لليوم الثاني على التوالي، وقبل يومها الأخير، تتوالى التصريحات الإعلامية المتضادة بين وفدي الدستورية، وهو ما سيسرع بموتها سريريا، إن لم يتحرك الرعاة الدوليون، لإنقاذها بجرعة ضغط تديم عملها، بحسب مراقبين.
وفيما لاذت الأمم المتحدة بالصمت، ولم يصدر عن المبعوث الأممي "غير بيدرسون"، أي تصريح، قبيل يوم واحد من ختام الجولة الحالية.
فقد شن رئيس اللجنة الدستورية للمعارضة "هادي البحرة" هجوما لاذعا متجاوزا ما عرف بإجراءات السلوك والتي سبقه لخرقها رئيس وفد الأسد عدة مرات.
وقال "البحرة" خلال مؤتمره الصحفي والذي جاء بعد مؤتمر لـ"الكزبري":"ليتوقف نظام البراميل عن المزاودات الوطنية، وهو يدفعني لأسميه بالوفد الإيراني لأنه يعمل وفق قرارات مشغله الإيراني، ويقوم بإعاقة العملية بشكل كامل، ولا يسعى فعليا لإنجاح الدستور".
وأضاف "البحرة" :"إن الوفد الآخر، رفض خمسة مقترحات تقدمنا بها من أجل التوافق على جدول أعمال اللجنة الدستورية، وتم رفضها، ما أفشل انعقاد الجلسات خلال الجولة الثانية التي انطلقت قبل أربعة أيام وتنتهي غدا الجمعة".
واستعرض "البحرة" أمام كاميرات الصحفيين ما قال إنها مقترحات الوفد الآخر، وهي عبارة عن سطور سلمت لـ"بيدرسون" في اليوم الأول للاجتماع وهو ما يخالف القواعد الإجرائية، وتحمل الورقة جمل إنشائية حول ما أسماه وفد الأسد بـ"المرتكزات الوطنية"، والتي تطالب بوقف العقوبات الاقتصادية، واعتبار كل من حمل السلاح إرهابيا وإدانة التدخل التركي في سوريا.
وقال البحرة" إن "الرئيس المشترك للجنة الدستورية (عن النظام) أحمد الكزبري، أراد فرض مقترحه المسمى"الركائز الوطنية"، وهو أول جدول أعمال اقترحه في أول يوم من الاجتماعات وليس عرضا ومقترحا جديدا، وهو يخالف نص ونطاق عمل الحدود الموكلة للجنة الدستورية".
مضيفا :"إن الاقتراح الثاني، تمثل بدخول كل الوفود لقاعة الاجتماعات، ويبدأ كل وفد بمناقشة ما يراه مناسبا، وكأننا جئنا لمنتدى ثقافي لنجري حوارا ثقافيا بينما الدماء تسفك".
موضحا: "إن المعارضة هنا لأداء مهمة وطنية، لفك الحصار عن الشعب، وكل ما يتعرض له من مآسٍ، وإنهاء النزاعات المسلحة، وإيقاف الظلم، وتحقيق انتقال سياسي وجوهري يودي لسوريا لتحقيق السلام".
وفي جوابه على سؤال لـ"زمان الوصل" فإن كانت الدستورية قد وصلت لطريق مسدود، وهل ستواصل عملها في يومها الأخير الجمعة.
قال "البحرة": "قرار تشكيل اللجنة بقرار دولي، والجميع بات بصورة التعطيل الحاصل، وهذا يوجب عليهم إلزام الطرف المعطل، ونحمل المجتمع الدولي والدول التي دعمت تشكيل اللجنة الدستورية، لتقوم بتحمل المسؤولية والدفع الجاد نحو أداء إيجابي، لكل الفرقاء في أعمال اللجنة الدستورية".
مؤكدا: "سنبذل الجهد حتى آخر ساعة من الغد الجمعة، لتنطلق أعمال اللجنة، لكن وفق القواعد الإجرائية التي وافق عليها الجميع، وأن تنطلق وفق الحدود التي فوضت لها، وهي صياغة مسودة دستور للبلاد".
وأمل "البحرة": أن "يضحي الطرف الآخر، ويعود للالتزام بالقواعد الإجرائية والقواعد السلوكية، والقبول بالتعاطي الإيجابي مع مقترحاتنا التي تأتي في سياق وتفويض العملية الدستورية".
وكان رئيس وفد الأسد "أحمد الكزبري" كرر ما قاله أمس حول اتهامات بالتبعية لتركيا، للوفد المعارض مطلقا تسميته بـ"الوفد التركي"، وهو ما أثار استياء وسخرية من مشاركين في الدستورية معلنين أنهم يمثلون منصة موسكو والقاهرة مطالبين بوجوب التفريق والتوضيح.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية