أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عذراً ... شاعر الياسمين ؟ .... وسام الحاج عمر

 

كانت الحرارة ترتفع باضطراد

حتى أن الهواء الذي يفترض بأنه قادم يحمل برودة التكييف

كان يعجز عن حملها و يصل بأسف ساخن

إلا أن عبرت نسمة باردة من شقراء فاتنة

كأنها أميرة شرقية ...

تلونت بحضارة الغرب فاختلط سحر الشرق بفتون الغرب

اقتربت و من دون مقدمات

طلبت مني ... هل ترافقني إلى  ...

طبعا كان الكلام ...خليطا من لغة الضاد ممزوجا ببعض التعابير

ذات اللكنة الروسية ( كما نفهمها ) و لكن للأمانة كان الكلام أوضح مما توقعت

حتى خلت أن من تتكلم عربية ... و خاصة أن الكلام فيه من الكلمات العامية التي تدل على خبرة باللغة  كان كافياً

لأن تشعر بأنك تحدث لسلناً عربياً أجهدته الغربة

و لكن المكان الذي طلبت مني أن أرافقها إليه ... أخذني في رحلة بعيدة و كبيرة .. مفرحة و مؤلمة ..

خليط من المشاعر ... و تساؤلات عديدة

المكان كان ... زيارة قبر شاعر الياسمين  فقيد الشعر العربي

نزار قباني

و قد عرفت نزار قباني ، بما كان لها من فرصة لدراسة أدبنا العربي و لغتنا لغة الحب و العشق

و بالحجم الذي عرفته فيه ... شعرت بحجم العظمة و الأهمية لهذا الشاعر الكبير

و لم تكتفي بذلك .. بل قرأت عنه و عن حياته و أين عاش و كيف عاش و أين مات ...

و تعمقت بالبحث حتى عرفت رقم القبر الذي دفن فيه شاعرنا شاعر الياسمين

و عندما أقول شاعرنا .. أشعر أنه لا ينتمي لنا فقط أو أننا أصغر من نحتويه ..

و لكن لنا منه نصيب ...

فمن أوكرانيا كانت تلك الياسمينة البيضاء ترنو إلى لقاء ذلك القلب الكبير

و كانت أجمل الصور التي رسمتها زيارة هذا العاشق و وضع الزهور على مثواه الأخير

و أتت بكل المعلومات المطلوبة التي يعجز الكثيرون من أبناء موطن الشاعر عن معرفتها

وهنا كنت أسألها عن اسمها فقالت : أولينا و عندكم تقولون لينا

كانت أولينا خوميتسكا

ماجستير في اللغة العربية و تسعى لنيل الدكتوراه في الأدب العربي ..

و عرفت كل هذه المعلومات أثناء رحلتنا إلى ((باب الصغير ))

و هو المكان الذي توجد في المقبرة التي فيها قبر عائلة القباني و نزار بأحياء دمشق القديمة

قريبا من سوق الحميدية و الحريقة

كانت الحرارة مرتفعة جدا و لم يكن لدينا خيار في التأخير لأن عاشقة الحب كانت على موعد مع العودة للوطن

و لكنها لن تسافر قبل أن تحقق هذه الأمنية

ولم نواجه صعوبات كثيرة في الوصول غير الضجيج و موسيقى السيارات

وكان تعذر علينا وجود القبر لولا أن المعلومات التي تعرفها قد مكنتنا من الوصول للنقطة القريبة مع بعض الأسئلة لسكان المقبرة

و كانت الأميرة الشرقية ملفتاً للنظر بكل تفاصيلها أثناء مرورنا  و بحثنا ... مما أثار دهشة كل الزائرين ...

( طبعا لغير نزار قباني )

و هنا طلبت أن تحمل الورود له .. كما هي العادة عندهم ...

فقلت لها ورودنا هي الآس .. . ذلك النبات الذي يدفن كل خميس كما هي العادة ...

ومن حسن الحظ أن وجدنا بعضاً منه لم يأكلها الماعز أو الغنم .. لأننا لم نأتي يوم خميس أو يوم قريب منه و ذكرت لها ما يعنيه وضع الآس عندنا ... و كانت تحفظ الكلمة و المعنى و تبتسم

إلا أن ظهر مدفن آل توفيق القباني ,قلت هذا هو العاشق ينتظر محبو بته التي أتت من مكان بعيد جدا و لكنه كان قريبا منه

فلم أعلم لماذا خطر في بالي قول نزار :

عشرين ألف امرأة أحببت    عشرين ألف امرأة جربت

و لكنني عندما التقيتك عرفت أنني الآن بدأت

عشرين ألف يا نزار

أين الحب و العشق

كانت ذكريات على سياج المدفن و ورود يابسة

و لكن لهذا المكان ميزة خاصة كنت أشعر بأن نزار يبتسم

بألم فلقد اعتاد أن يزوره ... من هم من خارج وطنه ... من هم من وطن شعره الكبير ...

 بينما أبناء وطنه يكتفون بالفخر و التذكير دائماً بأنه منهم

فهل هو منا ... و نحن منه

التقطنا الصور التذكارية و تأملنا بقية القبور و قبور والديه و شقيقه  ... و و

و عدنا ... كانت الأفكار تختلط و الأسئلة تزداد

فكم من نزار يتألم و كم من أناس بات يتساءلون عن قبر سعد الله ونوس و الماغوط و .. و

هل يكفي أن نبتسم كلما سمعنا ذكرهم و نقول هم من وطننا رغم أننا لا نعرفهم و قد لا نعرف أين هم يرقدون ..

ولكن إلى اليوم لم أعرف ما كانت انطباعاتها عن الزيارة ..

عن المكان الذي شاهدت فيه هذا الشاعر الكبير

و كيف رأتنا ... نحن بائعي الياسمين

 

 

 

دمشق  تموز 2007

 

(127)    هل أعجبتك المقالة (139)

ياسمينة

2007-09-03

الكلام جميل و لو أن في المعنى ألم نزار فينا جميعا و مزروع في قلوبنا و أشكر العاشقة لحبها لحبيبنا .


m>m

2007-09-04

وسام من اشعار نزار كرهت ارستقراطيته وكلماته المزينة واحببت النساء فقط اسف لشعوري هذا.


abosami

2008-03-23

حيرتني وحتى الشعر ما خلص منك انت ايه الكلام لوسام صديقي واذا انت غير وسام صديقي عذراً شديداً.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي