في كل مرة أكتب فيها عن نصر الحريري وأنتقده، يفاجئني عدد من الأشخاص الذين يحملون كنية الحريري، ويقفزون في وجهي ويتهمونني بأنني أسعى لتشويه سمعة العائلة، وأن هذا الكلام سوف تستفيد منه عائلة الزعبي، في تذكير بالخلاف التاريخي بين الحريرية والزعبية، أيهما أكثر عددا، وبالتالي الأحق بزعامة حوران..ونفس الشيء حدث معي عندما كتبت مرة عن شخص يحمل كنية الزعبي، وانتقدته، حيث وصلتني العديد من الرسائل التي تطالبني بتعديل المقال، وبعض الأصدقاء من عائلة الزعبي تواصل معي بشكل مباشر، وقال لي "سامحك الله يا رجل .. هسع الحريرية بكونوا مكيفين وهما عم بقرأوا مقالك".
ومما يثلج الصدر في هذا التنافس بين "الحريرية" و"الزعبية"، أنه لم ينتج أي عداوة بين العائلتين، بل على العكس، أدى إلى أن تتسابق العائلتان على تقديم أفضل الصفات والنماذج في العلم والشهامة والكرم والأخلاق والوطنية.. لذلك استفادت منه حوران، أكثر من أن تتضرر..أما مبرر هذه المقدمة، فهي أنني أنوي الكتابة مجددا عن نصر الحريري، ليس بوصفه يحمل هذه الكنية التي تمثل حوران، وإنما انطلاقا من موقعه الذي يعتبر ممثلا لكل سوريا..
وأود أن أنوه بأن آخر مقال كتبته عن نصر بعنوان "تلفون نصر الحريري" قبل نحو ثلاثة أشهر، نالني لوم كثير، من عائلة الحريري من جهة، ومن بعض أعضاء هيئة التفاوض من جهة ثانية، الذين شنوا هجوما كاسحا ضدي، وطالبوني بحذف المقال فورا، اتصلت على إثرها برئيس تحرير "زمان الوصل" أكثر من مرة، وكدت أن أقول له أن يحذف المقال، لولا أن التشبيح وصل إلى حد القول، بأنني قضيت على مستقبلي للعمل مع هيئة التفاوض، الذين كانوا ينوون، توجيه الدعوة لي إلى جنيف لحضور جلسات الدستورية، إلا أنه بعد هذا المقال، فلم يعد الأمر ممكنا.. لذلك قلت لرئيس التحرير، كون الأمر وصل إلى هذا الحد، فإنني أصر على بقاء المقال..بكل الأحوال، أظن بأن الكثيرين استمعوا للمؤتمر الصحفي لرئيس هيئة التفاوض "نصر الحريري" الذي وجه فيه الانتقاد لاجتماع الرياض3 لإعادة انتخاب المستقلين في هيئة المفاوضات، وكيف أنه ناشد المملكة بأن تتوقف عن عقد هذا الاجتماع، ثم قرأنا فيما بعد اعتراض الأعضاء المستقلين الذين تم استبدالهم، ومناشدتهم كذلك لوزير الخارجية السعودي، أن يبقيهم في مناصبهم.. وأعتقد أن هذا الحدث، وضعنا في الصورة الحقيقية للمعارضة السورية، في وضعها الراهن، القائم على الضعف والضعة "من الوضاعة"، وكيف أن دولة أخرى، هي من تدعو للاجتماع، وهي من تفرض شكل المعارضة التي تريد، دون علم أو حتى استشارة من ينصبون أنفسهم زعماء للمعارضة.. فهذا أكبر دليل على أن زعامتهم ليست نابعة من روح الثورة، وأنهم ليسوا ممثلين حقيقيين لهذا الشعب المشرد، وإنما هم أدوات بيد هذه الدول..خلال أزمة مقال "تلفون نصر الحريري"، قلت لأحد أعضاء هيئة التفاوض، الذي فاوضني كثيرا على حذف المقال، لو أن نصر الحريري، ممثلا حقيقيا ومنتخبا من جمهور الثورة، لما اضطررت الآن لمفاوضتي على هذا الأمر، بل كان الثوار أنفسهم هم من هجموا عليّ واقتلعوني من أرضي، لكن إقرأ التعليقات وردود الأفعال، وسوف تجد أن نصر لا يجرؤ على الظهور بين من يدعي تمثيلهم..فمن أوصلنا إلى هذا الأمر سواكم..؟ ألستم أنتم من بعتم جمهوركم مقابل الولاء للدول..؟ لذلك، وباختصار ، نحن أبناء الثورة، نربأ بأنفسنا عن هذه المناشدات المحتدة من أعضاء هيئة التفاوض، إلى المملكة العربية السعودية..فهذه الصورة لا تمثلنا ولا تمثل ثورتنا..ونطالب هؤلاء المناشدين، أن يتوقفوا عن الحديث باسم الثورة وباسم مأساة الشعب السوري، وذلك حتى لا تشيع الفاحشة بين غيرهم من ممثلي المعارضة الآخرين .. فضحتونا الله يفضحكم.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية