أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الشبيحة يقتلون عشيقاتهم.. عبد الرزاق دياب*

أرشيف

ليس صادماً ما يحصل في مناطق انتشار السلاح في سوريا الآمنة المنسجمة، وما عادت هكذا أخبار اهتمام حتى صفحات التواصل البائسة التي باتت تقتصر على الشكوى من الدولار وغلاء (المتة) ومعسل الأركيلة وما إلى ذلك من يوميات السوريين الذين يحسدون من هاجر خارج حدود الدولة المنسجمة. حادثتا قتل خلال أسبوع واحد أعادتا إلى الواجهة حوارات ودعوات لنزع السلاح من ايدي الشبيحة الذين باتوا يستخدمونه لأغراض اخرى غير قتال (العصابات الارهابية)، وأصبح رفعه سهلاً في أي خلاف عابر، وفي قضايا الحب والعشق والنزاعات العائلية.

في القرداحة يقتل ضابط خطيبته من آل الأسد ومعها شقيقتها، ويصيب الأخ بجروح خطيرة والسبب كما تم ترويجه هو فسخ الخطبة من قبل العشيقة لأكثر من مرة فيما يتحدث آخرون عن مصالح سلطوية لدى الضابط قد تحطمت إذ كان يعوّل على تلك العلاقة في الحصول على رتية أو منصب هام في سلك الشرطة الذي ينتسب إليه، وفسح الخطبة حطم ذلك الطموح فجن جنونه وأردى العائلة بين قتيل وجريح.

الحادثة الثانية تلتها بأيام قليلة وحصلت في السويداء وفيها رمى العاشق الشبيح قنبلة على عائلة العشيقة فقتلها وقتل نفسه لأن الأب رفض قبول خطوبته على ابنته فكان الحل جاهزاً بالقضاء على العائلة وعلى نفسه، وأنا من يبررون الجريمة فيرون أسباباً أخرى غير فوضى السلاح مثل ضياع جيل الحرب وتعاطي المخدرات والحشيش.

في الجريميتن وإن اختلف السلاح فالمصدر واحد، والقاتل واحد، وأما عن الأسباب التي تودي إلى القتل كحل وحيد للخلافات الشخصية والعائلية فهي كل الذي سبق إضافة إلى استسهلال الدم لدى القاتل، وسنوات الاعداد الطويلة التي قضاها في مدرسة الدم الكبرى التي علمته ان لا معنى لحياة الآخرين، وأن القتل أسهل الحلول لتحقيق الأهداف، والتجارب مارسها هؤلاء التلاميذ في كل أنحاء سوريا المسكينة حيث مارسوا قتل السوريين دون هوادة. من يقتل طفلاً بالرصاص أو قذيفة مدفع أو قتبلة سيكون من السهل عليه قتل أي أحد، ومن يقطع عنق إمراة أو يردم عائلة بيرميل لن يجد رادعاً في قتل امراة عشقها، ومن كلفته الجهات المختصة بأن يذرع بلده طولاً وعرضاً فقط لكي يقتل سيستخدم سلاح القتل في أي مكان، وامام أي مشكلة تعترضه، ولا تلبي رغباته المريضة. حوادث أخرى سبقت هاتين الحادثتين قُتل فيها مراهقون برصاص اسلحة آبائهم حيث هنا يتم تارث الموت من جيل لآخر، والعصابات التي كانت تنهب باسم اللصوصية صارت تقتل وتنهب تحت راية الوطن ومحاربة الارهاب، وهذا بدوره ما تذرع به كثيرون لإبقاء السلاح بين ايديهم خشية من عودة المسلحين الارهابيين إلى الواجهة.

إنه استسهال الدم ممزوجاً بمحفزات شهوانية القتل كالمخدرات والحشيش وانعدام البصيرة حيث كل شيء مستباح باسم الوطن.

*من كتاب "زمان الوصل"
(183)    هل أعجبتك المقالة (214)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي