أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بدء أعمال اللجنة الدستورية السورية.. كلمات جنيف هل تنجح بتفكيك الألغام؟

دعت كلمة المسؤول الأممي إلى "العمل معا"، واصفا اللحظة بـ"التاريخية" - جيتي

انطلقت يوم الأربعاء في مدينة جنيف السويسرية أعمال اللجنة الدستورية السورية، المؤلفة من أعضاء من الحكومة والمعارضة، في خطوة تصفها الأمم المتحدة بأنها "طريق طويل نحو المصالحة السياسية".

لكن أجواء كثيرة بدت غير متفائلة، ومشككة فيما إذا كان نظام الأسد مستعدا لتقديم الكثير من التنازلات خلال المفاوضات، بعدما عزز سيطرته العسكرية على الأرض.

وهو ما بدا "تلميحا" في كلمة ممثل النظام "أحمد الكزبري" المتعلقة بـ"انتصارات الجيش وهزيمة الإرهاب"، بعد أن كان يصرخ بوجه المعارضة "انتصرنا عليكم"، ولماذا "تلميحا" على غير سوابقه كما في "جنيف وسوتشي".

اللجنة التي تضم 150 عضواً تهيأت قبل بدء المراسم الرسمية بالقاعة الكبيرة التي أتاحت فرصة لراغبين كثر "بكسر جليد" التضاد السوري - السوري سيما لدى ممثلي المجتمع المدني ولجنة الخبراء، فيما جاءت كلمة المبعوث الأممي إلى سوريا "جير بيدرسون"، لتزيد من محاذير كسر القواعد العامة.

ودعت كلمة المسؤول الأممي إلى "العمل معا"، واصفا اللحظة بـ"التاريخية"، وقال: "نقف أمام لحظة تاريخية ونناقش أهم قضايا المجتمع السوري بشكل فعلي. الدستور ملك للشعب السوري وحده وهو من يقرر مستقبل بلده، واللجنة الدستورية مخولة بكتابة مسودة التعديل الدستوري وتقديمها للاستفتاء الشعبي".

وأضاف:"أنتم السوريون أعضاء اللجنة ستضعون المسودة ليقرّها الشعب السوري".

كلمة "بيدرسون" وما سبقها أسست لنقاط تفاهم، ولا يعرف إن كانت كافية للمضي عليها، أم ثمة ألغام في كل مراحلها اللاحقة، إذ أكد أن "اللجنة يمكن أن تناقش دستور العام 2012 أو تضع مسودة تعديل دستوري وتقديمها للاستفتاء الشعبي"، مشددا على أن "عمل اللجنة يجب أن يلتزم باحترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها".

ثمة مخاوف لمراقبين سابقين في أن "جلسة الافتتاح سيشوبها كثير من التعنت والصراخ ورفع صور الأسد، مما سيجر المعارضة لرفع صور الجرائم التي اقترفت"، لكن أيا من ذلك لم يحدث وهو ما اعتبر مؤشرا للبناء عليه رغم مخاوف (الألغام) العديدة.

في كلمة رئيس وفد النظام "أحمد الكزبري" شدد على رفض "أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في عمل لجنة مناقشة الدستور والشعب السوري وحده صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده وأي نقاش نجريه في جنيف يستند إلى مبادئ سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها".

نقاط وجدت بها المعارضة نقاط تلاقي وإن بدت تصعيدا في الجزء التالي من كلمته، لكن أوساط مراقبة قالت إنها "سابقة في المؤتمرات أن لا يشيد وفد قادم من دمشق بانجازات الأسد وتمجيده واعتباره الأول والأخير, وترفع أحيانا صوره في المؤتمرات، مضيفا بما يتوافق مع قاله بيدرسون: "دستورنا عصري ولكن لا يمنع الاجتماع لتغييره ووضع دستور آخر يحسن واقع الشعب السوري وهو وحده الذي سيقبل بالتعديلات أو يرفضها".

من جهته أعلن رئيس وفد المعارضة في اللجنة "هادي البحرة"، أن "عمل اللجنة الدستورية ليس سوى الخطوة الأولى في إعادة بناء سوريا".

وأضاف: "نبدأ هذه الخطوة الهامة من العملية السياسية والاجتماعية وآمل أن أتمكن بكل تواضع من أن انقل أصوات السوريين، كما تشاركنا الماضي والتاريخ يجب أن نتشارك كسوريين مستقبلنا معا".

وتابع: "نبدأ عملنا بصياغة دستور جديد يرقى لتطلعات شعبنا ولا يقوم على الطائفية ويطبق القرار الأممي 2254 ووفق جدول زمني محدد ويدعم إجراء انتخابات نزيهة بإشراف الأمم المتحدة"، مشددا على أهمية قضية المعتقلين وضرورة حلها: "قضية المغيبين والمعتقلين قسريا تبقى أهم ملف يجب العمل على حله".

السياسية ساحتنا والعسكرة ساحته وردا على سؤال لـ"زمان الوصل" حول الانطباع الأول لمجريات الجلسة الافتتاحية, قال عضو اللجنة الدستورية "فراس الخالدي": "شخصيا شعرت أننا نجحنا بإحياء المشهد السياسي السوري، ووضعه على الطاولة مجددا، وهي مجرد بداية".

وحول ما ورد بكلمة رئيس وفد النظام أجاب: "نعم كثير مما قيل لا يعنينا الرد المباشر عليه لاننا سندخل بدوامة هي ملعب النظام لإضاعة الاستحقاق الواجب والمعول عليه، ويمكن الرد عليه، لكننا نريد أن نمضي خطوات للإمام وهذا سيمنح الشعب السوري فرصة.. ما يهمنا أن المعارضة أعادت وثبتت مجددا أن الحل بتنفيذ القرارات الدولية".

ورأى "الخالدي" أن "سلوك وأداء وفد النظام كان أكثر انضباطا مقارنة بالمرات السابقة، رغم وجود نقاط غير واضحة الهدف من إثارتها، اليوم حققنا التوافق على القواعد الإجرائية التي كان يرفضها حتى الأمس القريب، واقر انه جاهز حتى لدستور جديد والانتخابات".

وأكد: "من الواضح أن الطرف الروسي مارس ضغطه للوصول إلى هنا وما نراه وكلنا أمل أن ننجح في تقديم ما يليق بما قدمه السوري عبر السنوات السابقة".

محمد العويد - جنيف - زمان الوصل
(258)    هل أعجبتك المقالة (222)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي