أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ريف إدلب..الطفلة "فاطمة" نجت من قذيفة وسقطت في وعاء زيت مغلي شوّه جسدها

بسمة رغم الألم والقهر - زمان الوصل

أصيبت الطفلة فاطمة بحروق بليغة نتيجة انسكاب وعاء زيت مغلي على وجهها وجميع أنحاء جسدها قبل خمس سنوات عندما كانت تحاول الهروب من صوت انفجار دوّى بالقرب من منزلها بمدينة "سراقب".

ورغم مرور هذه السنوات لازالت الطفلة ذات الـ11 عاماً تعاني من آلام شديدة وتشوهاً في وجهها ويديها ولم تخضع لأي يضع حداً لمعاناتها.

وولدت "فاطمة" في مدينة "سراقب" بريف إدلب عام 2008 ضمن عائلة مكونة من أب مقعد و12 شقيقاً 7 ذكور و5 إناث، وبسبب القصف الذي يستهدف "سراقب" بشكل يومي اضطرت للنزوح مع عائلتها عدة مرات في قروي وبلدات إدلب لتعيش في المخيمات أحياناً، وفي العراء أحياناً أخرى -كما يقول الناشط "محمد اسماعيل"- لــ"زمان الوصل" مضيفاً أن والد الطفلة آثر العودة إلى "سراقب" تحت القصف على أن لا يبقى في العراء.

وتعتبر حالة الطفلة "فاطمة" إحدى عشرات الحالات الإنسانية التي يتابعها "اسماعيل" ويساعدها في تأمين العلاج.

ولفت الناشط الشاب إلى أن عائلة "فاطمة" لا تملك ثمن تكاليف إجراء عمليات التجميل والسيلكون والبالون لذلك بقيت على ماهي عليه وقت الإصابة دون أي تدخل علاجي أو تجميلي، مضيفاً أنه حاول خلال الشهور الماضية البحث عن وسيلة لتأمين العمليات اللازمة للطفلة ولكنه اصطدم بتقاعس المنظمات والجمعيات الخيرية ولا مبالاتها حيال حالتها التي تبكي الحجر -حسب تعبيره-.

وكانت "فاطمة" في مطبخ منزلها عندما سقطت قذيفة أطلقتها طائرة تابعة للنظام بالقرب من المنزل، وركضت خائفة ولهول الصدمة سقطت على وعاء زيت مغلي كان يُستخدم لإعداد العشاء.

وروى المصدر أن الطفلة أسعفت في البداية الى مشفى "باب الهوى" الذي قام بتحويلها إلى تركيا نظراً لإصابتها البالغة، وهي حروق من الدرجة الثالثة ولم يقدم لها الأطباء أي علاج، بل أعطيت قناعاً للوجه وأخبروها بأن علاجها قد انتهى وأن باقي مراحل العلاج مأجورة.
وبحسب تصريح للدكتور "يوسف شيخوني" المشرف على حالة الطفلة المصابة فهي بحاجة إلى إجراء عمليات تجميل لليد والعينين والأذن، كما تحتاج إلى إجراء عمليات تركيب قناع سيلكون وزرع شعر صناعي، إذ لا يمكن إجراء عملية بالون للشعر لأن الإصابة بالغة.

وكشف "اسماعيل" أن الطفلة وبسبب شكلها الخارجي والتشوهات التي أُصيبت بها باتت تفضل الانعزال والوحدة رافضة الذهاب إلى المدرسة التي انقطعت عنها منذ الصف الثاني خوفاً من مظهرها الخارجي، ولكي لا يخاف منها الأطفال.

وأردف أن أي شخص لو تعرض لحرق بسيط نتيجة ملامسة المدفئة دون انتباه يبقى عدة أيام يعاني من آلام تلك اللدغة البسيطة فكيف بمن تشوّه وجهه وجسده بالكامل.

وفي حين يقدّر عدد الأطفال المصابين بحروق في سوريا بالآلاف، لا تتوفّر إحصائية سورية ولا عالمية في هذا الإطار، كما لا تتوفّر مستشفيات متخصصة في الداخل السوري الذي يقع خارج سيطرة النظام السوري تقدم العلاج لهذه الحالات سوى مشفى "أطمة" على الحدود السورية التركية، والذي يقدّم العلاج والإسعافات الأولية في حال كانت هذه الحروق دون 20 %، وفي الحالات الأخرى يُحوَّل المصابون إلى مستشفيات تركية متخصصة بحالات كهذه في كل من "أضنة" و"أنقرة" و"أزمير".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(378)    هل أعجبتك المقالة (365)

ا ش

2019-11-23

لهذا الشعب المظلوم الله فمن كان الله معه لايخشى شيء.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي