ملبدة بالغيوم سماء جنيف هذه الأيام مع وصول وفدي المعارضة السورية والنظام، ووفد المجتمع المدني "بتصدعاته الأخيرة"، هدوء يلف مدينة السلام المعتمدة دوليا، لكن كثيرا من "زخات" المطر، تصيب المشهد عموما والسوري خصوصا فيبدو كلاعب السيرك على حبل، إن أمسك به طرفاه تجاوز، وإن انخفضت مهارة "اللاعب السوري" سقط بسرعة.
كثيرة من المنغصات تحيط بالملف السوري سواء عقد في "جنيف" أم سواه ف"برودة أعصاب اللاعبين" السياسيين في الملف السوري، قد تفشل العملية برمتها، وكثيرا من آلام الحرب قد تعطي اللاعب السوري رغبة بالخلاص "العسير".
فهل تنجح المهمة الأصعب التي تبدأ ظهيرة الغد بعيدا عن "ضجيج" التصريحات الإعلامية الخاطفة "للمشهد،سيما وأن الميسر الأممي غير بيدرسن يبدو حتى اللحظة ممسكا بكثير من تفاصيل المشهد.
المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، "جيمس جيفري" قال في أول تصريحاته بعد وصوله لـ"جنيف" إن حكومة نظام بشار الأسد يهاب اللجنة الدستورية، المكلفة من الأمم المتحدة مراجعة الدستور.
وخلال لقائه وفد المعارضة السورية، أكد المبعوث لأعضاء اللجنة الدستورية، دعم بلاده "بالدفع السياسي مع الأمم المتحدة للعملية السياسية، وأن سياسة الولايات المتحدة، تتماشى مع مقررات اللجنة الدستورية، وتوافقاتها،مضيفا: "نحن نعلم أن الأسد لا يريدها ونعلم كيف يعيق عملها".
في كل خبر من جانب نظام الأسد وإعلامه ثمة "كليشة" جرى توزيعها "الوفد الذي تدعمه الحكومة" عنوان رأت به أوساط المعارضة إعلان عدم الالتزام بكل ما سيصدر عن الوفد أو اللقاء الذي ترعاه الأمم المتحدة.
جملة المخاوف
الصحفي "مصطفى السيد" رأى أنها محاولة من نظام الأسد للإيحاء أن لا علاقة له بالوفد ولا يمثله بمقدار ما هو داعم له، معتبرا أن أبسط إجراءات التفاوض تقديم أوراق و"ثبوتيات" اعتماده للطرف الراعي، فهل هو وفد النظام أم لا.
فيما قللت أطراف أخرى من جملة المخاوف التي لا يمثلها الموقف السياسي الرسمي، وإن كان إعلامه الرسمي هو من يروج للعبارة، معتبرة أن الشكليات أمر تم الانتهاء منه، وجرى اعتماد أسماء الوفود لدى الأمم المتحدة".
وصول مفاجئ لـ"ضامني" عملية "آستانة"، وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وتركيا مولود جاويش أوغلو وإيران محمد جواد ظريف وعقد اجتماع ثلاثي مع المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن عشية اجتماع اللجنة الدستورية السورية، لم يكشف عن تفاصيل اللقاء لكن "غيوم" جنيف لم "تنقشع" بعد، وتساءل متابعون هل الزيارة في سياق جهد ثلاثي لـ"خطف" الاختراق السياسي، أم ثمة توافق دولي لإنجاح الدستورية السورية.
سيما وأن "بيدرسن" كان قد رفض دعوة ممثلي "آستانة" الأصليين أو المراقبين، لبنان والأردن والعراق وممثلي "المجموعة المصغرة"، إلى حفل افتتاح أعمال اللجنة الدستورية في مقر الأمم المتحدة صباح غد لتأكيد "مبدأ أن العملية بقيادة وملكية سوريا لإجراء الإصلاح الدستوري بعيداً من أي تدخل خارجي".
تصريح "متفائل" من بيدرسون يخفف من سواد المشهد، ففي مؤتمر صحفي عقده عاد، ليؤكد ما قاله سابقا فهل يبحث في القول والإعادة تثبيت المسلمات "أؤمن أن إطلاق اللجنة الدستورية يجب أن يكون بارقة أمل للشعب السوري الذي طالت معاناته"، موضحاً أن تشكيلها "يشكل أول اتفاق سياسي بين الحكومة السورية والمعارضة".
ليست حلا
عضو هيئة التفاوض "إبراهيم الجباوي" اعتبر في حديث لـ"زمان الوصل": "موضوع اللجنة الدستورية جزء من العملية السياسية وليس العملية السياسية كلها، وهي جزء من قرار مجلس الأمن 2254، ما حدث هو وجود توافق دولي حاليا داعم لتفعيل اللجنة الدستورية، بوصفها بوابة لتفعيل العملية السياسية، بشكل كامل، وهي جزء من عملية تفاوضية، وليست اختزالا لقرار مجلس الأمن ولا للعملية التفاوضية.
عمل اللجنة هو تفاوض بين سوريين للوصول إلى الإصلاحات الدستورية المطلوبة لصياغة دستور جديد يستحقه الشعب السوري بعد معاناة سنوات طويلة وآلام مرت به.
وحول الكثير من العراقيل التي ستواجهها هيئة المفاوضات خلال أعمال جلسات اللجنة الدستورية قال الجباوي: "الكل يعرف مسبقا ما عمله النظام في سوريا وشعبها، نحن هنا لأجل السلام، وبناء مستقبل للسوريين جميعا، وبرعاية أممية، لدينا أمل أن ننجز شي لسوريا وللسوريين وما كان مستحيلا قبل سنوات أو شهور بات اليوم واقعا ونمد أيدينا للجميع لأجل الغد".
تصريحات الوفد الروسي قد تساهم في دفع العملية الدستورية بالاتجاه المرجو منها وتتجاوز "كليشات نظام الأسد" فنائب وزير الخارجية الروسي نقل لوفد هيئة التفاوض واللجنة الدستورية ما يؤكد دعم روسيا للعملية السياسية والدستورية، وبحسب بعض المصادر الخاصة فخلاصة القول للوفد الروسي "ندعم عمل اللجنة الدستورية، ولن نسمح لهذه العملية أن تفشل".
قبل ليل "جنيف" كانت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "اللجنة الدستورية ليست حلا للأزمة السورية".
نهار جنيف غدا صعب كما يراه الجميع، لكن ثمة حرص على استثمار أقصى المتاح، وتعويل على تحولات دولية قد تساعد بانجاح الدستورية السورية في جنيف السويسرية.
محمد العويد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية