على الرغم من معرفته بحجم ومدى تفاعل جمهوره في سوريا، إلا أن زياد الرحباني لا يزال معجبا بتلك الصورة التي رسمها أكثر من 16 ألف متفرج لحفلاته الأربعة في لقلعة دمشق والتي بدأت في 15/8/2009 بعنوان "منيحة".

في التاسعة والنصف تماما، آلاف السوريين ينتظرون لأكثر من ساعتين طلة الرحباني الابن...، الكل ينظر إلى المقعد الذي سيجلس عليه، والكلمات التي سيقولها، وبالتأكيد الموسيقا التي شغف بها منذ عشرات السنين.
"منيحة" لم تكن عملا موسيقيا بحتا، بل صاغ زياد تفاصيل عرض مسرحي موسيقي غنائي، ضم استكشات من "العقل زينة" و"سهرية"، وصولا لآخر مقالاته في "الأخبار" مثل "سعر الكلفة" وحورات "عيسى وميخائيل". و"نص الألف خمسمية".
موسيقيا كالعادة الرحباني يشتغل على أدق التفاصيل مع مساحة الارتجال لآلآت الصولو، تزيد وتنقص حسب مزاج زياد والعازف، الفرقة خليط ثقافات موسيقية متعددة من سورية ولبنان وفرنسا وأرميينيا وغيرها..، ما يعطي متعة خاصة بـ"التقسيم" فيما لو ترك المجال ولو قليلا للعازف.
البداية كانت مع "الله يساعد"، تلاها "قلتيلي حبيتك" و"بصراحة" و"روح خبر" المقطع الأول بالانكليزية، المسار المسرحي مشى مترافقا مع الأغاني فمقاطع مثل "الورقة على الأرض"و"مشهد الفحص" شكلت صورة ممثلة لأفكار زياد رغم أنها لم تنجح مع الكثرين فمشهد الورقة بدا كأنه درس محفوظات "ابتدائي".
إضافة لأغاني زياد للفنانة لطيفة التونسية «بنص الجوّ» و«معلومات أكيدة» أدتها رشا رزق و«معلومات مش أكيدة» أدتها منال وليندا بيطار وقطعة "عطل وضرر"، و«ده فيلم أميركي طويل» التي أدتها ليندا بيطار ممسكة بيدها منديلا أبيضا على طريقة أم كلثوم ، ثم غنى الكورال حبيتك تانسيت النوم بتوزيع شبه جديد، وكانت ذورة "التسلطن" للفرقة والجمهور عتابات الرحباني مثل /معقول ضل يا عالم إيجابي/ و/بموسكو /ألحقها "يا بنت المعاون" و"يانور عينيا".
بعد الاستراحة عاد الرحباني مشكلا فرقة جاز أميركية "كما قال" ويرتدي "تي شيرت" يظهر فيها جورج بوش مغلق الفم و المنجل والمطرقة بحجم كبير على «تي شيرت» الموسيقي خضر بدران.
لاشك أن طلة الرحباني الإبن لم تروي شغف السوريين، رغم انخفاض مستوى التنظيم عن العام الماضي وارتفاع أسعار البطاقات التي بلغت 1000 و1500 ليرة، دون أي تخفيض للطلاب أو الصحفيين من قبل "الرعاة". على أمل أن لا تطول غيبته أكثر من عام على دمشق.مع مراعاة لأسعار البطاقات التي يفاخر بها جمهوره أنها مدروسة منه أولا يغادر زياد.

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية