يبدو أن زعيم ميليشيا حزب الله سيضع لبنان الجديد على خارطته لتحرير القدس، وخطابه بالأمس كان مؤشراً واضحاً على ما ستأتي به الأيام القادمة من تصعيد خطير يحدق بالبلد الصغير الذي اختار شعبه أن يكون بداية المرحلة الثانية من ثورات شعوب المنطقة.
نصر الله أعاد سيناريو الاتهامات واحداً واحداً، وأعاد تذكير السوريين قبل غيرهم بنظرية المؤامرة والعمالة للخارج والتمويل الإسرائيلي لحراكهم، والأهم الأهداف الطائفية المستترة خلف ما يبدو أنها صورة شعب ثائر واحد.
الخطاب الهادئ في مظهره لنصر الله كان يخفي وراءه تهديدات مباشرة ولاءات كبيرة معاكسة تماماً لما ترفعه التظاهرات في ساحاتها، وإمعان بالوقوف في وجه أي تغيير قد يطيح بالأحلام الإيرانية في المنطقة على اعتبار أن عدة عواصم عربية صارت مجرد ولايات في دولة ولاية الفقية من بغداد مروراً بدمشق وصنعاء وليس انتهاء ببيروت.
هذا كله أعاد إلى الأذهان خطابات الخديعة المقاومة التي دمرت القرى والمدن السورية بدعوى وقوف أهلها في وجه المشروع الكبير الذي يريد استعادة القدس وتحريرها، ومن الرستن والقصير وحمص وصولاً إلى درعا والرقة ودير الزور وجنوب دمشق وغوطتها بدأ طريق القدس معبداً بدماء السوريين وتهجيريهم.
منذ أكثر من أسبوع يهتف اللبنانيون للحرية والسلمية وإسقاط الطائفية السياسية وفي مقدمتها نصر الله والعهد القوي وكل قوى النهب الطائفي، وكذلك يجددون أناشيد الثورات العربية ويتعاطفون معها، وخاصة تلك الأناشيد التي عبرت ساحات الشهداء في حمص وحماة والغوطة وحلب ودرعا، وهذا ما يفزع أقطاب الممانعة وحلفاءهم الكبار والهامشيين.
ولذلك سبق خطابات الأتهامات هجوم لقطعان المقاومة على الساحات في أول انذارات اختلاف المسارات وصراعها القادم، وانسحاب تيار المقاومة باتجاه ساحات الرايات الصفراء تماماً كما حصل في سوريا والعراق واليمن، وبالتالي المواجهة لن تتأخر طويلاً.
السيناريو القادم الذي نتمى عدم حصوله رغم كل مقدماته المنطقية هو العودة لمسار الطريق الذاهب إلى القدس مع بعض التعديلات التي فرضتها ثورة اللبنانيين وشعاراتها، وهو تعديل بسيط يعيد الطريق إلى بدايته في جولة جديدة للموت والدمار.
فهل سيمر طريق تحرير القدس من بيروت وطرابلس بعد أن أنتهى من ذبح المتآمرين عليه وتهجيرهم خارج حدود البلاد أم ستحدث مفاجأة ليست في حسابات الممانعة وأنصارها؟.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية