من خلال مقال نشره في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، كرر ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة دعوته القادة إلى مخاطبة الإسرائيليين عبر وسائلهم الإعلامية لـ "التعبير عن خيار غالبية الشعب العربي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل"، وذلك في مقال له نشر بصحيفة "لوس انجيليس تايمز" الأمريكية.
واعتبر ولي عهد البحرين إن القادة العرب لم يبذلوا جهودا كافية نحو السلام مع إسرائيل، قائلا :"الحق أننا لم نبذل من الجهد بعد، ما يمكّن لمبادرتنا العربية من أن تكون جزءاً من عملية سلام بين طرفين في أرض مقدسة واحدة مشتركة بين ثلاثة أديان كبرى".
وكانت مبادرة السلام العربية التي تدعمها 22 دولة عربية قد عرضت على إسرائيل تطبيعا للعلاقات الدبلوماسية معها مقابل انسحاب قواتها من الأراضي الفلسطينية التي سيطرت عليها عام 1967 والقبول بقيام دولة فلسطينية والتوصل إلى حل مناسب لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
واضاف ولي العهد البحريني: "ينبغي علينا أن نخاطب الإسرائيليين ونعبر لهم مباشرة عن رأينا عبر وسائلهم الإعلامية".
وتابع "يجب أن تكون الرسالة التي نبعث بها إليهم معبرة عن طموحات غالبية الشعب العربي التي تؤكد على حقيقة كون السلام خياراً استراتيجياً.
وانتقد الشيخ سلمان الساعين إلى عرقلة السلام الذين "يريدون لضحايا النزاع أن يظلوا ضحايا له، حتى يمكن استغلالهم واستخدامهم كمخالب وكيلة في لعبة سياسية أوسع من أجل السلطة. أما نحن الغالبية من العرب، فلنا مصلحة هي نقيض تلك اللعبة السياسية تماماً".
وتابع: "من مصلحتنا أن نجهر برأينا وموقفنا لسببين اثنين. أولهما أننا سنكون أكثر أماناً فيما لو تمكنا من تجفيف بركة العداء التي يسبح فيها مروجو بضاعة الكراهية من كلا الطرفين، والثاني وعود الازدهار الاقتصادي".
واعتبر ولي عهد البحرين أن السلام هو : "ثمن حل معضلة تحقيق العدالة للفلسطينيين، دون أن يعني بالضرورة إلحاق الظلم بجيرانهم الإسرائيليين".
وشدد ولي العهد البحريني على أن "السنوات العجاف الطوال التي أهدرت هباءً في المراوحة في الأزمة، هي التي كيفت الإسرائيليين ودفعتهم إلى تبني ذهنية حصينة مغلقة، ليس لها إلا أن تنظر إلى كل فلسطيني باعتباره عدواً لإسرائيل".
يذكر إن البحرين لا تعترف بإسرائيل الا ان وزير خارجيتها الشيخ خالد بن احمد آل خليفة قد دعا في اكتوبر/ تشرين الاول الماضي الى تأسيس تجمع شرق اوسطي يضم اضافة الى الدول العربية كلا من اسرائيل وايران وتركيا.
وقال الوزير البحريني في تصريحات ادلى بها لصحيفة الحياة الصادرة في لندن إن هذا هو السبيل الوحيد لحل المشاكل القائمة بين دول المنطقة. وكان الشيخ خالد قد طرح فكرة تأسيس هذا التجمع في كلمة القاها امام الجمعية العامة للامم المتحدة لكنه لم يحدد الدول التي يمكن ضمها إليه.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية