أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لماذا أطاح وزير الإعلام برئيس تحرير العروبة الحمصية

زمان الوصل تعيد نشر" نحن الحماصنة متعصبون لحمصيتنا" الذي أقام الدنيا وأقعدها

كشف الصحفي أحمد تكروني أن إنهاء تكليفه من منصبه كرئيس تحرير لصحيفة العروبة الحمصية كان مفاجئا بالنسبة له، وأنه جاء بدون مقدمات، نافيا وجود أي خلفيات للإقالة، سوى مقال " نحن الحمصيون متعصبون لحمصيتنا" لكاتبه حسن الصفدي.

وكان حسن الصفدي قال في مقاله المنشور في صحيفة العروبة بتاريخ 14/7/2009: " نحن الحماصنة مستهدفون، لأننا حماصنة بالذات، فنحن أقلية بالنسبة للجمهورية، وأقلية أصغر بالنسبة لسوريا الطبيعية، على اعتبار أن لهجة سكانها واحدة، غير أننا نحن الحماصنة لنا لكنة خاصة بنا، ونتعاطى كلمات بعينها، وننطق الياء مفخمة على طريقتنا، ومن هنا غدونا نحن الطائفة الحمصية هدفا لكل متصيّد نطقاَ/ لكنة لم يعتد على سماعه".

لكن تكروني رفض تأويل المقال قائلا إنه لايحتمل مثل هذه التفسيرات على الإطلاق، والدليل أنه لم لم يثر أي إشكالية في حمص، حتى أن محافظ حمص وأمين فرع الحزب رفضوا تحميل المقال ما لايحتمل من تفسيرات، "إلا أنهم في وزارة الإعلام قرروا الإسراع بإنهاء تكليفي".

وقال تكروني في حديثه لـ ( زمان الوصل) قرأت المقال جيدا، ولم أجد فيه شيئا، كما قرأه أمين التحرير، لكنني رغم ذلك  شطبت كلمة "لطائفتنا" من العنوان ليصبح "نحن الحماصنة متعصبون لحمصيتنا"، بدلا من "نحن الحماصنة متعصبون لطائفتنا"، كي لاتفهم خطأ من قبل البعض ويفسروها على مزاجهم.

وأكمل تكروني: كما طلبت شطب بعض الكلمات في المقال، إلا أنني فوجئت بنشرة صباح اليوم التالي دون حذف تلك الكلمات، مع ذلك "لا اعتقد أن المقال يحتمل هذه التأويلات، والدليل أنه لم يتصل أي مواطن أو مسؤول من حمص للاستفسار عن محتوى المقال".

وكان وزير الإعلام محسن بلال وقع على قرار إقالة تكروني، بعد أن قرر خلف المفتاح مدير مؤسسة الوحدة للصحافة والنشر إنهاء تكليفه، بسبب موافقته على نشر المقال المذكور بحجة أنه يتناول قضايا طائفية.

وأوضح تكروني أن "شخص ما وهو شرطي متقاعد" يكتب في العروبة من حين لآخر، هو من حرك قضية المقال، عندما اتصل معي قائلا إنه كتب مقالا يريد نشره كرد على مقال الصفدي.

 

إلا أن تكروني رفض نشر مقال الشرطي المتقاعد، "لأنه رد طائفي من المستحيل نشره في العروبة" كما يقول، واصفا إياه بأنه: "شرطي متقاعد يريد أن يلزم الناس بالأدبيات".

بعد رفض تكروني نشر رد الشرطي المتقاعد، "تفاعلت المسألة بشكل غير مسبوق ، وتم تهويل الأمر، واجتمعت القيادات الحزبية والإعلامية لتدارس الأمر، إلى أن اتصل معي خلف المفتاح مدير مؤسسة الوحدة طالبا مني إرسال مقال حسن الصفدي والقدوم إلى دمشق للاجتماع معه".

وخلال اجتماع تكروني مع المفتاح، وجه له المفتاح العتب واللوم، قائلا: يجب الانتباه مرة أخرى، فأجابه تكروني أن المقال عادي جدا ولايتضمن شيئا.

وتابع تكروني: بعدها طلبني معاون وزير الإعلام، وعندما رأيته فوجئت أنه فسر المقال على مزاجه أيضا، فقلت له إن اللغة العربية واسعة جدا وتحتمل الكثير من التأويلات، حتى أن القرآن الكريم فسر على أكثر من وجه.

فرد معاون وزير الإعلام: "هل تدافع عن المقال أيضا، يؤسفني أن نخسر صديق مثلك"، هنا أدرك تكروني أن قرار إقالته منتهي كما يقول.

وأشار تكروني إلى أن خلف المفتاح زار حمص، واجتمع مع أمين فرع الحزب وأسرة جريدة العروبة، حيث "أجرى فحصا ومقابلات للصحفيين في الجريدة، طالبا منهم ترشيح أسماء بديلة لرئاسة تحرير العروبة".

وفي وقت سابق كان خلف المفتاح اتصل مع تكروني، داعيا إياه إلى دمشق لحضور اجتماع رؤساء تحرير الصحف المحلية، طالبا منه إحضار معلومات عن الكاتب حسن الصفدي، قائلا:" لقد سمعت أن الصفدي شيوعي..كيف يكتب مثل هذا الكلام".

لكن قرار إقالة تكروني كان قد صدر يوم الاحد الماضي قبل الاجتماع المقرر بيوم واحد.

وأوضح تكروني: ربما انزعجوا في وزارة الإعلام من الفاكس الذي أرسلته للوزير، وقلت فيه "إن المقال لم يثر أي إشكاليات، وإن اجتماع قيادة الحزب والإعلام من أجل هذا الشيء عيب"، مضيفا: طلبت منهم عدم التسرع والتحقق من الأمر، ثم "ماهذه القضية التي خربت البلد".

وتمنى تكروني لو أن الوزارة شكلت لجنة لدراسة الأمر، متسائلا "أين هي حرية الإعلام".

وأشار تكروني إلى أن العروبة كانت توزع  ألف عدد فقط عندما استلم رئاسة تحريرها عام 1993، إلا أنها اليوم توزع 14 ألف عدد، "وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط زاد توزيعها نحو 3 آلاف عدد".

   من جهة أخرى أعلن صحفيو حمص تضامنهم مع تكروني، معتبرين إقالته من أجل مقال رأي نقطة سوداء في تاريخ الإعلام السوري، وخطوة لاتبشر بمستقبل أفضل للإعلام، خاصة في ظل قرارات الحجب والمنع، التي تمارسها وزارة الإعلام  ومؤسساتها التي يتحكم بها صحفيون غير لايفقهون شيئا في الإعلام، حسب تعبيرهم.

(صحيفة زمان الوصل تعيد نشر مقال حسن الصفدي " نحن الحماصنة متعصبون لحمصيتنا"، الذي أطاح برئيس تحرير صحيفة العروبة الأستاذ أحمد تكروني).

نص المقال :

"نحن الحماصنة متعصّبون لحمصيتنا"
قيل وكيف يكون ذلك؟ والجواب أننا نحن الحماصنة مستهدفون، لأننا حماصنة بالذات، فنحن أقلية بالنسبة للجمهورية، وأقلية أصغر بالنسبة لسوريا الطبيعية، على اعتبار أن لهجة سكانها واحدة، غير اننا نحن الحماصنة لنا لكنة خاصة بنا، ونتعاطى كلمات بعينها، وننطق الياء مفخّمة على طريقتنا، ومن هنا غدونا نحن الطائفة الحمصيّة هدفا لكل متصيّد نطقاً/ لَكْنَة لم يعتد على سماعه.
من الطبيعي أننا عندما نكون نحن الحماصنة في عقر مدينتنا لا ينكشف تعصبنا، بل تلمسه عياناً عندما نكون أفراداً في مدينة أخرى، أو في أي مكان من بلدنا الجميل سوريا، عندها ترى كيف يكون البنيان المرصوص. وكيف لا! هل من المعقول ألاّ يتعصب أفراد الطائفة الحمصية بعضهم لبعض في إزاء الأغلبية السورية.
المشكلة، بل قل المأساة، إذا ما ابتليت الأغلبية بالتعصب. فهذا يودي بها إلى العدمية، على حد قول جماعة علم الاجتماع، وهو يُشابه الوقوع في الطّامة الكبرى!
ولأننا نحن الحماصنة - ودودون طيبو القلب - لا نريد لأغلبيتنا السورية التي تستهدفنا بمناسبة ومن دون مناسبة، السقوط في العدمية، لأننا نعلم علم اليقين أن الأزمة - الاقتصادية العالمية - لن تصيب الأغلبية وحدها، بل سيشمل الضنك الجميع، ما عدا تلك القلّة التي أحسنت تدبير رأسها*، لذلك ترانا نحسن التصرف والسلوك مع الجميع، ونتقبل ما يتندر به الناس علينا، بل ونضيف عليه؛ حتى بات الناس جميعاً يصفوننا - على الرغم من تعصبنا الواضح - باللطف والإيناس.
للتبيان مصطلح حماصنة يشمل أريافها من الجهات الثلاث، ماعدا الغرب لما بعد خربة التين. وهذه حكاية مستقلة. وعموماً الحماصنة يتغرّبون لكنهم لا يستغربون. ولذلك فهم يحافظون على تعصبهم لطائفتهم الحمصية، أما تراهم أسسوا النادي الحمصي في البرازيل، من يوم أن هاجروا غرباً، فكيف كانوا سينشئون ذلك النادي لولا تعصبهم الحميد الذي حفظ النادي واسمه عقوداً طوالاً.
وكما يعرف جميع السوريين، الحماصنة طائفة ليست تبشيرية، فهي لا تهتم للتبشير ولا لغيره من المشجعّات؛ وهي تكتفي بأنسها وقلبها المفتوح، حتى ترى الانتماء إليها بات يشمل كثيراً من الأسر السورية من شمالها حتى جنوبها ومن شواطئها حتى ضفاف الفرات، وقد نافست هذه الأسر - وأنا ابن إحداها - أهل حمص القدماء، في التحلي بسِمَتِهم الأساسية مضافاً إليها -بالضرورة - التعصب الحمصي.
أخيراً، لابد من القول من أننا مهما تعرضنا إلى تنكيت الآخرين علينا، فإننا أبداً لن: "نجهل فوق جهل الجاهلينا". لماذا؟؟ لأن طائفتنا الحمصية الطيبة تعمل بالقول الكريم: "وَإِذَا خَاطَبَهُم الجَاهِلُوْنَ قَالُوْا سَلَامَا".
*بالمناسبة القول دبر راسك! تعبير جزائري، فشا عندنا أيام الانتداب الفرنسي.
نحن الحماصنة كنا نقول: دبِّر حالك - دبَّر حاله. المهم التدبير سواء بالرأس أم بغيره.

حسن الصفدي : جريدة العروبة 14/7/2009

 

زمان الوصل ــ عمر عبد اللطيف
(147)    هل أعجبتك المقالة (136)

طلال الرجب

2009-08-07

ويتغنون بالحرية والراي والراي الآخر !!!! بتصور من العدل اقالة من اقال التكروني ..


فراتي

2009-08-12

المقابلة التي أجرتها قناة الجزيرة نع وزير الإعلام السوري فضحت الببغاوية والسطحية والكذب الذي يتصف به هذا الرجل ، كانت فضيحة بحق ، فضيحة لا زال الناس يتناولونها بتندر على موقع اليوتوب ، فلتتصور - يا رعاك الله - ان شخصا كهذا يدير الإعلام السوري ويصدر فرمانات فصل وتعيين كذلك ، هزلت حقا وبالت على نفسها كمان .


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي