أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صاحب 12 محاولة دخول إلى اليونان يروي معاناته بين الترحيل والاعتقال واللجوء

حاول الوصل إلى زوجته في أوربا.. لكن.؟

أمضى الناشط السوري "عمرو دعبول" سنوات مثقلة بالمعاناة والمصاعب بين الترحيل والاعتقال واللجوء منذ بداية خروجه من حصار حلب إلى محاولاته الـ 12 في الخروج إلى أوروبا بحراً التي انتهت بالفشل، ليستقر به المقام في مدينة "بدروم" التركية، حيث يعيش الآن متخفياً خشية الترحيل الذي ذاق مرارته من قبل وبعيداً عن عائلته التي تعيش في بلجيكا شأنه شأن عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في بقاع الأرض.

وكان "دعبول" الذي ينحدر من محافظة إدلب قد اعتقل في تشرين الثاني نوفمبر/2011 في إحدى المظاهرات بحي "صلاح الدين" في حلب وتنقل بين أفرع الأمن العسكري والأمن الجنائي والسجن المركزي لمدة 21 يوماً بسبب نشاطه الثوري.

ويروي "دعبول" لـ"زمان الوصل" مضيفا أنه بعد خروجه تابع مسيرته في المظاهرات والإغاثة عاود الأمن مداهمة منزله في الشهر الأول من عام 2012 فاضطر لترك جامعة حلب، حيث كان يدرس في كلية الاقتصاد، ومع دخول الجيش الحر إلى المدينة أسس مع أصدقائه ما سُمي بـ"مجلس ثوار صلاح الدين" وبقي ينشط فيه إلى حين حصار حلب واضطراره للخروج في باصات التهجير الأخير إلى ريف إدلب أواخر عام 2016، وهناك لم يستطع البقاء لأنه كان قد شارك في مظاهرات ضد "هيئة تحرير الشام" في حلب، ونظراً للوضع الأمني غير المستقر في إدلب اضطر للخروج إلى تركيا، حيث عمل هناك في أعمال البناء لشهور (عتال) إلى أن تمكن من الالتحاق بوظيفة بشركة (2p) كموظف كتابة محتوى وبعدها انتقل للعمل في قسم خدمة العملاء في نفس الشركة.

بعد تشديد الإجراءات بخصوص "كميلك" للاجئين السوريين ولكون هويته صادرة في "غازي عنتاب" اضطر "دعبول" لترك وظيفته خوفاً من الترحيل إلى سوريا وبتاريخ 9/ 7/ 2019 حاول الخروج إلى اليونان فألقي القبض عليه من قبل حلف "ناتو"، وتم تسليمه لخفر السواحل التركي، حيث تم احتجازه في سجن "إيدن" لـ 5 أيام وترحيله بعدها إلى سوريا عبر معبر "السلامة".

وكشف محدثنا أنه اضطر للاختباء في قرية "خربة الجوز" بريف إدلب ومن هناك عاود الدخول عن طريق التهريب إلى تركيا بعد أسبوع من ترحيله.

ومضى المصدر سارداً فصول معاناته، حيث قرر أن يخرج من مدينة "بودروم" التركية الى جزيرة "كوس" اليونانية بحراً.

وأردف أن الرحلة التي انطلقت من ساحل مدينة "بودروم" كانت تضم 5 أشخاص في قارب صغير لا يتجاوز طوله المتر الواحد وبعد إبحار القارب بنصف ساعة شاهدهم مواطن تركي فاتصل بخفر السواحل ليبلغ عنهم فتم القبض عليهم واقتيادهم إلى مخفر تركي في المنطقة، وبقوا هناك ليومين كاملين ليتم نقلهم بعدها مع مجموعة جديدة من المهاجرين المقبوض عليهم إلى سجن أمنيات.

وتابع الناشط الشاب أن الوضع الإنساني في سجن "أمنيات" كان كارثياً بكل معنى الكلمة إذ كان هذا السجن عبارة عن قبو تحت الأرض وتملأ أركانه القذارة والنفايات، وبعد مكوثه لثلاثة ايام تم تحويل "دعبول" إلى سجن "موغلا"، وتم توقيعه مع من معه على أوراق طرد من منطقة "موغلا"، فتم إخراجهم من السجن بعد 5 أيام من احتجازهم.

بعد خروجه من سجن "موغلا" عاد "دعبول" إلى مدينة "بودروم" التي يُمنع دخول السوريين إليها -حسب قوله- مما اضطره للتخفي بصفة سائح وعدم إظهار ما يدل على أنه سوري حتى أنه اعتاد -كما يقول -على مخاطبة أهل المدينة باللغة الإنكليزية.

وروى المصدر أنه قدم لمعاملة لمّ شمل مع عائلته الموجودة في بلجيكا بداية العام 2017 واصطدما –حسب قوله- بالعديد من العقبات فمن شروط المعاملة أن يكون لدى مقدم الطلب عمل ولديه راتب جيد، ولكن لسوء الحظ أن زوجته تعرضت بعد تقديم المعاملة بثلاثة أشهر إلى حادث، واضطرت للتوقف عن عملها فتم رفض لمّ الشمل لهذا السبب، علاوة على أن هذه المعاملة تحتاج لوثائق إخراج قيد وبيان عائلي ووثيقة زواج وليس بمقدوره إخراجها من سوريا لأنه مطلوب للنظام.

ويعيش "عمرو" بشكل متخفِ لأنه ممنوع من دخول تركيا لمدة 5 سنوات، إضافة إلى تراكم مخالفات ضخمة جراء محاولات التهريب التي قام بها خلال السنوات الماضية فكل محاولة يلقى القبض عليه فيها يوقع على مخالفة بقيمة 3500 ليرة تركية.

ويحلم "عمرو" بتحقيق لمّ شمله مع عائلته بعد أن خسر ما يقارب 4000 يورو ولا زال في مكانه لم يتمكن من التقدم خطوة واحد.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(185)    هل أعجبتك المقالة (184)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي