سافر رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري الى فرنسا لقضاء عطلة بهدف "التفكير والتدبر بهدوء" بعد انسحاب حليف مقرب من التحالف المناهض لسوريا في خطوة يتوقع ان تؤخر تشكيل حكومة جديدة.
واعاد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط رسم الخريطة السياسية بتركه تحالف قوى 14 اذار الذي يقوده سعد الحريري المكلف بتشكيل حكومة جديدة وقوض فوز التحالف في الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو/حزيران.
وكان من المتوقع ان يختتم الحريري وهو رجل اعمال ملياردير تدعمه السعودية والولايات المتحدة هذا الاسبوع مشاورات تشكيل حكومة ائتلافية تضم تحالفه مع احزاب مؤيدة لسوريا ومن بينها حزب الله وحركة أمل.
ولكن مكتبه الصحفي قال ان الحريري سافر الى فرنسا ليل الاثنين لقضاء عطلة. وجاء في بيان أذيع بعد اجتماع اعضاء البرلمان من تيار المستقبل ان سفر الحريري "يهدف الى التفكير والتدبر بهدوء".
وأضاف البيان "سفر الرئيس المكلف سعد الحريري في اجازة خاصة يهدف الى أخذ مسافة فعلية عن حرارة الجدل الدائر حول التكوين السياسي لقوى 14 آذار وكذلك عن المشاورات بشأن تشكيل الحكومة."
وكان الحريري (39 عاما) قد توصل الى اتفاق هذا الاسبوع بشأن توزيع المناصب الوزارية حيث قسمها بين تحالفه وتحالف قوى "8 آذار" المنافس ومجموعة من الوزراء سيقوم بتعيينهم الرئيس اللبناني ميشال سليمان.
لكن جنبلاط قال ان الوزراء الثلاثة الذين سيخصصون لكتلته في مجلس الوزراء المؤلف من 30 عضوا لن ينحازوا لقوى 14 آذار او 8 آذار وهما الائتلافان اللذان يحدد التنافس بينهما شكل الحياة السياسية اللبنانية منذ اغتيال والد الحريري رئيس الوزراء رفيق الحريري في 2005.
وابلغ محطة "ام تي في" اللبنانية انه سيتحالف هو نفسه مع سليمان الذي انتخب رئيسا العام الماضي كمرشح اجمعت عليه الآراء.
وينظر الى هذا التغير في موقفه على انه مرتبط بانهاء حكومات غربية كثيرة عزلة سوريا والتقارب بين السعودية وسوريا اللتين يعتبر التنافس بينهما جوهر الاضطراب في لبنان منذ اغتيال الحريري.
ووجه اعلان جنبلاط ضربة قوية لتحالف 14 آذار الذي فاز باغلبية برلمانية في انتخابات تشريعية جرت قبل شهرين. ودون كتلته التي تضم 11 عضوا في مجلس النواب لم يعد لتحالف 14 آذار اغلبية مطلقة في مجلس النواب المؤلف من 128 عضوا.
وابلغ نبيه بري رئيس مجلس النواب وأحد أوثق حلفاء سوريا في لبنان صحيفة السفير انه يخشى من حدوث تأخير في تشكيل الحكومة.
وقال انه من الضروري جدا التعجيل بالاتصالات.
وتراجعت بورصة الاسهم في بيروت لليوم الثاني على التوالي بسبب التوقعات السياسية السلبية. وهبط مؤشر بلوم 2.8 في المئة بسبب تراجع سهم سوليدير. وهبطت اسهم سوليدير بأكثر من ستة في المئة.
وكان جنبلاط احد اكثر الشخصيات تشددا في تحالف 14 آذار الذي تشكل بعد اغتيال الحريري ببرنامج يركز على انهاء النفوذ السوري في لبنان.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية