نفت تركيا ما تناقلته السفارة الإيرانية في أنقرة أمس وبعض الوسائل الإعلامية العربية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصف قاسم سليماني بـ"الشهيد" خلال اتصاله بالرئيس الإيراني حسن روحاني أمس السبت.
وأوضح مصدر دبلوماسي تركي اليوم الأحد، أن وسائل إعلامية عربية وإيرانية لفقت كلاما غير صحيح ونسبته للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصاله أمس بالرئيس الايراني.
وأكد المصدر التركي لوكالة أنباء تركيا، أن مثل هذا الكلام غير الصحيح، و"نقلته أيضا السفارة الإيرانية في تركيا مع الأسف" مشدداً أن أردوغان لم يستخدم مصطلح "شهيد" خلال حديثه مع روحاني عن قاسم سليماني، بل إنه "لم يستخدم إلا المصطلحات الدبلوماسية المعتادة بين الدول في مثل هذه الحالة كون سليماني كان يشغل منصبا رسميا في الدولة الايرانية"، مشيراً إلى "أن وصف سليماني بالشهيد أو عدم وصفه بذلك يعود للجانب الإيراني".
ودعا المصدر الوسائل الإعلامية لتوخي الدقة في نقل خبارها وعدم تلفيق الأكاذيب على لسان أردوغان أو غيره من المسؤولين، مشددا على الالتزام بالمعايير الإعلامية وأخلاق المهنة والموضوعية.
وختم المصدر إلى أن الاتصال بين أردوغان وروحاني تناول مخاطر التصعيد على المنطقة إذ إن تركيا لا ترغب بمثل هذا التصعيد، مضيفا أن أردوغان حثت إيران على تجنب مثل هذا التصعيد.
وكانت وسائل إعلامية سعودية وإماراتية وروسية روجت أمس، ما تعتبره تركيا "خبرا كاذباً" مؤكدة على أن الرئيس التركي وصف قائد "فيلق القدس" الذي قتل جراء قصف أمريكي على مطار بغداد الدولي فجر يوم الجمعة الفائت بـ"الشهيد".
وأوردت تلك الوسائل أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نعى قاسم سليماني قائلاً: "أشعر بالأسى لفقدان الشهيد قاسم سليماني وأتفهم غضب شعب إيران ومرشدها ورئيسها".
وأضافت الوسائل الإعلامية نقلاً عن موقع "روسيا اليوم" والسفارة الإيرانية بأنقرة، أن أردوغان وخلال اتصاله بالرئيس الإيراني قال "شاهدت مراسم تشييع سليماني في العراق وهي تدل على شعبيته لدى الشعب العراقي وأن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ جسيما باغتيال سليماني".
وقالت محطة "العربية" السعودية إن الرئيس التركي وصف "سليماني" بـ"الشهيد" وإنه يرفض التدخل الخارجي والنزاع في المنطقة، لأنهما يحولان دون تحقيق الأمن والاستقرار فيها.
ونقل التلفزيون السعودي عن وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، أن روحاني أكد في الاتصال تقديره لتضامن الرئيس التركي مع إيران في حادثة مقتل سليماني الذي وصفها بـ"الكارثة الكبرى"، معتبرا أن إيران وتركيا تتفقان فكريا في المسائل المختلفة.
وبحسب الوكالة الإيرانية، أضاف روحاني مخاطبا أردوغان: "يجب الرد على الأفعال غير العاقلة، وكما أنت على علم أن (الشهيد) سليماني كان يلعب دورا لا نظير له في مكافحة الإرهاب، وكيف أدى واجبه تجاه المنطقة خلال السنوات الأخيرة".
ودعا الرئيس الإيراني نظيره التركي إلى زيارة طهران في أقرب وقت قائلا: "إذا لم نتحد في مواجهة هذه الأفعال الأميركية، فسوف يضعنا هذا جميعاً في تهديد خطير".
ويقول المحلل التركي إسلام أوزجان لـ"زمان الوصل" إنه رغم دلالات وأهمية كلمة "شهيد" إلا أنها تأتي ثانياً ربما، لأن تركيا أبدت تعاطفاً خلال مقتل قاسم سليماني، وأن الرئيس التركي قال "يحزننا كثيراً" خلال اتصاله بالرئيس روحاني، مضيفا "أعرف مدى غضبكم وغضب الشعب تجاه الحدث".
وتمنى المحلل التركي أن يصدر تصريحاً عن الناطق باسم الرئاسة التركية، ابراهيم قالن، ولا يصدر من مصدر دبلوماسي غير معروف، ليتم تحديد العبارات بدقة. لأن نشر التصريح بوسائل إعلامية تركية، مثل "يني شفق وأنباء تركيا" غير كاف لمعرفة دقة الموقف التركي وما قاله الرئيس خلال الاتصال بشكل كامل.
وأشار "أوزجان" أن علاقة بلاده مع إيران فيما لو قورنت مع العلاقة مع الولايات المتحدة، فسترجح لصالح إيران، لأن طهران أيدت تركيا خلال الانقلاب الفاشل عام 2016 فيما أصابع الاتهام بتدبيره تشير إلى الولايات المتحدة، كما أن هناك خلافات عديدة بين تركيا والولايات المتحدة في حين هناك اتفاقات وتوافقات كثيرة مع الجانب الإيراني. لكن تركيا، بحسب المحلل التركي، تحرص على عدم التصعيد والحرب بالمنطقة، لأنها ستكون مضرة لجميع الأطراف.
من جانبه يقول المحلل التركي "يوسف كاتب أوغلو" لـ"زمان الوصل" إن حادثة اغتيال قاسم سليماني من خلال استهدافه ببلد أجنبي واستخدام أسلحة أجنبية، هو خرق لكل القوانين الدولية وهو ما عبر عنه الرئيس أردوغان خلال اتصاله بالرئيس روحاني أمس، إذ لا يمكن الحديث عن تصفية حسابات باستخدام الطرق الهمجية والمافيوية بالقصايا الدولية.
ويضيف المحلل التركي، راعى أردوغان عدم استخدام كلمة "شهيد"، على عكس ما نقلت وسائل عربية، لأن كلمة "شهيد" لها معان ودلالات كثيرة بتركيا ولا تطلق إلا عمن يتم استهدافه من الأبرياء المدنيين.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية