثيرة، لأن الحكومة اليونانية اعتبرت الأماكن الموجودة تحت سيطرة النظام آمنة.
ولفت إلى أن "المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان" اعتادت على إرسال رسائل للمفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان لإبلاغها بهذه الانتهاكات، وكذلك إلى الحكومات المعنية بهذه الانتهاكات، ويتم حالياً -كما يقول- رصد الأحداث للتأكد إن كانت هذه الحالة عامة أو خاصة وتحذير هذه الحكومات من انتهاك حقوق الإنسان فيما يتعلق بسوريا، مشيراً إلى أن إعادة أي لاجئ سواء إلى سوريا أو تركيا يعد انتهاكاً صارخاً ً للقانون الدولي وقانون حقوق الإنسان.
ووفق ناشطين، يعيش آلاف اللاجئين في ظروف معيشية قاسية ومستقبل مجهول في مخيم "فيال" الواقع على إحدى التلال المشرفة على قرية "هالكيوس"، غرب مدينة "كيوس"، نتيجة تهميشهم وانقطاع المساعدات عنهم من قبل الحكومة اليونانية التي باتت تعالج طلبات لجوئهم في جزيرة "خيوس" وفي اليونان بشكل بطيء جدا بسبب الأعداد الكبيرة للاجئين.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية