اشتكى مراجعو فرع المصرف التجاري رقم 15 في اليرموك من ارتفاع درجات الحرارة داخل المصرف وغياب التكييف، تظن الأمر مزحة في البداية، لأن أي شخص يسمع هذا الكلام يذهب باله إلى كلمة مصرف وهي دائمأ مقترنة بالمال، وبالتالي هم ليسوا بحاجة إلى عشرات الآلاف من الليرات لإصلاح مكيفاتهم أو حتى استبدالها، أمام شلالات المليارات التي يمتلكها المصرف، وكل من لا يصدق، فهو مدعو إلى حمام ساونا إجباري في ذاك الفرع وبمجرد جلوسه على مقاعد المراجعين لمدة دقيقتين فقط سيشعر حينها بحرارة الموقف، حتى إن إحدى المراجعات أصيبت بالإغماء من شدة الحر على ذمة أحد الحاضرين.
كأي شخص يعاني من ارتفاع درجة حرارة الجو والمكان الموجود فيه، توجهنا إلى أقرب موظفة وسألناها: ألا يوجد تكييف لأن الحرارة مرتفعة جداً؟ وبدا السؤال غبياً جداً أمام المنديل الذي بيدها لتزيل به العرق عن وجهها، ولكن أجابتنا بعد أن نظرت إلى جارتها التي تمسك بمروحة ورقية ( على ما يبدو أنها وسيلة جديدة في المصرف لقهر الظروف الجوية، قائلة: « هذه موضة في المصرف في كل صيف تتعطل المكيفات وكذلك في الشتاء».
«الشكوى لغير الله مذلة»
على ما يبدو أن المشكلة تسير وفق المثل القائل « جبناك ياعبد المعين لتعين طلع بدك مين يعينك» وانتقل الموضوع من شكوى المراجعين إلى شكوى الموظفين الذين بثوا همومهم وشجونهم، علها تجد أذناً صاغية وضميراً حياً، خاصة أن طلبهم غير تعجيزي، فهم لا يريدون سوى درجة حرارة معتدلة تساعدهم على أداء واجبهم بيسر وسهولة، فأحد الموظفين أشار إلى أن التكييف معطل منذ أكثر من شهرين وطلبنا من الإدارة، ولكن لا توجد استجابة ويوجد حوالي 50 موظفاً في الفرع ما عدا المراجعين المتوافدين على المصرف بشكل يومي.
وموظفة أخرى تقول: الوضع مأساوي وبعثنا أكثر من 100 كتاب من أجل التكييف ولكن « ما حدا يرد» والمراجع عندما يدخل إلى المصرف ويشعر بدرجة الحرارة المرتفعة، ويشاهد الوضع يقول « والله عيب» وتضيف الموظفة لا نريد شيئاً، فقط، إنصافنا.
«ضغط العمل بالإضافة إلى الحرارة المرتفعة جعلتنا نكره الزبائن، لأنه إذا لم تكن مرتاحاً، وتتم تهيئة كافة الظروف الملائمة، لا تستطيع التعامل مع شخص واحد فكيف بعشرات المراجعين الذين يتوافدون يومياً، بالإضافة إلى أن طبيعة العمل في المصارف والتعامل مع الأموال بشكل دائم يحتم وبشكل ملح تهيئة الظروف التي تساعد على التركيز تفادياً لأي خطأ» تبعاً لقول أحد الموظفين.
موظفة أخرى قدموا لوزارة المالية أكثر من طلب من أجل تبديل المكيفات أو إصلاحها على الأقل، غير أنها لم توافق ولا على أي واحد من تلك الطلبات، مؤكدة أنه حتى المراوح لم تصل ولا أحد يدري ماذا تنتظر الوزارة.
عكس التيار
المسألة تبدو واضحة، 50 موظفاً يقبعون في ظروف عمل غير مناسبة، بالإضافة إلى المراجعين والمتعاملين مع فرع المصرف التجاري رقم 15 في اليرموك، وهذه القضية تفتح الباب أمام أسئلة وإشارات استفهام كثيرة، وغاية في الأهمية، فكما هو معروف، فإن المصرف لم يعد لوحده في السوق لأن هناك العشرات من المصارف الخاصة التي تفتح ذراعيها لكافة المتعاملين، وبما أن نسب الفوائد متقاربة في معظم المصارف والبنوك، لذلك فإن السباق نحو المتعامل والزبون يكون عن طريق توفير وسائل الراحة كافة، ابتداء من التكييف وانتهاء بأشياء لا تخطر ببال أحد، لذلك أليس من الطبيعي أن يوفر المصرف التجاري السوري لكافة فروعه هذه الميزات للمضي في سباق التنافس نحو الزبون، وخاصة أنه قطع أشواطاً كبيرة وحقق أشياء كثيرة وجميلة، فلماذا يسيء لنفسه بأشياء صغيرة أو بصورة أدق يمكن تفاديها بسهولة، فهل تعجز إدارة المصرف التجاري السوري ومن ورائها وزارة المالية تأمين مكيفات للمصرف أو حتى إصلاحها كأضعف الإيمان، ليس من أجل الموظفين فقط بل من أجل المراجعين؛ فحسب المنطق الإعلامي والإعلاني، فإن الكلمة تجر كلمات والشخص يسحب شخصاً آخر معه، فعندما يذهب أي متعامل إلى أي مصرف ولا يجد وسائل الراحة، فلن يسكت وسيتكلم للآخرين وبالتالي السمعة السيئة لذاك المصرف وهذا ما لانرضاه لا نحن ولا إدارة المصرف التجاري السوري لأي فرع من فروعه.
«تبرعوا لشراء مكيفات» لفرع المصرف التجاري رقم 15 ؟؟؟؟
بلدنا
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية