أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"أم شايش" التي أثارت البلبلة في "جنيف" من تكون؟

جاءت تسمية "جازية" ضمن وفد النظام للجنة الدستورية، لترسخ هيمنة البعثيين على وفد النظام

· اللجنة الدستورية نسخة كربونية عن اللجنة المركزية للبعث

"انبحتت" جازية في جنيف، فدخل أعضاء النظام في حالة من الانتشاء الممزوج بالتصفيق، ودخلت القاعة بعدها في حالة من الهرج، أكدت أن المسافة بين النظام وأعوانه من جهة، وما يريده السوريون من حرية وكرامة من جهة أخرى، بعيدة بعيدة ربما تقاس بعشرات السنوات الوجدانية، التي تساوي كل واحدة منها عشرات السنين الضوئية.

فمن هي "جازية" التي انبرت لإلقاء خطبتها بصوت النظام وعلى طريقته، خالطة حابل "العمالة للغرب" بنابل "الصناديد"؟، فافتتحت خطبتها بالقول: "إذا ضامك ضيم فعليك ببنات الدلال، نحن النساء السوريات الحرات الأبيات اللواتي رفضن أن نستورد المرتزقة من الغرب ليدافعوا عنا وعن كرامتنا... إنما ولدنا من مخاضنا الجيش العربي السوري الذي تصدى ودافع عن كرامتنا وعن شيمتنا وعن تربتنا"،  ثم عقبت: "نحن بنات الخنساء، نحنا ما نرضى حدا يدافع عنا إلا أولادنا الصناديد النشامى"... للمفارقة "الصناديد" هي عصابة مرتزقة شكلها النظام، تنشط في الحسكة (التي قدمت منها جازية).

*شاعرة بـ6 دواوين
تقول معلومات "زمان الوصل" إن جازية ولدت عام 1965 في قرية "تل غرة" بالحسكة لأبوين هما "عبد الشيخ علي" و"خنسا"، وأن لها عددا من الإخوة والأخوات، من بينهم أخوها حافظ المكنى أبو سليمان، على كنية حافظ الأسد، علما أن "حافظ الشيخ علي" ولد بعد انقلاب الأسد (المسمى الحركة التصحيحية) بنحو عامين.

ومن بين إخوة "جازية" أخ يدعى "محمد" وهو ملاحق بمذكرة صادرة عن دائرة تجنيد الحسكة عام 2012، بتهمة "التخلف عن السوق" إلى جيش النظام، الذي تحدثت عنه "جازية" في جنيف بوصفه حامي الكرامة والأرض.

تزوجت "جازية" من رجل من بيت "السالم"، وكان بكرهما ولدا يدعى "شايش"، يقال إن أمه "فرغته" في فرع الحسكة بالحزب (الذي تعده من بقايا أملاكها)، وذلك بغرض إبعاده عن شبح الالتحاق بجيش النظام الذي امتدحته.

"الرفيقة أم شايش"، كما يلقبها المقربون، وضعت قدمها على درجة متوسطة في سلم المناصب، عندما عينها النظام رئيسة لمكتب "الاتحاد النسائي" في الحسكة، ونسّبها إلى "اتحاد الكتاب العرب" بوصفها شاعرة.

ومن "شعرها" وشاعريتها اتخذت الرفيقة الحزبية القادمة من فرع الحسكة للبعث، مركباً أوصلها بسرعة صاروخية إلى لجنة الحاكمين بأمر البعث، ونعني بها اللجنة المركزية التي تضم 81 من عتاة مجرمي النظام وفاسديه، وكبار المتحكمين بالبلد من قادة جيش ومخابرات، يتقدمهم بشار الأسد وأخوه ماهر واللواء علي مملوك ووزيرا الدفاع الحالي والسابق (المُقال).

"جازية" التي تنسب نفسها إلى عشيرة المعامرة (السادة الحسينية) تم اختيارها لتكون في اللجنة المركزية (المسمى الجديد للقيادة القطرية)، بعدما أصدرت عام 2016 سادس "ديوان شعر"بتوقيعها، سمته "وطن في قامة رجل"، وهو عنوان لا يحتاج لكثير تفسير أو شرح، لا حول هوية "الوطن" ولا حول اسم "الرجل" الذي تقصده.

وجاءت تسمية "جازية" ضمن وفد النظام للجنة الدستورية، لترسخ هيمنة البعثيين على وفد النظام، فـ"جازية" ليست سوى واحدة من نحو 20 حزبيا فرض النظام أسماءهم على اللجنة الدستورية، من بينهم 7 أعضاء في "اللجنة المركزية" أي إن وفد النظام للجنة الدستورية ليس سوى نسخة كربون عن القيادة القطرية، وهذا ما لم تخفه "أم شايش" وهي تستل سيف الخطاب البعثي وكأنها عشية انقلاب الثامن من آذار عام 1963 تلقن مجموعة من الببغاوات ولسنا في العقد الثاني من الألفية الثالثة، الذي عمده السوريون بهتافات الحرية وبضتحيات وضعت كل من يحاول إعادة العجلة للوراء وراءهم.

إيثار عبدالحق-زمان الوصل-خاص
(203)    هل أعجبتك المقالة (251)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي