أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الثقافـــــة التلفزيونيـــــة .. الغائب غير المحزون على فراقه

مصادفة يطلون علينا...يبدو ظهورهم كأنما غلطة، لن تكررها الفضائيات..الكاميرا تركز غالبا على وجوههم..لاشيء لديها سوى كلماتهم..لكن هل هي مقنعة..هل تكفي؟

كثيرا ما نجد الكاميرا حائرة...هي تعرف تماما كيف تتعامل مع فتيات الفيديو كليب مع أجواء الفن والفنانين تعرف متطلبات حضورهم...تعنى بالسطح،لكن هنا هل تتمكن من التقاط نبضات وروح كلمات مبدعة تطلق...هل تدرك أن تلك الكلمات بإمكانها أن تفتح آفاق ذهنية جديدة لدى المرء..يمكنها أن تنقل وعيه من مستوى إلى آخر..يمكنها أن تنتشله من ظلمة ما،أن تحرضه على الفعل.. ولكن بمواجهة تلك الصور المتراكمة في ذاكرة جمهور الفضائيات،في مواجهة نمط من البث البرامجي،من التنميط والتعاطي الموحد... كيف يبدو حضور كاتب ما،أو شاعر أو أديب ...حضور أي مبدع لاشيء فيه يتمايل.‏

بضعة ملامح تحرك فضاءنا العربي وتصيغ مادته،تنشرها لتسيطر وتلغي ماعداها..لان الجمهور اعتادها وتفاعل معها،وباتت هي المسيطرة...أينما أدرت جهاز التحكم تمتلئ القنوات بتسخيف فني وفكري،والثقافة آخر همومها...فطالما رأس المال يكبر فلاشيء يهم..وبالطبع لايمكننا لومهم،لأنهم يعتبرون الفضائيات مجرد سوق لبيع السلع ...فبالنسبة لصناع الفضائيات..كل هذا في النهاية ما هو إلا وسيلة لجذب المزيد من الأرباح،ولا تعني لهم أي شان ثقافي أو فني أي شيء إلا بمقدار ما يحقق لهم كسبا..لنراها في مقابل هذا الكسب المشروع لهم..ترسخ رداءة ذهنية وإسفاف فني...‏

العلاقة بين الثقافة والفضائيات إشكالية في ملفنا..نحاول أن نرصد بعضا من ملامحها...أن نقترب من بعض همومها على الفضائيات..‏

سعاد زاهر
(125)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي