أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بثينة شعبان.. وبوصلة الجوع والتخمة*

شعبان - أرشيف

يبدو أن المقادير تقود بثينة شعبان مستشارة نظام الأسد السياسية للعب نفس الدور الذي مارسته قبل تسع سنوت عندما اتهمت السوريين بالمرتزقة والعملاء والطائفيين، وأنهم يقبضون ثمن خروجهم إلى الشارع من أعداء الوطن، ويذبحون إخوتهم باسم الدين والثورة.

منذ يومين أعادت روايتها الكاذبة إنما من باب آخر هو الاقتصاد حيث ستحاول تلميع صورة البلاد المنهارة في عيون المؤيدين الساخطين، وبعضهم خرج احتجاجاً على تزييفها للواقع المرّ الذي يعيشونه، واليوم يخرج أهالي مدينة السويداء ليصرخوا (الإعلام السوري كاذب) في تكرار لشعارات ثوار الأمس القريب، و(بدنا نعيش) بعد أن أنهك الفقر قلوب أبنائهم.

بثينة شعبان تقول إن اقتصاد البلاد تحسن 50 مرة مما كان عليه في عام 2011، وواقع الحال والأرقام تشير إلى عجز مرعب عن تأمين أبسط احتياجات الناس من الوقود والغذاء، وانهيار كبير في الليرة السورية، حيث تجاوزت الألف ليرة مقابل الدولار.

في 2011 ردد السوريون في ردهم على الخطاب الشهير لشعبان: (يا بثينة يا شعبان الشعب السوري مو جوعان)، واليوم يخرج السوريون في مناطق سيطرة النظام معبرين عن جوعهم رداً على اتهامهم بالتخمة، وكأن على بثينة شعبان أن تعيد عكس الكذبة كلما بدا للنظام أن أصواتاً ستخرج ساخطة على جوره وظلمه، وأنها ومن معها في سدة الحكم يديرون البلاد وفق بوصلة تضع الشمال جنوباً، والجنوب اليوم هو نفس الجنوب الذي صرخ مكذباً ادعاءاتها المريضة.

بثينة شعبان هذه المرة أيضاً أصابت مكاناً خاطئاً كعادتها، وعندما خرج السوريون نصرة لكرامتهم رمتهم بالجوع والارتزاق، وها هي اليوم تتحدث عن شبعهم عندما خرج البعض مندداً بالجوع الذي ضرب البلاد من كل اتجاهاتها، وربما بعد حين تخرج متهمة جهات خارجية بدعم المتخمين الذين يدّعون الجوع لإثارة الفتنة بين من بقي من السوريين.

هي ليست وحدها في هذه البوصلة الخائبة فقد خرج رئيسها منذ مدة ليتهم السوريين بقبض خمسين دولاراً مقابل التظاهر ضده، وسبقها بالحديث عن ملايين من الخونة بين ظهراني الوطن الذي استحال خراباً دون أدنى مقومات الحياة البشرية، ومن هنا يدرك المراقب البسيط من يحكم البلاد، وأي عقلية تدير دفته نحو الهاوية.

يحكي أحد القادمين من دمشق هرباً من العتمة والبرد عن استحالة الحياة هناك، وتغير المكان والبشر، وأنه على العاقل الذي خرج من بداية الحرب - وهو يحمل صورة جميلة عن شارعه وبيته ومدينته- أن يعرف أن كل شيء تبدل، وأن تلك المدينة لم تعد كما هي دافئة وحميمية، وأن البشر تغيرت ملامحهم إلى ما يشبه البشر الذين يعبرون أمامك في أي بقعة من العالم.

يثينة شعبان في فلسفتها السياسية التي يتبناها النظام في خطابه وأفعاله تقول للسوريين إياكم والصراخ، وأنتم مشاريع خيانة وعمالة إن كنتم فقراء أو ميسورين، جعتم أم شبعتم ستطاردكم خفافيشنا إلى نهاية العالم..نحن أو لا أحد كما قالوها أول مرة.

*عبد الرزاق دياب - من كتاب "زمان الوصل"
(216)    هل أعجبتك المقالة (224)

Abumaj

2020-01-17

هي تقيس الوضع حسب سرقاتها. يعني سرقاتها تضاعفت خمسين مرة..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي