أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ضمن أكثر 100 صورة تأثيراً.."سي إن إن" تعيد الطفل "عمران" الحلبي إلى واجهة الأحداث

عمران... - تصوير: محمود رسلان

عادت قصة الطفل الحلبي"عمران دقنيش" إلى واجهة الحدث بعد سنوات من إصابته من خلال اختيار صورة التقطها له الفنان "محمود رسلان" من قبل شبكة "سي إن إن -CNN" كواحدة من أكثر الصور تأثيراً في العالم خلال العقد الماضي، ويظهر الطفل ذو السنوات الخمس في الصورة التي لاقت انتشارًا واسعًا في العالم جالساً في مقعد سيارة الإسعاف ووجهه مغطى بالغبار والدماء وبالكاد يفتح عينيه، ولا يدرك ما يدور حوله في مشهد وصفته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي -BBC" حينها بـ3 كلمات: "صورة تصدم العالم"، بينما لخصت صحيفة "تليغراف" البريطانية الأمر في كلمتين: "أهوال حلب" ونشرت صحيفة "غارديان" كاريكاتير عن "عمران" بعنوان "رقصة الموت".

ووصفت "سي إن إن" الصور الـ 100 التي تم اختيار صورة "عمران" من ضمنها بأن "كل واحدة منها مبدعة في حد ذاتها وترصد لحظة في التاريخ وتشكل لحظة فارقة في وعينا".

منذ بداية الثورة حمل "محمود" كاميرا أرسلها له شقيقه الذي يدرس في ألمانيا عام 2007 مع جهاز لابتوب محمول وبدأ التوثيق في نهاية عام 2012 بعد خروجه في المظاهرات السلمية وتحرير مدينة حلب -كما يروي لـ"زمان الوصل"- مضيفاً أنه عمل مصوراً مدنياً مع "لواء التوحيد" في تصوير نشاطات الإغاثة وجوانب من الحياة اليومية للمدينة ليصبح بعدها مديراً للمكتب الإعلامي في الهيئة الشرعية لفترة مؤقتة تمكن بعدها من إنشاء مركز إعلامي في نهاية عام 2013 أطلق عليه اسم "مركز نور الإعلامي" وبقي يوثق كل ما يتعلق بمدينة حلب حتى تموز يوليو/2015، وبدأ بعدها بالتعاون مع قناة "الجزيرة مباشر".

ويستعيد المصور الشاب لـ"زمان الوصل" ظروف التقاط صورة "عمران" مشيراً إلى أنه كان في منزله في حي "الشعار" عندما سمع على القبضات التي تتبع الطائرات عبر المراصد بأن هناك طائرة روسية باتجاه مدينة حلب، وبالفعل استهدفت الغارة الأولى حي "الميسر" القريب من حي "القاطرجي". وتابع "رسلان" أنه هرع مع عدد من زملائه إلى السيارة وفي الطريق استهدف الطيران حي "القاطرجي" بصاروخ ثانٍ، ولدى الوصول إلى المكان المستهدف كان الغبار يملأ الأجواء وأصوات المصابين تتعالى وبدأ مع الناشطين الآخرين بانتشال أول الناس من بين الحديد والحجر في المكان حتى وصل الدفاع المدني ومنظومات الإسعاف وحينها -كما يقول- سمع أصوات الناس من المبنى المقابل المهدم وهو مبنى عائلة الطفل "عمران" الذي تم تدمير سلالمه فلم يستطع أحد الوصول إلى الطابق الأول حيث يسكنون.

وروى الناشط أن زميله "علي الجابر" تمكن من القفز من بلكونة مبنى مجاور إلى شرفة منزل "عمران"، وبدأ بسحب الأطفال من تحت الأنقاض مع عنصر من الدفاع المدني وبدأ الآخرون باستلام الأطفال منهم من الطرف المقابل، ووصل "عمران" حينها مدمى والغبار يملأ جسده ووجهه.
وتابع المصدر أنه كان يصور فيديو خاص بقناة "الجزيرة مباشر"، فأوقف التصوير وبدأ بالتقاط صور فوتوغرافية للطفل المصاب.

فيما بعد ظهر والد عمران مع طفله ليردد كلاماً تلقينياً على قناة النظام، وكشف "رسلان" أنه جلس مع والد الطفل المصاب أكثر من 40 مرة وفي كل مرة كان يرفض وبشدة أن يخرج على إعلام الثورة وكان يقول إنه يخشى انتقام النظام ويريد مصلحة أطفاله بعد هذه الحادثة، ورفض كذلك الخروج مع المحاصرين بأي شكل من الأشكال ليخرج بعد اجتياح حلب من قبل قوات النظام مع عائلته من معبر "الصاخور" بعد أن فقد ابنه "علي 12 سنة" الذي توفي بعد ثلاثة أيام متأثراً بجراحه جراء القصف الذي أصيبت به العائلة. وأشار "رسلان" إلى أن قوات النظام تعرفت حينها على "عمران" وأبيه ليوضعا تحت الإقامة الجبرية لمدة 7 أشهر قبل أن يجبروهم على الخروج على قنواته الرسمية وادعى تحت الإجبار بأني قدمت له مبالغ للإدلاء بشهادته على القنوات المؤيدة للثورة.

وكشف محدثنا أن عائلة الطفل "عمران" عادت إلى حي "القاطرجي" ورمموا منزلهم المدمر جراء القصف وبدؤوا بالعيش فيه ولكنهم -حسب قوله- تحت مراقبة مخابرات الأسد على الدوام، ولا يسمح لهم بالمغادرة خارج البلاد إذ تم تعميم أسمائهم على كافة المحافظات والمطارات والحواجز.

بعد سرده لقصة "عمران" على العديد من وسائل الإعلام ونشر الصورة على أغلب وسائل الإعلام العالمية لم ينمْ "رسلان" لأربعة أيام متواصلة -كما يقول- خوفاً على نفسه لأن القصة أحدثت ضجة عالمية حينها حتى خرج النظام بصورة لذبح أحد المقاتلين من "فيلق القدس" وقال إنه -أي رسلان- من التقط الفيديو أثناء ذبحه وبدأ بفبركة الأكاذيب حوله كي يمحو آثار صورة الطفل "عمران".

وحول صدى صورته لـ"عمران" أشار "رسلان" إلى أنه نشر صورته بداية على صفحته في "فيسبوك" وفوجئ بعد 7 دقائق بإيميل من صحيفة "واشطن بوست" عن طريق صديقه الصحفي "أحمد بريمو" يطلبون منه الإذن بنشر الصورة وتواصلت معه بعدها -حسب قوله- أكثر 280 من وكالة وقناة وصحيفة عالمية من بينها "سي إن إن" و"غارديان" و"ديرشبيغل" و"اندبندت" و"أناضول" و"رويترز" فأرسل لهم الصورة بالدقة العالية لكنه رفض بيعها لأنها حصرية بقناة "الجزيرة مباشر" لأنه مراسل متعاون معهم.

وأعرب "محمود" عن سعادته بوصول رسالته ورسالة الثورة والتعبير عن مدى الظلم الذي لا يزال يمارس على السوريين إلى هذه اللحظة في بلده الحبيب من قبل نظام الإجرام نظام الأسد والمجرم الروسي والحقد الإيراني.

فارس الرفاعي -زمان الوصل
(307)    هل أعجبتك المقالة (290)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي