وصل عدد من أعضاء حزب "البديل" الألماني المعروف بمعاداته للاجئين والأجانب وموالاته لروسيا ونظام الأسد إلى العاصمة السورية دمشق، التقى خلالها عددا من مسؤولي النظام.
الهدف المعلن من الزيارة بحسب "البديل" الذي طالما يردد أعضاؤه أن سوريا بلد آمن ومستقر ويتوجب على اللاجئين السوريين في ألمانيا العودة إلى بلادهم والمشاركة في إعادة إعمارها لأن الحرب كما يرون انتهت ولا داعي لبقاء اللاجئين في ألمانيا وقتا أطول.
بينما يرى عضو برلمان مقاطعة "مكلنبورغ فوربومرن" عن الحزب الاشتراكي الألماني ومفوض شؤون الهجرة والاندماج فيها الدكتور "إبراهيم النجار" يرى أن زيارة أعضاء "البديل" إلى سوريا تأتي في إطار "البروبغندا" الدعائية للحزب الذي يحاول استمالة أكبر عدد من الألمان إلى المواقف التي يتبناها في معاداته للأجانب واللاجئين وحشد المزيد من التأييد الشعبي له قبيل الانتخابات البرلمانية القادمة.
وأكد "النجار" خلال حديثه أن لا علاقة للحكومة الألمانية والأحزاب الأخرى بالزيارة، وتمت بشكل منفرد من حزب "البديل"، لذلك لن يكون لتلك الزيارة ولا ما يصدر عن حزب "البديل" من تقرير عنها أي أثر على قرارات الحكومة الألمانية وأوضاع اللاجئين السوريين ولا على التقييم الأمني الذي يحدد ما إذا كانت سوريا بلدا آمنا لعودة السوريين إليها.
وأضاف "النجار" أن زيارات أعضاء من "البديل" ومقابلتهم لمسؤولين من النظام السوري، أثارت موجة من الانتقادات له من قبل الأحزاب الألمانية الأخرى كالحزب الاشتراكي والديمواقراطي المسيحي والبافاري الاجتماعي المسيحي وهي الأحزاب التي يتشكل منها الائتلاف الحاكم، والتي تعتبر أن رأس النظام هو ديكتاتور ومجرم حرب وترفض التعامل معه، كما ترفض في الوقت نفسه التحالف أو الائتلاف مع حزب "البديل" الذي بات يشكل خطرا حتى على الألمان أنفسهم والمجتمع الألماني، وخصوصا بعد الحادثة التي حصلت، والتي استهدف بها يمينيون متطرفون ألمان كنيس يهودي في مدينة "هالة Halle" في مقاطعة "زاكسن أنهالت"، كما يتحمل حزب "البديل" ما حصل من حوادث واعتداءات على اللاجئين ومراكز إيوائهم ومساجدهم وما قد يحدث مستقبلا من انتهاجه سياسة التحريض على المسلمين والأجانب واللاجئين.
وفي حديثه لنا بدد "النجار" مخاوف اللاجئين السوريين من التقييم الأمني المتوقع لسوريا، مؤكدا أنه من المستحيل في ظل الوضع الراهن والمعقد مع استمرار النظام بحربه الدموية على السوريين في سوريا إعادة اللاجئين إلى بلادهم، وإن حصل ذلك فلن يكون قبل عام 2022 وللاجئين الذين ارتكبوا جرائم جنائية الوصف، مضيفا أن ألمانيا اليوم تعمل على استقبال مهاجرين وعمالة متخصصة كونها ماتزال بحاجة للمزيد من الأيدي العاملة.
وفي آخر إحصائية كشف مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا أن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء بلغ حتى نهاية عام 2018 نحو 1.8 مليون شخص، منهم 1.3 مليون حاصلون على حق الإقامة، غالبيتهم سوريون وعراقيون وأفغان.
عروة السوسي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية