أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مقترحات بجعل القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية

جولة لمعرض الكتاب في المدن السورية

نظمت الحملة الأهلية السورية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 معرض القدس الأول للكتاب في دمشق، بالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب والحملة الأهلية لتمكين اللغة العربية واتحاد الكتاب العرب، وبرعاية الحملة الأهلية المركزية لاحتفالية القدس.
شارك في المعرض الذي أقيم في عدة مراكز ثقافية بدمشق قبل أن يستقر في المركز الثقافي العربي بأبي رمانة، حوالي 50 دار نشر من سوريا وخارجها، بأكثر من 1000 عنوان يتحدث معظمها عن فلسطين والقدس.
محمد أبوعزة أمين سر المكتب التنفيذي للحملة الأهلية المركزية لاحتفالية القدس أشار في حديثه لـ «العرب» أن معرض الكتاب فعالية من الفعاليات التي لا يمكن أن تكون بقامة القدس العالية والسامقة، و «إن شاء الله سيتضمن المعرض القادم عناوين أكثر ودور نشر من مصر ولبنان وسوريا وفلسطين ودول أخرى».
أما ريع المعرض الذي يستمر حتى نهاية العام، فسيذهب مباشرة إلى مؤسسة القدس الدولية، «لأنه مشروع غير ربحي ندفع نفقاته، وأي ربح سوف يذهب إلى الجهات المعنية داخل القدس» حسب أبوعزة.
وحول النشاطات المستقبلية للحملة الأهلية يوضح أبو عزة أن هناك مهرجانا للشعر يقام الأسبوع القادم في مطعم بوابة دمشق، وناديا سينمائيا للسينما الفلسطينية ترافقه جلسات نقد سينمائي.
حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا أكد أن المعرض سينتقل بعد دمشق إلى محافظة درعا ثم إلى بقية المحافظات السورية، كما نتطلع إلى إقامة سلسلة من المعارض في كافة العواصم العربية احتفالا بالقدس.
وأشار جمعة إلى أن اتحاد الكتاب العرب شارك بحوالي 30 عنوانا تتناول القضية الفلسطينية، وهي تحت تصرف احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، لأن «المعرض يحمل قضية فكرية، ومن خلاله نستطيع زيادة الوعي بقضية القدس وفلسطين».
ويقترح أبوعزة إعلان القدس عاصمة للثقافة الأبدية، مشيرا إلى أنه سيتم طرح هذا الأمر على اجتماع وزراء الثقافة والإعلام العرب في اجتماعهم القادم، ليس ردا على دعوة الكيان الصهيوني بجعل القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، بل «لأن القدس عاصمة أبدية للثقافة والإنسانية». كما يقترح أبوعزة أن تتبنى الدوحة «العاصمة الثقافة العربية 2010» الاحتفالية بالقدس عاصمة الثقافة العربية جنبا إلى جنب مع احتفاليتها، «أظن أن المسؤولين لن يعارضوا تبني هذا الموضوع بحيث تتبنى كل عاصمة قادمة للثقافة العربية هذا المقترح وتقيم نشاطات احتفالا بالقدس، فمعركتنا طويلة ومستمرة، وهي بحاجة لجهود جميع المثقفين، واستنفار طاقاتهم في الشعر والقصة والرواية»، مؤكدا أن الحملة مستمرة حتى فبراير عام 2010.
وكانت الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، انبثقت في يوليو عام 2008 عن اجتماع أكثر من 500 شخصية وفعالية ثقافية في فندق الشام بدمشق، حيث انتخبت لجنة تحضيرية، أنتجت بدورها مكتبا تنفيذيا للحملة الأهلية مقره دمشق.
منصور إبراهيم عضو المكتب التنفيذي للحملة الأهلية لاحتفالية القدس أوضح في حديثه لــ (العرب) أن الحملة الأهلية لاحتفالية القدس تهدف إلى إعادة تسليط الضوء على ما يجري من حفريات وتهويد وإعادة الاعتبار لثقافة المقاومة، «حملتنا تفسح المجال أمام الجهات الشعبية والاتحادات والنقابات والأشخاص لأن يمارسوا الفعل الثقافي لمواجهة الاختراق الثقافي من هنا وهناك، بسبب الأوضاع السياسية التي ألقت بظلالها على الحالة الثقافية».
ويوضح محمد أبوعزة أن الحملة الأهلية تتميز عن الحملة النظامية التي تقودها وزارة الثقافة في حكومة فياض بأنها تركز على نقطتين: الأولى أننا نعني بالقدس تلك التي احتلت عام 1948 واستكمل احتلالها عام 1967، في حين تتحدث حكومة رام الله عن القدس الشرقية فقط، ثانيا القدس عاصمة فلسطين وعنوان فلسطين بحدودها الانتدابية من النهر إلى البحر.

  على مساحة 27 ألف كم ، وليس ما يقال حاليا من كلام زائف حول فلسطين التاريخية.
وتسعى الحملة الأهلية كما يقول أبوعزة إلى زيادة عدد المتضامنين إلى حوالي مليون شخص على المواقع الإلكترونية، وتفعيل حملات الأقطار داخل أقطارهم، وتوسيع دائرة التفاعل العربي والإسلامي والإنساني مع القدس، التي «تتعرض الآن لأشرس حملة من نهب وسلب وتهويد بهدف تغيير معالمها وملامحها».
ولا يود أبوعزة والقائمون على الحملة الأهلية لاحتفالية القدس أن يدخلوا في إشكاليات مع أحد، في إشارة إلى حكومة رام الله، «خاصة أن القدس لنا جميعا ونحن إحدى روافد دعم هذه الاحتفالية».
وتطرق أبوعزة إلى الاحتفالية التي أطلقها المسؤولون في غزة قائلا: لم تساعد ظروف العدوان الصهيوني على إطلاق حملة أهلية للاحتفال بالقدس، «فالعدوان الصهيوني أدخل غزة ومؤسساتها الثقافية في محرقة، ودمر المكتبات الجامعية والشخصية، إلا أنهم نظموا احتفالية خاصة على قدر استطاعتهم رغم الحصار والظروف الصعبة، نحييهم على ذلك».
وللحملة الأهلية لاحتفالية القدس فروع في 15 بلدا عربيا، تابعة للحملة المركزية في سوريا، فهناك مثلا الحملة الأهلية السورية لاحتفالية القدس برئاسة بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري، لكنها تابعة للحملة الأهلية المركزية، كما يوجد حملات أخرى في أوروبا.
ويعتبر المكتب التنفيذي للحملة الأهلية لاحتفالية القدس همزة الوصل بين كل الحملات الأهلية القطرية، حيث تقوم لجنة تنسيق الأقطار برئاسة حسن يوسف من لبنان، بالتنسيق بين هذه الحملات، وللحملة أيضا موقع إلكتروني ينشر كل نشاطات البلدان.
وتطرق منصور إبراهيم إلى أسباب تأسيس الحملة الأهلية لاحتفالية القدس قائلا: لماذا حملة أهلية، منذ أن تقرر في اجتماع وزراء الثقافة العرب أن تكون القدس عاصمة الثقافة العربية اقتصر الأمر فيها على الاحتفاليات الرسمية لوزارات الثقافة العربية، لذلك ولخصوصية القدس القابعة تحت الاحتلال، قررت مجموعة من مراكز الدراسات بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب وجهات أهلية أخرى أن يعلنوا عن حملة أهلية متمايزة عن الحملة الرسمية التي نظمتها وزارات الثقافة في البلدان العربية.
وأضاف إبراهيم هذه الحملة لا علاقة لها بالاحتفالية الرسمية التي أعلنتها رام الله، أو التي أعلنتها الحكومة المقالة في غزة، نتيجة الوضع المعروف في فلسطين، موضحا «لكننا في الوقت نفسه لسنا على خصومة مع أي من الطرفين، ورفعنا في الحملة الأهلية شعار القدس توحدنا».
يشار إلى أن شركاء الحملة الأهلية المركزية لاحتفالية القدس هم مؤسسة فلسطين للثقافة بدمشق، ومؤسسة القدس الدولية في عمان، ومركز الزيتونة للدراسات، وفضائية القدس، ومنتدى القدس الثقافي في عمان، واتحاد الكتاب العرب، واتحاد الناشرين العرب، واتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين.

العرب - عمر عبد اللطيف
(130)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي