أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أكرم خزام: نحن في خيم إعلامية يحكمها الشيوخ وليس القانون

..... الفضائيات العربية مستعمرات غربية

 كشف الإعلامي السوري أكرم خزام أنه أصبح فجأة خارج قناة شام الفضائية السورية،  بعد أربعة أشهر من بداية عمله مع القناة كمدير للبرامج السياسية، لأسباب يجهلها كما قال، مضيفا "سمعت عن تدخل وزارة الإعلام وجهات أخرى، لكنني لم أتلق أي معلومة رسمية ولايمكن أن اتهم جهة ما".

وأضاف خزام في محاضرة له في مهرجان القلعة والوادي  للثقافة والفنون بحمص، أنه أصبح خارج قناة الجزيرة، لأن السلطات القطرية لم يرق لها أن يكون مهنيا، موضحا أنه دخل في صراع مع القناة في في آخر ثلاث سنوات، بسبب نهج القناة الذي يؤيد جهة ما.

واعتبر خزام الذي يعمل حاليا كمراسل جوال لقناة الحرة أن السوريين الذين وصفوا الجزيرة سابقا بأنها على ارتباط بالموساد، هم أنفسهم الذين يصفقون لهذه القناة اليوم، بعد اتفاق تم بين سوريا وقطر، حيث اختفى هذا الأمر نهائيا من الجزيرة، في إشارة إلى أن الجزيرة دأبت منذ بداية بثها ولمدة أربع سنوات على مهاجمة سوريا يوميا وبث برامج فيها الكثر من المبالغة والتضليل كما يقول.

وتحدث خزام عن قضية التضليل في المشهد الإعلامي العربي والدخول في التجاذبات السياسية، مشيرا إلى أن بعض القنوات طبلت وزمرت لحركة حماس، في حين تهجمت عليها قنوات أخرى، كما أن المشاهد العربي لم ير في غزة إلا جريمة حسني مبارك ومعب ر رفح، ناسيا همجية اسرائيل.

وأشار خزام إلى تغطية الأحداث الأخيرة في إيران، قائلا: "لماذا طردوا وسائل إعلام وبقيت أخرى، لأن القنوات التي بقيت ستضلل لصالح نجاد، في حين طردت الأخرى، لأنها تحدثت عن الشباب والحريات ومطالب المعارضة".

كلام خزام لم يرق لمعظم الحضور، الذين خاطبوه بلهجة استفزازية واتهامية، بدت واضحة في كلام مدير جلسة الحوار، الذي راح يصفق لوحده كلما ذكر خزام مسألة المقاومة وحماس وحزب الله، وعندما تحدث خزام عن قناة الجزيرة، قاطعه مدير الجلسة قائلا: فلتحيا الجزيرة التلفزيون المقاوم، فرد عليه خزام: "لايوجد شيء اسمه تلفزيون مقاوم".

مداخلات الإعلاميين، حاولت حشر الإعلامي السوري في خانة الاتهام، لأنه يعمل مع قناة الحرة الأمريكية، فهي تهمة بحد ذاتها كما قال العديد من الصحفيين الذين جاؤوا لتغطية الجلسة.

إلا أن خزام كان هادئا متزنا، رغم الاستفزازات العديدة والجارحة أحيانا، ما دفعه إلى القول أن النظام الداخلي لقناة الحرة ينص على أن مهمة القناة تفسير وشرح السياسيات الأمريكية في المنطقة، كما نص بند آخر على  أنه إن لم يوجد رأيين مختلفين في أي برنامج على شاشة الحرة، يحق للإدارة أن تعاقب الصحفي.

وقال خزام نحن في خيم إعلامية ولسنا في مؤسسات، في إشارة إلى أن وسائل الإعلام العربية لاتحمي الصحفيين، ومستعدة للتخلي عنهم في أي لحظة.

وضرب خزام مثالا عن تغطيته الإعلامية للانتخابات الكويتية، عندما ذكر في تقرير له على قناة الحرة أن الكويت استوردت قبائل من سوريا والسعودية، لوقف المد الليبرالي وفقا لمصادر رسمية، فاتصلت وزارة الخارجية الكويتية  مع نظيرتها الأمريكية محتجة على التقرير، "ثم اتصلت القناة معي، فأرسلت لهم الوثائق، وفي نهاية الأمر لم أخف، لأن القانون يحميني، وأنا مرتاح لأول مرة في عملي مع الحرة، لأنني أشعر أن القانون يحميني، هنا الشيخ يتحكم بك".

وقال خزام إن وسائل الإعلام الأمريكية هي من فضحت الجيش الأمريكي وممارساته في العراق وغوانتانامو، وهي من فضحت تشيني نائب الرئيس الأمريكي، وكلينتون، وهي من وقفت ضد بلير في حربه مع العراق، الذي لم يستطع أن يقف في وجهها.

ولم يخف خزام انتقاداته لقناة الحرة، قائلا إنه غير راضي عن الكثير من برامجها، وإن ما تحاوله القناة من تصدير الديمقراطية على الطريقة الأمريكية نقطة سخيفة، مضيفا: "نعم هنالك برامج دعائية فجة وقد قلت ذلك لمديرها الأمريكي".

وتطرق خزام إلى البرامج الحوارية على  القنوات العربية، معتبرا أنها تمارس التضليل لخدمة أجندة سياسية معينة، فمثلا عندما تقدم قناة ما برنامج حواري، تعطي هذا الضيف 70% من الوقت بينما تعطي للآخر 30% ، "هنا يصبح شعار الرأي والرأي الآخر نوع من التهريج السياسي، وإقحام المشاهد في لعبة التجاذبات السياسية"، وإذا نظرنا إلى البرامج الحوارية في البي بي سي نجد أنها تعطي لكل ضيف وقتا متساويا.

وأشار خزام إلى الإعلام اللبناني، الذي يقف قسم منه مع تيار 8 آذار، والآخر مع 14 آذار، قائلا: "أصبحنا أسرى التجاذبات السياسية، ولم يعد المشاهد يحصل على المعلومة، لابد من نقل الخبر بشكله المجرد البعيد عن التدخل الشخصي، كل هذه المفاهيم غابت في لبنان".

وتحدث خزام عن بعض تفاصيل عمله مع قناة الجزيرة، كأمثلة عايشها عن كثب، قائلا: عندما قتل الزعيم الشيشاني خطاب، اتصل الديوان الأميري في قطر بقناة الجزيرة، ليظهروا خطاب شهيدا ومجاهدا، موضحا أن " قطر كانت تمول المجاهدين في الشيشان والبوسنة وافغانستان وسوريا سابقا".

وأضاف خزام: في فترة لاحقة اتصلت مع الجزيرة لأخبرهم أن 20 شيشانيا قتلوا على أيدي الروس، فقالوا لي إن الخبر عادي، معلقا " لامشكلة للجزيرة أن يموت هؤلاء، إذا أن قطر وقعت اتفاقا مع روسيا".

وعندما قتل الرئيس الشيشاني سليم خان يندر باييف عام 2004 في الدوحة، أشار خزام في تقريره على قناة الجزيرة، أن البعض وجهوا التهم لهذه الجهة، وآخرون اتهموا روسيا وقطر بقتله، فكانت عقوبة خزام أنه منع من الظهور على شاشة القناة لمدة أسبوع كامل، رغم أنه تبين فيما بعد تورط قطر في مقتل الرئيس الشيشاني على حد قوله.

وأشار خزام إلى أن زميله تيسير علوني قال على شاشة الجزيرة خلال الحرب على أفغانستان أن الجزيرة حصلت على شريط هام لبن لادن، وتم بث الشريط مباشرة، وعندما اتصل خزام مع إدارة القناة متسائلا: لايوجد لدينا جهاز بث بنفس اللحظة، كيف وصل الشريط بهذه السرعة، قالوا له: أنت تتعب نفسك وتوجع رأسك بهذه الأمور.

وحمل خزام الإعلام العربي مسؤولية تقديم النموذج الإرهابي للغرب من خلال بن لادن، بقصد أو بدون قصد، "كل القنوات ركزت على بن لادن، فاستفاد الغرب من هذا النموذج".

وقال خزام إن المشهد الإعلامي في الوطن العربي كارثي، لأن وكالات الأنباء والقنوات الغربية  تتحكم بالدول العربية، التي أصبحت مستعمرات غربية، حيث نجد أن الخبر الأساسي فيها لرويترز وفرانس برس والاسوشيتد برس، مضيفا "لم تستطع القنوات العربية أن تتميز بخبرها الخاص حتى الآن، ولازالت الفضائيات العربية أسيرة الإعلام الغربي".

خزام غير راضي عن الإعلام الرسمي، ولديه تحفظ كبير على سيطرة الدولة على وسائل الإعلام. لأنها لاتقدم الخبر كما يقول، بل تحليل إخباري يمثل وجهة نظر الحكومة.

وتمنى خزام أن تتغير الاستراتيجية الإعلامية في سوريا، مشيرا إلى أن ميزانية وزارة الإعلام السورية حوالي 16 مليون دولار، متسائلا: " أين هي، إنني لا أرها، نستطيع بهذا المبلغ أن تصل الشاشة السورية إلى بلدان بعيدة بمهنية وأداء جيد".

إحدى الصحفيات تحدثت عن الولايات المتحدة ومافعلته في المنطقة، كمقدمة لاتهام خزام في وطنيته وإن لم تذكرها علانية، قائلة كيف تعمل مع قناة أمريكية وأنت ابن مدينة حمص و كنيسة أم الزنار.

فرد عليها خزام: "ولدت من أسرة مسيحية، ولكنني علماني بامتياز، ولا أناقش البتة في قضايا الغيبيات، لا أريد أن اتحدث في الوطنيات، تقاريري الإعلامية وأفلامي الوثائقية تدل على مهنيتي وانحيازي للإنسان، أنا غير راضٍ عن الكثير من برامج الحرة".

في حين قال أحد الصحفيين، إن الإعلام السوري ممانع، وسوريا ثابتة لاتتغير ولاتغير مواقفها، فأجابه خزام: "سوريا لم تتغير في إطار الشعارات، وهذه ليست سمة إيجابية، العالم كله يتغير وعلينا أن نغير نظرتنا، لكنني اعتقد أن سوريا بدأت تتغير مؤخرا، كما بدأ الغرب يتحاور معها".

وكشف خزام أن ميزانية شبكة الجزيرة سنويا تصل إلى مليار دولار، ولا يمكن لأي قناة في العالم أن تنافسها حسب قوله، وأن ميزانية العربية حوالي 110 مليون دولار ومثلها لقناة الحرة، في حين بلغت ميزانية روسيا اليوم نحو 50 مليون دولار.

 

عمر عبد اللطيف – زمان الوصل
(196)    هل أعجبتك المقالة (323)

سوري من بعيد

2009-07-26

من القلب أوجه لأكرم خزام كل التحايا ، وما قاله عن الإعلام العربي والسوري والجزيرة صحيح قي رأيي ، فالجزيرة هيمن على كل مفاصلها المتأسلمون ، وخطابها يصب في خدمتهم ، حتى أخبارها تكاد تنحصر في الحركات المتأسلمة والإرهابيين ، لا تنتقي من كل الأخبار أخبارهم فحسب ، بل تقدم الخبر بمسحة تمجيدية يفقدها المهنية ، مثلها مثل الإعلام الشعاراتي الحكومي وشبه الحكومي في سوريا .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي