أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قائد في ميليشيا "الدفاع الوطني" يتوج جرائمه بالفرار خارج سوريا

بركات وفي الكادر محيي الدين الإمام أحد رجاله - زمان الوصل

اعتقلت مخابرات الأسد عددا من عناصر ميليشيا "الدفاع الوطني" التي يتزعمها "آيات بركات" في "جبلة" بعد فرار الأخير، حسب معلومات متقاطعة، إلى "رومانيا".

وسبق لـ"زمان الوصل" أن تناولت "بركات" ضمن سلسلة "تعرف إليهم" في أحد تقاريرها الخاصة بقادة ميليشيات المرتزقة التي ارتكبت مختلف أنواع الجرائم بحق السوريين.

يأتي ذلك في إطار حملة أمنية شنها نظام الأسد في الساحل وخصوصا مدينتي اللاذقية وجبلة، بهدف إنهاء وجود عدد من الميليشيات العسكرية التي سبق له وشكلها لتكون رافدا لجيشه ويدا أمنية ضاربة له في مدن الساحل ومصدر رعب، كميليشيا "الحارث" التي يتزعمها "بشار طلال الأسد".

مصادر مطلعة أكدت أن اعتقال النظام لهؤلاء كشف أسرارا لطالما بقيت مخفية عن سكان مدينة "جبلة" ولا يعرفها إلا ذوي ضحايا تلك الميليشيات التي "عاثت فسادا في المدينة"

وكشفت التحقيقات في فرع الأمن السياسي مع كل من "رامي سعد" وسموءل منى" وكلاهما يعد بمثابة اليد اليمنى لـ"بركات" الفار وبيت أسراره، كشفت عن عشرات جرائم الخطف بدافع الفدية وقتل بعض المخطوفين بعد ابتزاز ذويهم وتعذيبهم، كما أماطت اللثام عن الاستيلاء تحت التهديد بالاعتقال وتلفيق التهم على عشرات العقارات من أراضي ومنازل ومحال تجارية، ومبالغ مالية ضخمة من كبار التجار والصاغة في المدينة دفعت لـ"بركات" خوفا من بطشه وتهديده لهم بالخطف والقتل.

ومن الاعترافات التي أدلى بها كل من "سعد" و"منى" اختطاف المدعو "محمد داوود" وهو من أهالي مدينة "جبلة" وقتله بالرغم من استلام "بركات" مبلغ خمسة ملايين ليرة من شقيقه، واختطاف المدعو "فراس خالد مرعب" وهو صاحب سوبر ماركت في جبلة وقتله، إضافة إلى اختطاف "مصطفى صبحي استانبولي"، و"حسن الأحمد" وهو تاجر من مدينة جبلة.

إضافة إلى خطف المدعو "ابراهيم انتكلي" عدة ساعات والأفراح عنه مقابل مبلغ 10 مليون 250 ألف ليرة سورية.

كما اعترف المذكوران باختطاف المدعو "عبد السلام صعيدي" بالقوة وإجبار شقيقه على دفع 17 مليونا و200 ألف ليرة مقابل الإفراج عنه، وبسلب المدعو "محمد الترك" 6 ليرات ذهبية مقابل كف إذاعة بحث صادرة من الأمن الجنائي عنه و200 ألف ليرة لرئيس فرع الأمن الجنائي السابق، والسطو على شركة الصرافة الخاصة بالمواطن "علي الآغا" ومنزله، وإجبار شريكه "محي الدين الإمام" على التنازل على عقارات بقيمة مليار تقريبا وهي: أرض معدة للبناء مقابل المصرف العقاري، أرض قرب شعبة التجنيد أرض وفيلا بـ"الزهيريات"، بناء مؤلف 5 طوابق.
وحسب التحقيقات فإن نصيب رئيس فرع الأمن الجنائي المتواطئ مع "آيات بركات" شقة فخمة في البناء المذكور.

ومن اعترافات المذكورين أيضا السطو على منزل "معن. ت"، وقبض مبلغ 60 مليون من المدعو "صالح زريق" مقابل تبرئته من تهمة الإرهاب، وإجبار المدعو "مصطفى فيزالله"، وهو تاجر دخان، على التنازل عن قطعة أرض على أوتوستراد جبلة اللاذقية، والاستيلاء على كميات كبيرة من الأموال والذهب عائدة للأخوين الصائغين "مروان وكمال دالاتي" وكلاهما من "جبلة". كما اعترف "سعد" و"منى"، حسب التحقيقات، بتهديد وإجبار المدعو "خليل استانبولي"، وهو مقاول على بناء قصر لـ"بركات" دون أي مقابل، والابتزاز المالي لكل من "وليد برهم" و"فادي مكية"، وسرقة أموال ومصاغ ذهبية بقيمة 120 مليون ليرة من فيلا المدعو "ح. ي"، كما ورد في اعترافات "سموءل منى".

تلك التسريبات لمحاضر التحقيق مع كل من "رامي سعد" و"سموءل منى" كشف عنها أحد الأشخاص ويدعى "عبد الحميد عدنان" الذي نشر على مدى الأيام الثلاثة الماضية عددا من المنشورات بدأها بالحديث عن فرار "بركات" إلى لبنان طالبا من الدولة اللبنانية تسليمه للسلطات السورية، ليسارع "بركات" عبر صفحته الشخصية ويتهكم مما نشىر عنه واصفا إياه بالإشاعات، ليتابع بعدها "عدنان" عبر صفحته نشر ما حصل عليه من تسريبات كشفت المزيد من الجرائم التي ارتكبها "بركات" بحق أبناء مدينة "جبلة" ممن قضوا تعذيبا في سجن "الدفاع الوطني" الذي أنشأه المذكور في الصالة الرياضية بالمدينة. التسريبات التي وردت في منشورات "عدنان" أكد صحتها لـ"زمان الوصل" عدد من ذوي وأقرباء الضحايا ممن تعرضوا للابتزاز والخطف، وقال أحدهم، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إنها غيض من فيض، وأن ما فعله "بركات" لأهالي مدينة "جبلة"، وعلى مرأى من أعين النظام وفروعه الأمنية يفوق التصور وهو أكثر مما سرب.

وأضاف المصدر أن "رامي سعد" كان يعمد لتهديد التجار الأغنياء بالخطف أو الاعتقال، مجبرا إياهم على دفع الملايين لـ"بركات"، في حين أكد مصدر آخر مقرب من "بركات" لـ"زمان الوصل"، جيدا أن الأموال التي جمعها الأخير من الخطف والابتزاز وسرقة العقارات تقدر بمليوني دولار، ما بين عقارات وفيلات وأراضٍ وأموال نقدية، وهذا ما عجل بانتهاء دوره وأثار حفيظة آل بعض المتنفذين الأسد عليه وخصوصا "حسين الأسد" بسبب مظاهر السلطة والثراء والبذخ التي بدا عليها، هذا غير أنه، حسب المصدر، أراد الاستئثار بتلك الثروة لوحده دون أن يقاسمه أحد عليها.

"بركات" الذي ورد اسمه في تقارير سابقة لـ"زمان الوصل" قبل سنوات كان خلالها قائدا لـ"ميليشيا الدفاع الوطني" في مدينة "جبلة"، هو "آيات نظير بركات"، وكان يعمل كهربائيا للسيارات المدينة "الصناعية" في مدينة "جبلة"، ليبدأ نجمه بالصعود حسب مصدرنا في العام 2009 عندما أصبح تابعا للسفارة الإيرانية في دمشق والتي بدأت في تلك الفترة بنشر مراكز التشيع في الساحل السوري، كما حصل على دعم من العميد "كفاح ملحم" الذي كان خلال تلك الفترة رئيسا لفرع الأمن العسكري في اللاذقية، الأمر الذي جعل "بركات" مسيطرا على مفرزة الأمن العسكري التي يرأسها الملازم أول "علي المصري" وقتها، وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة فيها.

وأضاف المصدر أن "بركات" الذي ينحدر من قرية "القويقة" القريبة من مطار "حميميم" سارع بداية الثورة إلى قمع المظاهرات واعتقال النشطاء من أبناء المدينة، وهو ما أكده لـ"زمان الوصل" أحد هؤلاء قائلا إن "بركات" أشرف على التحقيق معه شخصيا في فرع المخابرات الجوية في جبلة بعد تشكيل ميليشيا "الدفاع الوطني" وسيطرتها على كل المفاصل الأمنية في المدينة، كما قام بتجنيد عدد كبير من المخبرين من أبناء المدينة لجمع المعلومات عن أملاك التجار والأغنياء في المدينة وإرسال كل من المذكورين "رامي سعد" و"سموءل منى" إليهم وابتزازهم بدفع الأموال أو الخطف والقتل.

ملاحقة بركات وعصابته وما سرب من التحقيقات مع كل من "سعد" و"منى"، كشف أسرار لطالما خشي أهالي "جبلة" الإفصاح عنها أو تداولها، كما كشف مصير بعض المفقودين الذي سبق واعتقلتهم ميليشيا "بركات" مثل "محمد داوود" و"فراس مرعب" الذين قتلا تحت التعذيب على يديه.

ليبقى السؤال الأهم لدى أهالي "جبلة" هل ستعود تلك الأموال التي سلبهم إياها بركات، وما مصير "بركات" بعد أن أصبح مطلوبا وهاربا من نظام الأسد بعد أن ألبسه بلدته العسكرية وأعطاه السلطة المطلقة، هل الاعتقال أم القتل، أم سوف يتمكن من الهروب خارج سوريا؟

زمان الوصل - خاص
(276)    هل أعجبتك المقالة (314)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي