أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عشيق بشرى الأسد يخاطب بشار.. عليك تقبل إرادة السوريين والإقرار بحكومة انتقالية طوعا أو إلزاما

قال: تفكك الاتحاد السوفيتي أعاق حافظ الأسد عن إيصال سوريا إلى بر "الديمقراطية"!

رسالة مطولة تنوف عن 3 آلاف كلمة، تلك التي كتبها "رامي إبراهيم الشاعر" ونشرها في شكل مقالة تتناول آخر المستجدات في الوضع السوري، من وجهة نظر "سياسي" روسي منخرط في الملف السوري، ويعمل منسقا له، ومن وجهة نظر شخص خبر بيت الأسد عن قرب وعاشرهم عندما كان عشيقا لبشرى أخت بشار الأسد الوحيدة.

وتحت عنوان ذي مغزى "سوريا حبلى بالبدائل وليست عاقرا بالتوريث"، كتب "الشاعر" محاولا شرح تصوره للوضع السوري الراهن ومآلاته، متلاعبا بالعبارات كعادته من أجل أن يقنع القارئ بتوازن مزيف، سرعان ما تفضحه المصطلحات التي يستخدمها، ومن ذلك إصراره على استخدام مصطلح "المعارضة المتشددة" في وصف المعارضة السورية، بما فيها تلك التي تحاور النظام حاليا في جنيف، مقابل وصف بشار بـ"الرئيس"

وقبل أن نلخص أهم ما طرحه "الشاعر"، لابد أن نذكر بسيرة هذا الرجل وخفاياه التي انفردت "زمان الوصل" بكشفها ونشرها، وعرفت السوريين لأول مرة بشخصية من طراز متناقض والغة في الفساد والمؤامرات، فضلا عن العلاقات التي كانت باكورتها علاقة عشق جمعته ببشرى الأسد أيام مراهقتها، كاد "الشاعر" أن يفقد حياته بسببها، ونفي هو وعائلته من سوريا على خلفيتها (للاستزادة راجعوا الجزء الأول والثاني:



*روسيا الإطفائية
نعود إلى المقال المطول الذي كتبه "الشاعر" حول سوريا مؤخرا، والذي حمله الرجل الناطق بلسان موسكو، ولية نعمته، كما هائلا من المغالطات، بدأها من الزعم بأن تدخل روسيا في الملف السوري إنما كان بمثابة هبة وفزعة لـ"إعانة سوريا في اللحظة العصيبة"، وكان بـ"غرض إطفاء الحرائق" في سوريا.

ورغم إقراره بأنه ليس في سوريا "ما يبعث على  البهجة أو يستثير الفرح"، منوها بغرق البلاد في الدمار، وإقراره كذلك بـ"تأفف الناس من الأوضاع الاقتصادية" قبل الثورة، فإن "الشاعر" ألقي باللوم على من سماها تارة المعارضة الراديكالية وأخرى المتشددة، فهي التي استجلبت تنظيم "الدولة" المتطرف، ورتبت على سوريا خسائر تناهز نصف تريلون دولار.

وتابع: "لو أن الحرب طالت لثلاث سنوات أخرى لارتفعت الخسائر إلى 700 مليار، أي أن المعارضة المتشددة لو قدّر لها أن تستلم السلطة بمساعدة الغرب عام 2022 في سوريا، لكانت ستدير شعباً فقيراً معدماً مشارفاً على الموت".

وبعد دخوله في وصلة من "الفنتازيا" التعبرية التي تتخيل سيطرة تنظيم "الدولة" على سوريا ثم بقية العالم العربي، وعلى كل ما لدى جيوشه من أسلحة وشعوبه من ثروات، خلص "الشاعر" إلى أن جيش النظام وبمؤازرة الروس والإيرانيين "قد دفعوا عن جيران سوريا خطرا محدقا".

 وعلى وقع تسخيفه للديمقراطية باعتبارها وصفة غربية ومزيفة، نصّب "الشاعر" نفسه ناطقا باسم السوريين زاعما أنهم يرفضون هذا النوع من الديمقراطية، ومنوها بأن سوريا "بحاجة ملحة لديمقراطيتها الخاصة".

ووصل "الشاعر" إلى مربط خيله (وهو بالمناسبة خيّال وصاحب اسطبلات)، عندما عرج على المعوقات والتحديات التي وقفت في وجه خطط "الرئيس الراحل حافظ الأسد" الذي "عمل الكثير من أجل أن تعيش سوريا في أمان وتسلك سبيل التقدم والتطور، وكذلك من أجل الحفاظ على استقلالها وأمنها"، معتبرا –وللمفارقة المضحكة- أن سقوط الاتحاد السوفيتي (بكل قمعيته ووحشيته) شكل عائقا أمام طموح حافظ الأسد لإيصال سوريا إلى "مستوى متقدم في الديمقراطية".

ومع كل ذلك لم يملك "الشاعر" إلا الاعتراف بالدور الخطير الذي لعبه آل الأسد في إشعال حريق سوريا، فقال إن من "تحكموا بإدارة سوريا على مدار نصف قرن هم مجموعة أشخاص استندت إلى قاعدة اجتماعية ضيقة، وزد على ذلك أن تلك المجموعة تقف على رأسها سلالة، فالرئيس بشار الأسد أصبح وريث والده في الحكم".

وتابع: "السلالة ممكن أن تكون مفيدة في مهن معينة، كالموسيقى أو الدبلوماسية (الشاعر نفسه ورث منصبا دبلوماسيا عن أبيه!) وما شابه، لكن مسألة توريث بشار الأسد أعطت المعارضة الحجة للحديث عن "عدم قانونية تبادل السلطة" في الدولة، يضاف إلى ذلك أن الروابط العشائرية والطائفية كانت طافية على السطح في تركيب أجهزة الدولة، وثمة شواهد عديدة على المحاباة واستئثار الأقارب بمواقع السلطة".

*اليوم اليوم وليس غدا
لكن "الشاعر" سرعان ما عاد إلى أسلوبه المعتاد في بث المغالطات كحقائق، محاولا المساواة بين المجرم والضحية، مستعينا بحكم قطعي يقول فيه إن "مسؤولية تشريع الأبواب للحرب الأهلية، يتقاسمها القادة المتشددون في المعارضة، كما السلطات الرسمية"، ثم واصل حديثه ملمحا إلى بشار دون أن يسميه، قائلا إن السياسي الذي لا يسعى وراء خدمة شعبه بل يهتم فقط بنجاحه الشخصي ورفاهه، ما هو إلا "عالة على شعبه، بل وقد يجلب المآسي له".

ومع ذلك، دعا "الشاعر" إلى تناسي كل ما مضى على كل ما فيه من مآس وجرائم وآلام، فـ"كل ما يمت بصلة إلى الماضي ينبغي شطبه من جدول الأعمال خدمة للمستقبل المنشود بناؤه"، ومن أجل أن يكون ذلك ممكنا فلا بد من التمسك بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 "الذي كانت روسيا أحد واضعيه"، فمن دون هذه القرار يصعب الحصول على تأييد القوى الكبرى للتسوية السياسية المرتقبة، والأهم أن الحصول على أموال إعادة الإعمار يصبح مستحيلا، حسب رؤية "الشاعر".

وفي هذا الصدد، دعا "الشاعر" وبوصفه أحد الناطقين باسم موسكو.. دعا النظام لـ"تقديم كافة أوجه الدعم والتسهيلات لعمل اللجنة الدستورية في صياغة مشروع دستور جديد يحوز على رضا كافة الأطراف المعنية".
كما دعا النظام أيضا "للوفاء بكافة تعهداته، والالتزام بتطبيق قانون العفو العام والتخلي عن الملاحقات إزاء أولئك الذين وجدوا أنفسهم في صفوف المعارضة".

ورغم مجاهدته في إخفاء الهدف الحقيقي لمقاله، وهو التسويق لـ"البزنس"، فإن "الشاعر" شريك مافيات روسيا وفي مقدمتها مافيا "قدري جميل" وإخوانه، طالب صراحة بـ"وضع وضع خطة عقلانية ومدروسة ومعللة علميا لإعادة إعمار الحواضر التي أصابها الدمار بما فيها، بالطبع، تأهيل البنى التحتية".

ورأى "الشاعر" أن خير من يقوم بمهمة الإعمار الضخمة هم "الأخصائيون الكبار"، في كل من "تركيا وروسيا وصربيا".. نعم حتى "صربيا" هذا البلد الصغير، والتي يبدو أن ذكرها على لسان "الشاعر" ليس عبثا بل إن وراءه على الأغلب شراكات وشركات لهذا الرجل وأعوانه في روسيا!

ويبدو "الشاعر" في غاية الحماسة والعجلة من أمره، إذ يدعو للمباشرة بإعادة إعمار سوريا "اليوم قبل الغد"، حرضا على تأمين المساكن اللائقة لمعظم الشعب السوري، موضحا أن السوريين الذين يسكنون في ظروف عيش ممتازة، بل فاخرة، يشكلون حوالي 4.5 بالمئة من مجموع السكان، بينما يقطن 17% في مساكن معقولة، أما الباقون (أي نحو 80%) فيقطنون مساكن تكاد لا تستجيب لمتطلبات الحياة الكريمة.

*المستشارون
وبعد التعريج على متاهات ومراوغات كلامية طويلة، يحاول "الشاعر"تبرئة بشار الأسد من "أخطائه"، مدعيا أنها كانت نتيجة اعتماد بشار الزائد على مستشاريه، و"إسرافه في الثقة إزاء المحيطين والمقربين".

ولا يكتفي "الشاعر" بهذا القدر، بل يحاول إلقاء اللوم على العوامل المحيطة بسوريا، ويذهب إلى القول بأن الأمور كلها لم تكن بيد بشار، بل كان هناك "أنصار السياسة القاسية الاستبدادية" الذين لم يسترشدوا بمصلحة البلد بقدر ما استرشدوا بمصالحهم الخاصة وبمنفعة الحلقة الضيقة المكونة من تلك المجموعة السياسية والمذهبية".

ويحذر "الشاعر" من أن محاولة إعادة قواعد الحزب البعث وفرضه على السوريين كحزب قائد وواجب الطاعة، سيوجد جدارا عازلا بين "الفئة العليا وعامة الشعب"، وقد يؤيد إلى "اتساع عدم الرضا واحتدام التوتر الداخلي"، وصولا إلى "احتجاجات جديدة".

وينتهي "الشاعر" إلى الحديث عن خطر تدهور الليرة السورية المستمر، معتبرا أن ذلك يجب أن يكون محفزا للوفود التي تدرس الدستور من أجل الاتفاق سريعا لتجنيب البلاد مزيدا من الويلات، قبل أن يختم: "على الرئيس السوري أن يوفر الظروف لتبني الدستور الجديد، ويؤكد استعداده لتقبل إرادة السوريين في الانتخابات المرتقبة، كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي ذو الصلة. وإذا استدعى الأمر سيكون ملزما بالاعتراف بصوابية المرحلة الانتقالية في سوريا، بل وبحكومة انتقالية. إن  صناديق الاقتراع، هي التي ستقرر بنهاية المطاف، وبغض النظر عن نتائجها، فهذا ليس سبباً كافياً لاعتزال السياسة، إذ بمقدوره أن يثبت في مناسبات أخرى قدراته كسياسي وقائد، خاصة وأن عمره يسمح له بذلك".

زمان الوصل
(358)    هل أعجبتك المقالة (377)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي