أعرف أن العنوان أعلاه طويل، وهذا يجعل كل صحفي مهني يمط شفتيه !.
لكنني بصراحة لم أجد طريقة أخرى لأسمي ما أنا ذاهب لشرحه، وهو إجراء انتخابات لدى المهجرين و النازحين والمغتربين السوريين، بشكل مسبق لاختيار مرشح رئاسي عام 2021م .
لقد حملت هذا الاقتراح معي، إضافة لاقتراحات شبيهة، جعلت مني بطة سوداء في عديد “ورشات العمل”التي خصت الشأن السوري في بلدان مختلفة ، ولأنني – عقل جردي – فأنا ابن مصياف بالأصل ، سأحمل معي هذه الاقتراحات و الأوراق إلى جريدة "زمان الوصل" التي أعتز بأن أصبحت واحداً من أسرتها، فلقد أصبحت عماً أو خالاً، والأهم زميلاً و صديقاً، وأنا أعرفها و كنت أكتب فيها منذ زمن.
يتلخص اقتراحي في استغلال المدة الباقية على الاستحقاق الرئاسي السوري، في تحضير قوائم بأسماء السوريين ممن يحق لهم الترشح والانتخاب في ( الدياسبورا) دون النظر لتلك المحددات اللامنطقية، في قانون الانتخاب الحالي، وهي التي تنص على ضرورة حصول المرشح على 35 توقيعاً، من أعضاء مجلس الشعب "الميمون الحنون" في دمشق ، لكل مرشح يرغب بالترشح !.
و هو بند تعجيزي واضح خصوصاً و أن أعضاء المجلس الحاليين، لهم توقيع واحد، يشبه المسطرة.
إن تداعي السوريين لإجراء هكذا انتخابات، يتطلب أولاً العمل بمشروع البطاقة الإلكترونية، التي يجب أن يحصل عليها كل سوري فوق الثامنة عشرة، في أي مكان كان من هذا العالم الواسع، حيث يصدح فيه صوت المهاجر السوري، وهو الذي لا يجد بدائل مقنعة بشأن قضيته العادلة، وإن دعوته ليرشح و ينتخب، حتى و هو في بلد الهجرة، يعتبر أمراً ملموساً و محسوساً.
في الواقع لا يوجد في التاريخ البشري، ولا في أدب السياسة العالمي تجربة مشابهة، فلم لا نكون نحن السابقة الأولى وما المانع ؟!
إن قيام السوريين بالتحول لخلية نحل تستعد لممارسة الديموقراطية الانتخابية، بأرقى المعايير، وبشهادة العالم في كل مكان، وما يترافق مع هذه العملية، من حملات انتخابية، ومشاريع وطنية يطرحها المرشحون، سوف تقدم خدمة كبرى لسورية و السوريين.
فعدا عن توحيد الدياسبورا السورية حول شخص مرشح واحد، لخوض الانتخابات الأصلية أي في دمشق في عام 2021م، سوف تقدم هذه الانتخابات، ولأول مرة، المنابر الحقيقية لاختيار القيادات السورية، التي تحوز فعلاً على ثقة الجزء المهاجر من السوريين و هو يربو على العشرة ملايين إنسان منهم بمنطق الهرم العمري الانتخابي السوري من 30 إلى 40% يحق لهم التصويت.
كما أن هذه العملية سوف تحرج السلطة، حرجاً كبيراً، حيث أنها غير مستعدة مطلقاً لمثل هذا السيناريو، خصوصاً وأن الشخصية السورية الفائزة برضى الناس، سيكون عليها إجماع وطني، و سوف تخرج المعارضة من صفة الانقسام الدائمة، و تعطي الشرعية للقيادات الوطنية الجديدة المنتخبة لأول مرة.
لقد حملت كما قلت هذا الإقتراح إلى عدة ورشات عمل سياسية، و قد لاقت استحساناً و نقداً هنا و هناك و هذه طبيعة الأشياء، و كان النقد الرئيسي: كل هذا لا يهم النظام !! و كأن اليأس هو نافلة السوريين على الدوام، لأنهم لا يريدون أن يعرفوا، كم أخطأت المعارضات و كم قدمت من خدمات مجانية لسلطة الاستبداد.
تعالوا للناقش الفكرة أولاً فرب رأي، يصحح بعض ما فيها من نقص و هذا هو المطلوب، فالعاقل من شارك الناس عقولها.
ملاحظة : "الدياسبورا" هو تعبير دخل على قاموس علم الاجتماع السياسي و هو يعني الجاليات المنتشرة في كل أنحاء العالم أي اللاجئون و المهاجرون و المغتربون.
*أستاذ جامعي سوري
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية