"غزلان الإدلبية" تحضر بالدستورية وبداية الأسبوع للجنة الصياغة.. العبود: لا تبيعوا "ليات" نسائكم للغريب

حضرت قصة الطفلة الإدلبية "غزلان"، التي قتلت في منطقة "كفرنبل"، يوم الخميس، خلال مداخلات اللجنة الدستورية، حيث قالت "هدى سرجاوي" ممثلة عن المجتمع المدني في إدلب، إن الطفلة "غزلان" كان يمكن لها أن تلبس بيدها "محبس" الخطوبة أو تحمل بأصابعها أقلام الطلبة، لكنها قتلت أمس ونحن هنا، فهل هذا يعني أن مئات الأطفال سيقتلون بيد الجيش الأسدي؟".

وأدانت "سرجاوي" الإرهاب بما فيه إرهاب النظام، مشددة على أن الكل "يعرف مصدر القصف".

"سرجاوي" أم لشاب قتل قبل ثلاثة أشهر على يدي ميليشيات الأسد، لكنها آثرت رواية قصة الطفلة "غزلان" حتى لا تبدو منحازة لمشاعرها وعاطفتها فيدينها وفد النظام.

طالبت الأم الثكلى بدستور يحفظ الحقوق ويقيم المساواة ولا يظلم سوري، بوقف القصف ويفرج عن المعتقلين، ورغم كل هذا لم تسلم أيضا من الإدانة ورفع بطاقات الاعتراض والصراخ في قاعة الاجتماعات.

فيما مرت كلمات عضو وفد النظام "خالد العبود" بلا إدانات رغم دعوته نصف الحضور بالقول: "لا تبيعوا سوريا لأصحاب الكروش" ولا تعرضوا (ليات) السوريات في إشارة لمؤخرات النساء، راميا بها باتجاه المعارضة بحسب مصادر من داخل الجلسة المغلقة.

يوم طويل ومثقل بالجراح السورية، وبدا أن ثمة مسافات ما زالت شاسعة، بين فرقاء الوطن الواحد فحيثما وردت كلمة "الإرهاب" من وفد النظام وجب الرد من المعارضة، وتسجيل نقطة نظام لكثير من أعضائها، للحديث عن أصل الإرهاب ومن دفع ثمنه ومن واجهه أمس واليوم.

وحيثما وردت كلمة "الجيش السوري" عادت قصة "غزلان" ومئات الآلاف من أشقائها وأقرانها، فاتحة لأوجاع لا تندمل.

وأعلن المبعوث الأممي إلى سوريا "غير بيدرسون" نهاية اليوم في مؤتمر صحفي، عن تشكيل "هيئة الصياغة" للجنة الدستورية السورية، وانطلاق عملها ابتداء من يوم الاثنين القادم.

وبيّن "بيدرسون" أن كل الأعضاء الـ150 للجنة الذين يمثلون المعارضة والنظام والمجتمع المدني "متفقون حول أجندتها وقواعد السلوك الخاصة بها"، واصفاً عملها خلال اليومين الماضيين بـ"الجيدة جداً"، رغم وجود خلافات عميقة ونقص ثقة وشكوك متبادلة بين الأطراف الثلاثة". ومن جانبه قال "هادي البحرة" الرئيس المشترك للجنة الدستورية السورية:" إن "الدستور الجديد سيُخط بقلم سوري، وأصابع سورية، ولن يخطه الأجانب، وليست هناك صيغة جاهزة، يوجد عدة مشاريع صاغها السوريون بأنظمة مختلفة لسوريا، وسيتم نقاش كل المواضيع بما يكفل تحقيق تطلعات الشعب السوري".

وأضاف ردا على سؤال حول احتمالية عقد الاجتماعات في دمشق أن "اللجنة اسمها اللجنة الدستورية السورية في جنيف، وصدر بها قرار من الأمم المتحدة، وتعمل في جنيف في هذه المرحلة ولا يمكن نقل الأعمال وغالبية أعضاء اللجنة في اللجنة لديهم مخاوف الاعتقال وهناك مخاطر على حياتهم". 

وعن شكل الدستور وأن لجنة المعارضة أعدت دساتير أمريكية وفرنسية جاهزة كتشكيك بانتماء المعارضة وارتمائها في حضن الغرب، قال "البحرة" إن "اللجنة لا حدود لعملها ستدرس كافة الدساتير السورية حيث صاغ السوريون دساتير لبلدهم أول دستور لهم في العام 1920 وتلاه بعد ذلك دستور عدة دساتير أخرى سيدرس كل السياق الدستوري ونحاول صياغة دستور حديث يحقق تطلعات السوريين لاسيما الشباب في سوريا ليكون وطن حر ومستقل يكفل حرياتهم ويحقق المواطنة".

وشدد على أن: "ليس هناك أي صيغة جاهزة مقدمة لكن عدة مشاريع صاغها السوريون لأنظمة مختلفة بخبراتهم وسيتم نقاشها جميعاً بما يحقق التوافق وما يتطلع إليه السوريون".

المعلومات التي جرى تداولها خلال كلمات الرؤساء الثلاثة تقضي بالاتفاق على لجنة الصياغة والتي ستبدأ أعمالها خلال بداية الأسبوع القادم، وتحديدا يوم الاثنين.

وأوضح البحرة" أنه "لا يوجد توقيت زمني لها ستعمل بشكل مستمر ومتواصل لتضع وتصيغ المضامين الدستورية المحتملة ويتم نقاشها في مرحلة لاحقا في اللجنة الموسعة ليتم إقرارها او إعادتها او إقرارها".

رئيس لجنة الدستور ممثل النظام "أحمد الكزبري" بدا خلال المؤتمر مقتضبا ونافيا أن يكون الأعضاء واللجنة تمثل النظام بل هي مدعومة من "الحكومة الشرعية"، رغم إشادته بمجريات الجلسات، لكنه أعاد مجددا طرح الأسئلة الأولى.

وختم "الكزبري بالقول: "إن الجدية يحددها العمل عند البدء على أرض الواقع.. أي أحد سيكون بعيداً عن ثوابتنا الوطنية لن نلتقي معه في أي مكان”.