لا يختلف سوريان حول دور واشنطن الخبيث في مشاكل العالم، وخصوصاً في بلادهم التي أصبحت دولة فاشلة بامتياز بسبب التهاون الأمريكي مع نظام الأسد وحلفائه، واستغلالها للملف السوري في معاركها مع الروس والإيرانيين. كما أن لا سورياً عاقلاً ينكر دعم الأمريكي اللامحدود للإسرائيلي المحتل في فلسطين والجولان والتي وقع رئيسها ترامب صك ضم الأخيرة لإسرائيل كجزء من الحلم التوراتي الكبير، وكذلك الدعم اللامحدود لمشاريعها التوسعية على حساب الأرض العربية.
هذه المقدمة فقط كي لا يخرج علينا ممانع ومقاوم ويتهمنا بالخيانة وقبض المال مقابل الموقف، وهؤلاء قد أجادوا لعبة تدوير الاتهامات وفق الهوى الأسدي طوال عقود حكمهم لسوريا حي التهم المعلبة والجاهزة للنيل من أي أحد يحاول مجرد انتقاد رئيس بلدية نائية لم يسمع بها أحد.
بالأمس مستشارة الأسد السياسية بثينة شعبان تتحدث عن احتمال رفع دعوة من نظامها ضد الولايات المتحدة بتهمة سرقة النفط السوري على اعتبار أنه حق سوري يملكه الشعب صاحب الأرض أي جميع السوريين، وهذا عين العقل والحقيقة ولكن..وبالرجوع إلى الحقوق، وقبل أن نطالب بمحاكمة دولة عظمى كأمريكا هل تعترف مستشارة الأسد بسرقة النفط السوري على مدار خمسين سنة من حكم آل الأسد، وتحويله إلى حسابات بنكية باسم العائلة، وحرمان السوريين حتى من حقهم في معرفة ماذا يملكون من ثروات عندما كان محظوراً على الوزراء والإعلاميين مجرد الحديث عن وجود نفط سوري؟.
ألم يدفع السوريون ثمن السلاح من نفطهم الممنوع من أجل حماية حدودهم، والدفاع عن بلادهم، ومن ثم عاد إليهم رصاصاً في صدور أبنائهم عندما انتفضوا ضد حكم اللصوص، وبراميل تلقى على مدنهم لتحيلها خراباً، وصواريخ تطاردهم في الملاجئ والطرقات؟.
أليست حكومات الأسد نفسها والتي تتحدث مستشارته نيابة عنها اليوم هي التي أذاقت السوريين ويلات الجوع، وانتظارات الطوابير قبل الحرب من أجل الحصول على "كالون مازوت" لكي يرد عنهم برد الشتا ء بعد أن صار مستحيلاً عليهم الحصول عليه دون ذلٍ ومهانة؟.
أليس سلطة البعث هي من دفعت السوريين لحمل السلاح، ومن ثم قتلتهم في كل مكان، ونسبت إليهم كل أسباب الخراب على انهم مرتزقة وخونة، ولهذا اضطرت لاستقدام الحلفاء ومنحهم حقوق الاستثمار في الموانئ ومناجم الفوسفات، وانشاء قواعد عسكرية وحتى استثمار السوريين أنفسهم؟.
واليوم يذهب الأسد لقتل ما بقي من معارضيه الذين اتهمتهم بثينة شعبان من أول صيحة حرية بالطائفيين والعملاء، ومن ثم وصفهم سيدها بالجراثيم والخونة، وهاهم اليوم يفرون على وجوههم في الشمال السوري خشية القتل، وتطاردهم الطائرات الروسية على طرقات الهروب، ويبيتون في العراء دون دفء وسقف يحمي أجساد أبنائهم المرتعشة خوفاً وبرداً.
قبل أن نحاكم اللص الأمريكي على سرقة نفطنا القاتل يجب محاكمة القتلة الذين سرقوا النفط خمسين عاماً ثم قتلونا بثمنه، وعلى رأسهم المستشارة التي حرضت على قتلهم فقط لأنهم ليسوا من جنس ملائكتها.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية